عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2004, 08:49 AM   #1
ابن حضرموت
حال نشيط

شعر وحكاية... وما اكثرالإخوان حين تعدهم

لعل من أشد الأمور إيلاماً للنفس ,ان يكون الناس اصحاباً لذوي المناصب الرفيعة, يتقربون اليهم ويتزلفون, ملبين اي اشارة برضى وطواعية.. حتى اذا زالت المناصب, وفقد المسؤول هالة المركز, انفضوا عنه الى غيره ليسبحوا بحمده, ويدبجوا مقالات الثناء عليه. ولقد سجلت كتب الأدب العربي عديداً من الحكايات في هذا المعنى, كما فاضت قرائح الشعراء تصور الموقف تصويراً بلغ التصوير
يحكون ان (علي بن عيسى ) لما نكب وزال عن الوزارة, تفرق عنه اصحابه ولم يعد يرى ببابه احداً منهم وكانوا يتزاحمون عليه ولما عادت الوزارة إليه عادوا الى الوقوف ببابه ثانية, فقال..
مالناس إلا مع الدنيا وصاحبها **** فكلما انقلبت يوماً به انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبـــت ****يوماً عليه بما لايشتهي وثبوا
ويرون ان الوزير (ابن مقلة) الخطاط الشهيرحين امر الخليفة بعزله من الوزارة وقطع يده لما بلغه انه زور عنه كتاباً الى اعدائه فلما عزل انقطع عنه اصحابه وانقلبوا عليه ثم ان الخليفة تبين له فيما بعد خطأة وان ابن مقلة بري ممانسب اليه فترضاه وخلع عليه ورد اليه وظائفه فانشد يقول..
تحالف الــنــاس والزمــان ****فحيث كان الزمان كـــانــوا
يـــا أيها المعــرضــون عنا **** عودوا فقد عــــاد الزمــان
وللحديث بقيه ان شاء الله
التوقيع :
شبلمي شيامي حتى الموت
  رد مع اقتباس