بين تشارلز داروين .. وعلي عبدالله صالح...!! ونظرية الـبـقـــاء لـلأســــوأ-
عمر باضاوي *
الخميس - 27/11/2008 - 09:19:04 مساء
بين تشارلز داروين .. وعلي عبدالله صالح...!! ونظرية الـبـقـــاء لـلأســــوأ- عمر باضاوي *
لا ينكر مطلقاً حُسن اختيار فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية لكبار موظفيه ممن تولوا العمل المدني في حضرموت من غير أبنائها ولا شك أن هؤلاء تميزوا باحترامهم لكرامة الإنسان ليصنعوا نموذجاً حسناً : لذلك أحبهم المواطنون – وهو ما يعنيني.
غير أنه يكون النقيض من ذلك تماماً عندما يستوزر حضرمياً ، أكان عمله في منصب عال أم في إطار محافظة حضرموت .. ينحصر تقييمي هذا على انعكاسات ذلك المسئول على محافظته من خلال ماضية وحاضره . فتجد مثلاً أحد كبار أولئك المسئولين قرر أن يكون ديك حضرموت الأوحد وليكون جميع أبناء حضرموت دجاجاً ، ليصبح هو الوحيد لحضرموت ، حتى حاول أن يقطع أعراف جميع الديكة ، لكي
لا يصرخ ديك من حضرموت ، وليستأثر وحده بذلك . لقد صرخ كثيراً حتى أستنفذ وحدات الصراخ لديه.
بدأ حملته هذه من قريته بعد أن أقصى خيرة رجالها من مناصبهم العلمية الأكاديمية والوظيفية دون سبب ، ليزحف على البلدات الحضرمية ، الأقرب مطبقاً في ذلك الحديث الشريف "خيركم خيركم لأهله" ولكن بصورة معكوسة .. وكأن لسان حالة يقول (الأقربون أولى بالأذية).
هذه الاستراتيجية في التعامل صنعت مدرسة حظيت مخرجاتها بحصد الوظائف العليا والمتوسطة في الجهازين الإداري والحزبي ليطبق هؤلاء سياسة أستاذهم.
أما النموذج الثاني فيمثله أشخاص عدوانيون ، جعلهم ماضيهم أتعس الناس ، منعت ضمائرهم أعينهم من الاكتحال بالنوم ، صور الماضي تسيطر على تفكيرهم ، صور مشايخ القبائل والعلماء وهم يمثلون بهم يسحبونهم بالجرّارات ، ويجزون رؤوسهم بحراب البنادق ويقذفون بها مثل الكرة في نوافذ أهل الضحايا وذويهم الذين صادر أولئك المسئولون عليهم حتى مظاهر الحزن والحداد على آبائهم ممن قام هؤلاء بسحلهم.
بعد الوحدة المباركة كان القتلة يخجلون حتى من مقابلة الناس لذلك تجدهم لا يدخلون مدنهم وقراهم
إلا متخفين أشبه بالمطاريد يهيمون على وجوههم حتى أنهم سكنوا منازل واقبية تحت الأرض لم يرض بمشاركتهم العيش فيها إلا الفئران والقوارض والخفافيش كانوا يخافون ظلهم تطاردهم العزلة لتحاصرهم حتى خارج البلد يحسبون كل صيحة عليهم أجساد الكهول والشيوخ الذي جردوهم من ملابسها بلحاهم الكثة البيضاء المخضبة بدمائهم بأجسادهم العارية جراء سحبهم في الطرقات الأطفال الذين أرغموا على مشاهدة ميلاد يتمهم ورؤية آبائهم وأجدادهم حين مثل بهم الثكالي النائحات بعبراتهن المخنوقة بأعينهن الجاحظة بأجنتهن المجهضة ..
الرجال وتلاميذ المدارس الذين ارغموا على رؤية هذه المشاهد كل هؤلاء كانوا يطاردونهم في اليقظة وفي المنام في داخل البلد وخارجة فهم لا يطيقون العيش أن صحت ضمائرهم ، الصمت يخيفهم الضوضاء تخطف أسماعهم النور يغشي أبصارهم يستأنسون بالظلام مثل مصاصي الدماء حتى الموت عز عليهم حين تمنوه وعندما كانوا كذلك امتدت إليهم يد السلطة كيد من خلال الموج مدت لغريق تطبيقاً لقوله تعالى (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون).
