عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2008, 09:08 AM   #6
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

تسارعت حركة وتيرة اساليب الحداثة والتطور في مسيرة النهضة التعليمية في حضرموت حين قرر المستشار البريطاني ( هارولد انجرامس ) عقد معاهدات الصلح بين القبائل وترسيخ مفهوم بنية الدولة الحديثة في الوعي الحضرمي الذي كانت تعصفه الاضطرابات والفتن الداخلية حتى غيبته عن مهامه الوطنية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية . فقد اعد المستشار ( انجرامس ) تقريرا عن الحالة التعليمية في حضرموت ورفعه للحاكم العام البريطاني في عدن وارسلت ادارة المستعمرات البريطانية في عدن خبيرا بريطانيا وهو (( المستر قريفت )) خريج جامعة اكسفورد عام 1922م وسبق له ان عمل في الهند ثم مفتشا للتعليم في السودان سنة 1929م ثم عين عميدا لمعهد بخت الرضا بالسودان عام 1934م وقد وصل هذا الخبير البريطاني الى حضرموت سنة 1938م ووضع خطة على مراحل المرحلة الاولى لمدة عشر سنوات تقتضي تطوير التعليم في حضرموت وهذه الخطة كانت هي الأساس الذي نهضت به الحركة التعليمية الحديثة في حضرموت ، وتم اعتماد مقررات من المنهج السوداني منهج معهد بخت الرضا ، وقد لاقت هذه الخطة التحديثية للتعليم قبولا وارتياحا عند البعض وحذرا شديدا من لدن دعاة المحافظة والجمود . ومن اهم الشخصيات الحضرمية التي كانت تدعو الى الاسراع بتطبيق هذه الخطة على شكل واسع هو السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي كان ينادي بالتعليم الحديث .
وقبل ان يغادر المستر قريفت حضرموت رشح من بعده من يتولى تنفيذ البرنامج التعليمي الحديث في حضرموت ولم يجد كما قال في تقريره للحاكم البريطاني في عدن شخصا طموحا كشخصية الشيخ القدال سعيد القدال (( لقد حصلت لكم على ما اعتقد على الرجل المناسب وعمره 36عاما وهو ذو شخصية قوية وذكي ومدير ناجح يمتلك مقدرة غير عادية )) .

تولى الشيخ القدّال ( سوداني الجنسية ) مسؤولية مساعد المستشار للشؤون الثقافية في كل من الدولة القعيطية والكثيرية ، وكانت شؤون التعليم تأتي ضمن نطاق دائرة عمله ، وحين توسعت الحركة التعليمية في حضرموت اصدر السلطان صالح بن غالب القعيطي امرا بتعيين الشيخ القدال ناظرا لمعارف الدولة القعيطية .
والفضل يعود لتطبيق خطة تحديث التعليم في حضرموت لهذا الشيخ القادم من السودان الشقيق (( القدال )) والذي عمل بجهد واجتهاد ومثابرة على قيادة تطوير الحركة التعليمية الحكومية الحديثة في حضرموت من عام 1939م حتى عام 1950م وقد حقق في تلك الحقبة التاريخية ما يقاس بطفرة تعليمية في حضرموت وثورة صنعت الانجازات الكبيرة بامكانياتها المتواضعة .

وفي الدولة الكثيرية فقد تم تعيين السيد علي بن شيخ بلفقيه أول ناظر لمعارف الدولة الكثيرية وذلك في مارس سنة 1949م . وانتشرت المدارس الحكومية ما بين 1949م – 1967م في ارجاء الدولة الكثيرية ، وتطور التعليم بشكل لافت للانتباه وتم افتتاح اول مدرسة ابتدائية للبنات في سيئون سنة 1959م . وفتحت أول مدرسة متوسطة بالسلطنة الكثيرية سنة 1957م في مدينة سيئون . وفي عام 1961م كلفت المستشارية البريطانية ناظر معارف الدولة الكثيرية السيد علي بن شيخ بلفقيه وضع الترتيبات لفتح مدرسة ثانوية بسيئون وقد استغرقت تلك الترتيبات اربعة اعوام وافتتحت المدرسة الثانوية بسيئون سنة 1965م .

أما عن التعليم في مدينة شبام فقد تعمدت لجنة في سيئون أوكلت إليها مهمة تسجيل و توثيق تاريخ التعليم بوادي حضرموت فوضعت كتابا عن (( التعليم في وادي حضرموت )) صدر سنة 2006م. أن أقصوا تماما ذكر التطور التعليمي في شبام، بل وتجاوزوها أن ذكروا دوعن والهجرين وحوره والقطن ، مما ترك ردودا غاضبا من قبل المثقفين في مدينة شبام، و من قداماء المدرسين والتربويين ، الذين رأوا أن هذا التهميش المتعمد لا يقلل من شأن تاريخ الحركة التعليمية في شبام . ولكن يجب الاعتراف بأن المسؤولية أولا وأخيرا تقع على عاتق ابناء هذه المدينة خاصة من المهتمين منهم والذين تجاهلوا كتابة تاريخ مدينتهم شبام، ثم غضبوا وحملوا غيرهم وزر عجزهم وتقاعسهم في كتابة تاريخ شبام تاريخا علميا منهجيا يغطي جميع الجوانب .
والحديث عن تاريخ الحركة التعليمية في شبام سنخصص له جزءا لاحقا بإذن الله تعالى .



.



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-03-2008 الساعة 09:24 AM
  رد مع اقتباس