[مسرور]

قال أحد المهتمين بالشأن اليمني عن سؤآل وجه له حول سر إهتمام الرئيس علي عبد الله صالح بحضرموت :

الرئيس لديه بعد نظر وهو يخطط لما بعد تفكك اليمن وحدوث هيجان داخلي يكون مركزه صنعاء وما اهتمامه ذلك إلا مظهرا من مظاهر الرغبة في تنصيبه حاكما عاما لحضرموت فيما ( لو عود صقب عود ) (1)

تحليل ربما يفتقد للمصداقية لأن الحضارم لن يقبلوا بالرئيس صالح حاكما لهم فيما لو تغيرت الخريطة اليمنية وسيسقطون شعاراتهم ومارسموه من هالات حوله ( لن تجد من بينهم من يسميه بشير الخير أو بوأحمد أبدا )

أنا عن نفسي ( وهذا رأيي الشخصي وليس ملزما لأحد ) أقول أن الوحدة اليمنية قد أسست على شفا جرف هار من النار والمستقبل ينبىء بنذر التشطير والتجزئة ليس لليمن فحسب بل وللنظم المجاورة وعلى رأسها الدولة السعودية وستقوم بالجزيرة العربية أكثر من دولة وكيان ، ومن هنا فالحضارم ليسوا نشازا ومن حقهم التطلع والحلم بدولة وهم من عاشوا قبل قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 نوفمبر 1967 في كيان حضرمي ارتبط بمعاهدات مع بريطانيا واستقل إستقلالا تاما بهويته وخصوصيته حتى عن المشروع الإستعماري البريطاني في ما عرف بإسم إتحاد الجنوب العربي .

الظلم عادة يكون المدخل لبروز التذمر والثورات ضد الأنظمة الفاشية الإستبدادية ، والنظام اليمني ولو تغلف بغلاف الديمقراطية والتعددية السياسية يظل وسيبقى نظاما فاشيا وراثيا عنصريا جهويا طائفيا ، أرهب عموم المواطنين وخاصة أبناء المحافظات الجنوبية بدون إستثناء بإسم الوحدة وجرد عليهم سوط تهمة الإنفصالية لمن يطالب بحق أو يدعي إختلالا ملحوظا في المواطنة وهضما للحقوق .

أصبح المجتمع المسالم المتجانس في حضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية مجتمعا بوليسيا يسيطر عليه رجال المخابرات القادمين من شمال الشمال ، ولم تعش المنطقة هذه الهجمة البوليسية أو ما يماثلها في عهود سابقة ومن ضمنها عهد الحزب الإشتراكي اليمني الذي سحل وقتل وأهلك ودمر ولم يتعرض للهوية والخصوصية مثلما يتعرض لها الوحدويون من أبناء شمال الشمال ... كاذب من يقول لك أن المواطن في المحافظات الجنوبية وعلى وجه الخصوص حضرموت لا يشعر بالتذمر من الهيمنة والسطو ويتوق للإنعتاق من الحيف الذي يمارس ضده باسم الوحدة وتحت شعاراتها البراقة وقدسيتها وإستمرار الحال أو بقاءه على وضعه الراهن يحمل معه نذرا كثيرة بالإنفجار ... لن نقول أن الحل يكمن في دولة مقترحة يكون اسمها حضريمن كما قال طيب الذكر معمر القذافي في تصوره لحل مشكلة فلسطين بإشهار دولة اسراطين ولكننا نقول أن الوحدة اليمنية هدف وغاية ومصير شريطة عدم طغيان الأكثرية على الأغلبية تحت أي مبرر كان بقصد فرض هوية جديدة أو تغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة بالتوطين والهجرات الجماعية من الشمال ، والحل لقطع دابر التطلع للتحرر والإنفصال عن اليمن هو إعادة النظر في الكيان الوحدوي وعدم إهمال الخصوصية التي تتمتع بها الأقاليم اليمنية ولن يتم ذلك مالم تبرز وثيقة العهد والإتفاق ( التي يدعي الرئيس صالح وضعها على الرف بسبب تجاوز الزمن لها ) إلى الوجود لتحقيق دولة يمنية كونفدرالية تتمتع فيها الأقاليم المختلفة بحكم ذاتي يرتبط بدولة مركزية .

سلام .


(1) لو عود صقب عود : مثل شائع في حضرموت ويقصد به لوحدث مالم يكن في الحسبان