عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2005, 11:32 PM   #1
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي تمر .. وهدّة بالصُمُل في مسجد الجامع بحريضة !!!


تمر .. وهدّة بالصُمُل في مسجد الجامع بحريضة !!!
من النصوص الشعرية للشاعر الإمام علي بن حسن العطاس يرحمه الله التي يناقش فيها ظاهرة إجتماعية هذا النص الشعري الذي بين أيدينا !!
الكل منّا يعلم بأن هناك عادة جرت ولازالت تجري في حضرموت وهي توزيع التمر أو الخبز في المساجد . هذه الظاهرة تناولها الشاعر الإمام يرحمه الله في هذا النص الشعري بشكل فكاهي جميل . ماهو القول الشرعي في هذه الظاهرة ؟؟ وهل لها أصل في السنّة المطهرة أم لا ؟؟ وهل تؤثر نية الأكل في المساجد على نية العبادة فيها ؟؟ هذا ماشرحه الإمام الشاعر !!
مثل هذه الظواهر الإجتماعية ومناقشتها وتبيين قول الشرع فيها وذكر الأدلة على صحتها أمر لايمكن لأي شاعر أن يناقشه . فمن يناقش ظواهر كتلك ويطرحها في نصوص شعرية لايمكن إلاّ أن يكون شاعراً عالماً فقيهاً . وهذا ماتجلّى في شاعرية الإمام الشاعر علي بن حسن العطاس يرحمه الله .
ناقش الشاعر قصة غريبة حدثت في حريضة وتحديداً في المسجد الجامع المعروف وهي :
ان عبدالله بن سالم بن رضوان قام يقسّم التمر في ختم مسجد الجامع بحريضة وكانت الناس ايامها في حالة معيشية صعبة . وكان هناك أحد من السادة إسمه ( عمر ) حضر إلى المسجد والله أعلم بنيته هل أتى من أجل التمر أو لحضور الخير ؟؟ وحدث ان السيد عمر أخبرالشاعر الإمام بتجاهل عبدالله بن رضوان له .وإستشهد الشاعر ايضا بقصة سابقة حصلت في مسجد آخر في حريضة وهي :
ان رجل يدعى ( هادي ) أخذ الخبز من ( قِبلة ) المسجد وهرب . فقال الشاعر الإمام التالي :

ياصاح مابال عبدالله تعدّى عمر= مدري تناساه وإلاّ ذا ( المقلف ) قصر
وإلاّ فلا سار في الغدراء ولابه عوَر= قسّم على الناس والسيّد يُحك الضبر
ساهن وراجي إلى ماحسّ به قد عبر=آيس من التمر وأيقن فيه قل الظفر
ولو درى أن ذا ( فشلُه ) لعارض طمر=قبِض براسه وبالهدّه قضى له وطر
يامعتني قُلْ لخو رضوان ماذا نظر؟=قسّم على الناس في المسجد وخلّى نفر
خلّى عمر مثل قصبة خالفه في مشر= ( لاياحقيبي ) لهجعانه وطول السهر
قدنا تحمحم ورشّخ بالعصا في الضبر=وهو مصمم وقفّا ماإلتفت مانظر
يامَحْسَن القوت في المسجد متى ماحضر=لو كنت شبعان كلتُه بالحرارة ومَر
* المقلّف : التمر.
* فشْلُه : نصيبه .
* لاياحقيبي : لفظ تحسُّرْ يقوله من ضاع جهده وتعبه .
فيما سبق سرد الشاعر الواقعة والكارثة التي حصلت للسيد وحرمانه من التمر بسبب تجاهل بن رضوان له . وفيما يلي سيناقش الشاعر ظاهرة تقسيم التمر والخبز في المساجد وهل لها أضرار في تغيير النية ؟؟ وهل لها أصل في السنة المطهرة ؟؟

يكمل الشاعر بالتالي :

وبعد ذاالحين يهل المعرفة والبصر= ومن يفنّد فصول المنفعة والضرر
من جانب القوت في الطاعة نفاعة وشر= بل ربما غيّر النية لبعض ( الغَرَر )
يجون لجله ومهما هو دعاهم وجر= كانت عبادة بنيّة قوت !! فيها ضرر
قصة جرت في حريضة يوم هادي دغر= ( خيّف ) على الخبز في القِبلة وشلُه وفر
خبّوا قفاه الجماعة ( وإفسحوا ) في السوَر= ( وبعد مقْفى )وفات الخبز راحوا طير
معاد واحد رجع صلّى تحير الفكر=ويوم ثاني تلاقوا بالصُمُل والشفر
وألقى ( المعلم ) في القبلة صميله وصر=والحق لو مادروا بالخبز ماجاء نفر
هات ( إفتنا ) يالذي تعرف حقيق الخبر=إن كان لعمال بالنيّات هذا خوَر
وكيف نلقي بماقد صح فيه الخبر = عن النبي المطهّر ( من يهاجر هجر )
ملاّ تقول إيش ياكم من رجيل إقتمر=الحمد لله قد لي وقت ( ماكُلُه بَر )
ولاإشرب القهوة إلا ان كان بنّي حضر= ولا توضّا من الموقوف خوف البذر
نستغفر الله من المقبل وماقد عبر=وفي قصص صفوة الصفوة وخير البشر
يلقون ( خاول ) في المسجد على حبل جر=إن كان هذا كما هذا فمن شاء شكر

* الغَرَر : جمع غِر وهم البسطاء والسذّج من الناس .
* خيَّفْ : أخذ الشئ .
*إفسحوا : تركوا
* وبعد مقْفى : وبعدما هرب .
*المعلِّم : إمام المسجد
* إفتنا : أعطنا فتوى
* من يهاجر هجر : إشارة إلى الحديث النبوي (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لإمرأة يتزوجها أودنيا يصيبها فهجرته لما هاجر إليه ) .
* ماكُلُه بَر : تركت أكله نهائيا .
* خاول : جمع خيل التمر .

في هذا النص يعرض الإمام الشاعر قضية محددة حدثت سنة 1140 هجرية ويناقشها من جوانب شتّى . وهذا مالن يفعله إلا من كان شاعرا فقيهاً . وإلى وقفة أخرى مع نص آخر لهذا الشاعر الإمام رحمه الله !!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 03-22-2005 الساعة 11:37 PM
  رد مع اقتباس