عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2009, 07:29 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي طوبى لمن سـكن أحـد العروسين عسـقلان وغــزة ..!!!!!

جرح غزة ينزف وتندمي منه قلوب الأمة الإسلامية التي هبت تستنكر العدوان على غزة .. وتعالوا معا في هذه السقيفة سقيفة الشبامي نعرف عن عزة هاشم غزة الصمود والإباء ، وهذه النبذه المختصره عن تاريخ عزة القديم نقلتها لكم من عدة مراجع تاريخية معتمدة..!!
جاء في تاج العروس (( وغزة بالفتح : بمشارف الشام - بفلسطين مشهور - بها ولد الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه سنة 150 تقريبا وبها مات هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم حين كان توجه للشام بالتجارة فأدركته منيته فمات بغزة وبها قبره ولكن غير ظاهر الآن وإليه نسبت فقيل : غزة هاشم . وجمعها أي تكلم بها بلفظ الجمع مطرود بن كعب الخزاعي يبكي بني عبد مناف من قصيد فقال :
وهاشم في ضريح عند بلقعة ... تسفي الرياح عليه وسط غزات )) انتهى..


وذكرت كتب التاريخ أن غزة شهدت أول عمران بشري قبل (6000)ستة آلاف سنة، حين شيد الغزاويون القدماء أول تجمعات سكنية لهم على أراضي الرعي التابعة لوادي غزة . وقد عاش هؤلاء السكان الأوائل على زراعة الحبوب والصيد البري ، وصيد السمك في وادي غزة ، ثم قام الكنعانيون باتخادها مراكز مدنية لهم في سنة (3000) ق. م ، ويعتبر تل العجول الواقع على الجهة الشمالية من ( وادي غزة ) أول عاصمة سياسية للمنطقة ، وبعد ذلك سيطر الفراعنة المصريون على غزة، واختار الفراعنة مدينة غزة لتكون العاصمة الإدارية للحكم المصري في بلاد كنعان خلال معظم العصور القديمة ، وخصوصا بعد طرد الهكسوس من مصر عام (1580) ق . م . وقد أسهم دور غزة كميناء للفلسطينيين ( 1200-105) ق. م في صعود مكانتها إلى القمة .
وتعتبر مدينة غزة من أقدم عشر مدن في العالم ، فقد سكنها الكنعانيون في بادئ الأمر وربما كانوا من أول بناتها ، ثم سكنت غزة نحو سنة 1800ق.م قبائل عربية ، أضافت عليها طابعا عربيا مميزاً لا يزال قائما حتى اليوم. وذكرت هذه المدينة في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق.م ، وهي أول مدينة فلسطينية تدخل السجلات التاريخية ، فالنصوص المصرية القديمة تذكرها كمدينة رئيسية ، حيث كانت غزة تحتل موقعا هاما في العالم القديم ،فهي أقرب المدن الفلسطينية لحدود مصر وهي على الطريق التجاري السوري المصري ، كماكانت ميناء لطرق القوافل الآتية من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ، ولم يقل لأهميتها التجارية من منزلتها الحربية ، كانت مصر تعي ذلك تماماً ، ومن هنا كانت مساعدتها لها وتحريضها على أي ثورة تنشب فيها ، ولما تمردت على الآشوريين في عهد (تيجلات بيلسر) الثالث وفشلت ، أرغم ( هانو ) حاكمها على الفرار من مصر وبقي بها حتى وفاة تيجلات بيلسر ولما ولي (شلمانصر ) الخامس العرش ، ساعدته مصر في العودة إلى غزة وخلع الوالي الآشوري وطرد الحامية الآشورية – كان ذلك بمساعدة القائد المصري ( سيبو ) – ولكن الآشوريين ضربوا هذا الحلف ، وإلى ذلك يشير نص من حوليات ( سرجون الثاني ) إنه حاكم غزة وقع اتفاقاً معه الفرعون وهو الفرعون استدعى قائده سيب لمساعدته (هانو) وهو سيب أي انطلق ضدي في معركة .
ويقع الجزء التاريخي المهم من غزة في وسط المدينة الحالية ، ويمتد لمسافة عدة دقائق من مركزالمدينة الواقع في قلب المدينة وقد دلت الحفريات على أن المدينة كانت محاطة بسورعظيم مع أبواب، أهمها ( باب مايوماس ) مقابل البحر، وباب عسقلان في الشمال ، وباب الخليل في الشرق، وباب الداروم في الجنوب . وكان يتم إغلاق البيوت عند غروب الشمس فتصير المدينة كالقلعة بوجه الأعداء. ثم توسعت المدينة في الفترات اللاحقة باتجاه الشمال والجنوب والشرق على الخارطة البيزنطية الفسيفسائية في مأدبا التي يعودتاريخها إلى الجزء الأخير من حكم جيستنيان (527-556م) ، صورت غزة على أنها ثاني أكبر مدينة في فلسطين بعد القدس ، وظهرت فيها الشوارع المعمدة والمباني العامة والأسواق ولما جاء اليهود إلى فلسطين من مصر منحت غزة لسبط يهوذا فاحتلهارجال يهوذا مع سائر مدن الجنوب وقد كان العناقيون ما زالوا فيها، ثم استرجعها الفلسطينيون وبقيت إحدى مدنهم الخمس باتجاه الجنوب إلى أن جاء شمشون فحطم أبواب أسوارها ونقلها إلى جبل مجاور للمدينة نحو الجنوب الشرقي يعرف اليوم بجبل المنطار ثم أسر فيها .. وفيها أيضاً حطم معبد داجون ، ويدعوه العرب اليوم في غزة ( علي بن مروان ) أو (( أبو العزم )) .