أي خدمة قدمتها السلطة للمعارضة بعد أن أخذت كناسة الحزب الاشتراكي التي أثقلت كاهلة !؟ يحق للوطنين اليوم أن يكونوا أكثر جماهيرية بعد أن تحرروا مما يصم جبينهم من المرحلة التي كانوا يعيّرون بها .. وليأكل الطعم من يأكله.
هؤلاء الذين أسرفوا في القتل لا يحبون العيش إلا محاطين بسياج من زبانيتهم الذين يكبتون لهم صحوة ضمائرهم ويزينون ويبررون لبعضهم تلك الأفعال ورغم قلتهم إلا أنهم الأكثر تكاتفاً بسبب وحدة مخاوفهم عندما يعاقر أحدهم السلطة تجده يصنع لنفسه سياجاً من الذين هم على شاكلته بدأ ذلك جلياً في تنسيق ذلك السفاح الذي رافق فخامة رئيس الجمهورية في هذه الزيارة التي نتج عنها أن سلمت مهمة توزيع مواد الإغاثة لزبانيته ، في محاولة يائسة لتلميعهم وهو ما استفز الناس وما نتج عنه من ذهاب هذه المعونات في غير مصارفها.
الناس يكبرون لفخامة رئيس الجمهورية زيارته لحضرموت خلال نكبتها والتي تجشم فيها الصعاب من أجلهم إلا أنه باصطحابه أحد هؤلاء السفاحين الذي لا يمنعهم أن يتحالفوا مع الشياطين ليعيدوا (أيديولوجية) الصراع الطبقي وليعصفوا ثانية بالمجتمع في حضرموت ويمزقوا ما التحم منه خلال غيابهم هل
أراد فخامته في هذه الزيارة تعزية الناس بتذكيرهم بنكبة (السحل) هي الأبشع حتى يخفف معاناتهم في هذه النكبة ؟ .. أسئلة كثيرة لم أجد لها إجابة ، ولكن هناك نتيجة واضحة هي أن هذه الرفقة قوَّضت هذه الزيارة وجعلت نتائجها عكسية تماماً أوجدت احتقانات واسعة الأفعال والنطاق بل أنها خلفت جفوة وخصومة بين الدولة والمواطن ليصل ذلك إلى حد التلاسن والتلاعن مع أكبر المسئولين المشرفين على حملة الإغاثة رغم وجهة الذي لا يبدوا إلا بشوشاً متبسماً على الدوام قام المواطنون في ساه والقطن برشق هؤلاء المسئولين بالحجارة.
هناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو بيت القصيد .. ألا يوجد في حضرموت إلآ سيئون أوعديموا إرادة ليتم استوزارهم ؟.
أم أن هذه هي المواصفات المطلوبة للوظيفة العامة في بلدي ؟
والأغرب من ذلك أنه إذا خرج من هذه القاعدة مسئول أراد أن يعمل بشكل صحيح فإن صلاحياته تصادر وجهوده تقوض مما يجعله أمام أهله وموظفيه أشبه بالعاجز الذي لا حول له ولا قوة إن لم يطلقوا عليه نياباتهم المسعورة لإغراقه في قضايا كيدية ملفقة.
لاشك إن هناك خللاً في التقارير التي تقدم عن أهل حضرموت الذي يعبرون عن غيظهم واحتجاجاتهم بطرق قد لا تدركها تلك القراءات الخاطئة التي تقدم لفخامتكم وبلا شك لن يكون غيظهم أقل زمجرة من غضب الطبيعة لديهم.
كنت أعتزم إرفاق صور عملية السحل والضحايا الممثل بهم وهم عراة كيوم ولدتهم أمهاتهم محاطا بهم من قبل المليشيات وصور أخرى للمسئولين المنفذين للعملية غير أني تقززت من ذلك وأشفقت على القارئ كما أنه من الناحية الأخلاقية وبسبب بشاعة الصور يلزمني الإذن من أهالي الضحايا حتى لا أنكأ جراحهم ولكنني سأكتب موضوعاً آخر أكثر تفصيلاً مدللاً بالصور بعد السماح لي بنشرها ولو بإضافة سواتر على عوراتهم عن طريق (الفوتوشب) لم أقصد التشهير بأحد لذلك لم أذكر أسماء ولكنني قصدت الاعتبار حتى
لا يحصل التكرار.
* العنوان من لدن شبكة شبوة برس