أما حول أسماء غزة ومعانيها فقد قيل : بأن معنى كلمة غزة هي جمع غازي والغزي والغزاة الرماة بالنشاب ثم تحرفت إلى غزة وهي بلدة كنعانية عربية ، وهناك أقوال قيلت عن معنى غزة والأرجح أنها بمعنى قوي ومخازن وكنوز وما يدخر، ونبه بعض الباحثين إلى أن معنى الاسم (( غزة )) العزيزة والحصينة وهي مدينة تجارية عامرة .
ولعل الإسكندر الأكبر، هو أقسى من تعامل مع غزة وسكانها، فقد نكل بهم، لأنهم رفضوا الاستسلام إلا بعد حصار طويل ، وهدم لأسوارها . وفي القرن الثاني قبل الميلاد استولى عليها سمعان المكابي قائد اليهود واحتلها بومبي الروماني سنة 62 ق.م وضمها إلى ولاية سوريا وغزة مدينة قديمة من مدن فلسطين قريبة من البحر المالح على نحو نصف ساعة وأول من اختطها افرايم أحد أولادسيدنا يوسف الصديق عليه السلام ، وهي من الأرض المقدسة التي بورك فيها ومن أعظم مدن فلسطين فتحها معاوية بن أبي سفيان أيام خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويقال لها ولعسقلان : (( عروسا الشام )) وكفى بها فخراً أنها مولد سيدنا سليمان عليه السلام .. ومولد الإمام الشافعي رضي الله عنه .
وذكر الجوهري أن هاشمًا جدالنبي – صلى الله عليه وسلم ٍ- مدفون بغزة ، ومن الآثار ما روي عن غزة عن مصعب بن ثابت عن الزبير قال : (( طوبى لمن سكن أحد العروسين عسقلان وغزة )) وهي أحسن المدن المجاورة لبيت المقدس ، وهي من الثغور لقربها من البحر، وبها كثير من الأشجار والنخيل ، وحولها كثير من المغارس والمزارع ، وفيها أنواع الفواكه، وهي أحسن مدن فلسطين وفيها خلق كثير ممن سلف من العلماء والصالحين وهي مدينة ساحلية فيها قبر هاشم بن عبد مناف. وهي آخر مدينة في جند فلسطين قبل صحراء مصر الجفار، جفار مصر. وفيها ولد محمد بن إدريس الشافعي المدفون في الفسطاط ، وقد أنجبت رجالا اشتهروا في الإسلام من أمثال الشافعي وغيره. وليزيد القزويني عن قيمة غزة اقتبس قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أبشركم بالعروسين غزة وعسقلان )) . وكان أبو الفدا أول من وصفهابشكل علمي فهي بعيدة عن البحر تفصلها كثبان رملية. في المدينة حصن صغير وقليل من أشجار النخيل لكن كرومها خصبة. وكانت أيام ابن بطوطة عامرة... مساجدها كثيرة وهي محصنة، وتغص بالمصلين) .
وأخيرا فإن غزة مدينة حفر اسمها في ذاكرة التاريخ ، وجدت مع وجود الزمان ، وعانت أهوال كل قتال كان لها في كل عهد قصة وفي كل معركة تضحيات وشهداء ، ومع كل حاكم حكاية كم دانت لفاتح ، وكم استعصت على جبار.. ولكنهافي كل حال لم تكن ترضى إلا أن تكون حديث الدنيا وقلب الأحداث.. فما اقتتل جيشان إلا اكتوت بنار قتالهما ، وما تنازع خصمان إلا حاول كل منهما أن يخضعها لسلطانه ، فهي واقعة في الوسط بين قارتين وبين حضارتين.. طريق للفاتحين ، وأول سلَّم للصاعدين الغالبين وآخر درجات المنهزمين الفارين تاريخها مجيد، وسجلها حافل ، وحاضرها جهاد وتضحيات عانت وما زالت تعاني من غدر الأعداء وعجز الأصدقاء ، ولكنها وفي كل مرة كانت تنتصر تنتصر بالرجال الذين أنجبتهم أرضها رجال عظماء وأبطال أشداء سواعدهم من صخر وقلوبهم من حديد ومن أعظم صفاتهم الشجاعة، والصبر على المكاره،والنفور من الذل ، وإباء الضيم ، ولعلهم ورثوا هذه الصفات عن آبائهم بسبب كثرة الحروب التي ألمت بديارهم ، على مر الأحقاب ويقال إنهم هم الذين خاف بنو إسرائيل بأسهم فقالوا: (( إن فيها قوما جبارين )) ...!!




.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 01-05-2009 الساعة 07:39 PM
  رد مع اقتباس