عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2005, 12:45 PM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي الرحيل المفاجيء للسيد صالح المحضار

نديم الشاعر المحضار في الغربة وإبن أخيه
السيد صالح بن محمد المحضار ..الرحيل المفاجيء

جدة : رياض عوض باشراحيل

في مدينة جدة وفي التاسعة من مساء الثلاثاء 5/4/2005م لفظ السيد صالح بن محمد المحضار الأديب المصلح والمربي الجليل انفاسه الأخيرة وغادرت روحه الجسد الذي صحبته سبعة وستين عاما اثر حادث سيارة أليم فارق على اثره الحياة , ومضى الى بارئه الذي اختاره الى امانته وترك الأعمال الدنيوية الصالحة في اعناقنا نبراسا ونموذجا للقدوة الصالحة بوصفها قيما في المرؤة وفعل المعروف .
وفي يوم الخميس السابع من ابريل حمل الى مكة المكرمة وصلي عليه بعد صلاة الظهر في الحرم المكي الشريف ليوارى الثرى في مقبرة (الحجون) هناك ..وقد عرف عن الفقيد الراحل حبه للناس وعمق ايمانه بعقيدته واخلاصه في أي عمل يقوم به ولا بدع فهو نهر صافٍ من المعرفة والنباهة والألمعية والأرشاد والذكاء يغرف من ذاكرته الحية التي اختزنت المعارف اللغوية والدينية والتاريخية والأدبية قديمها وحديثها , كان اذا تحدث في امر ما او اجاب على سؤال يتدفق كالسيل بفصاحته وسمو بيانه وجمال نطقه من دون تقعر او تكلف –عليه رحمة الله-.
والفقيد الراحل يحب الأدب والشعر ويتذوقه بعشق لذلك فهو يميز في نطقه ونبرات صوته بين حديث النثر وابيات الشعر التي يلقيها في بعض المناسبات إذ هو يمتلك صوتا عذبا كأنه الموسيقى يرن صافيا في الأذن ويتغلغل في اعماق النفس اذا القى ابياتا من الشعر الجميل , ولاعجب فهو اديب وشاعر لكنه مقل في الشعر, يتمتع بقدرة فائقة في تذوق الكلام وفهم واسع لتراثنا الأدبي .. لقد كان رحمه الله محبا للعلم شغوفا بالمطالعه وكان من عاداته اذا قرأ كتابا لخّصه في صفحات ونقده ودوّن ملاحظاته عليه وقد استمعت اليه كثيرا وهو ينقد بعض الكتب بإنصاف ونزاهة خاصة الكتب الدينية والأدبية ذلك مما ينم على ثقافة واسعة ومقدرة على النقد كان يتمتع بها الفقيد .
والفقيد السيد صالح بن محمد بن ابي بكر المحضار هو نديم شاعرنا الكبير حسين ابوبكر المحضار _عليهما رحمة الله- وانيسه الجليس في الغربة وابن اخيه , وكان الشاعر الكبير المحضار عندما يصل الى جدة ابّان حياته لايقصد سوى منزل فقيدنا الراحل يقضي معه اسعد الوقات يتجاذبان فيها احاديث الأهل والأسرة والأدب والشعر والدين , وكان الفقيد صالح بن محمد يدون بقلمه الجميل قصائد عمه التي ينظمها في جدة وقد جمعتهما شعرا بعض الأخوانيات الطريفة في مواقف مختلفة حصلت عليها من الفقيد الراحل ولازلت احتفظ بها ضمن مجموعة قصائد لعمه الشاعر المحضار كان قد نظم بعضها في الستينات عندما كان مغتربا في جدة , ليس مكان الحديث عنها بين هذه السطور .
لذلك كانت للفقيد صالح بن محمد المحضار (يرحمه الله )منزلة عالية ومكانة متميزة في وجدان عمه الشاعر الكبير كشف عنها في قصائد متعددة ومنها مرثاة الطفل عيدروس نجل الفقيد الراحل الذي توفي وهو في السادسة من عمره وفيها اشار الشاعر المحضار الى محبة الفقيد لأهله ولكل الناس ومحبة الناس وأهله له قال :
يقول بومحضـار نومي ماهنيتـه لي ثمـان = البرق حدثنا بحادث كيف لو شفته عيان
حادث يهـز القلب ويهز المشاعر والكيان = الأمر لي ماهـان عاصالح علينا مايهـان
لي شق عاصالح يشق عالناس والله المستعان = صالح يحب اهله محبة صدق مافيها دهان
وهم يحبونـه ويعترفـون له في كل شـان = ولاعجب ان رق قلبه للخبر والا استلان

وقد قيل قديما " الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد " وصالح المحضار من الجواهر الجياد , وقد عرف في مجتمعه بتواضعه وبساطته وسعة صدره وعفة نفسه ونبل مشاعره وحبه لفعل الخير والارشاد والنصح امتدادا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم { الدين النصيحة } .. وقد حرك رحيل الفقيد وجدان العديد من الشعراء الذين عرفوه عن قرب ,وصلوا يوم تأبينه السبت الماضي 9/4 لتقديم واجب العزاء والتأبين فتحدث الشاعر القدير عبدالله الجعيدي عن صفات الفقيد قائلا :

صالح محمد بكت لأجله عيوني بدم = وآلام من كثرها طرفي هجره الرقـاد
رجل المبادي رحل عنا ورجل القيم = رجل الوفاء راح ريته مثل ماراح عاد
رجل التقى والنقى والمرجلة والكرم = رجل المهام الكبيرة والشرف والوداد

ويتحدث الشاعر عن مواهب الفقيد الراحل في الأدب والفقه واصالته فيقول :

والشعر له فيه والنثر شاطي ويـم = والفقه لاقد تكلم فيه بدّع وجاد
تحزن عليه الحجاز ونجد وام السلم = والعاصمة القويرة والعظيمة سعاد

وحول اشادة الشاعر الكبير حسين المحضار بصفات ابن اخيه الفقيد الراحل قال الشاعر الجعيدي :

عمه حسين الذي شعره قرتـه الأمم = في كل مجلس بصالح واستقامته شاد
واحنا كما شاد به عمه به انشيد جم = رجل المواقف وحلال الأمور الشداد
لاقد دعينـاه ياصالح يجوب "نعـم" = "لا" مالها في قواميسه محل والفـؤاد

يرحمك الله ياصالح بن محمد المحضار .. فمن عادتي عندما اودعك بعد كل لقاء يضمنا اقول لك " الى اللقاء " اما اليوم فإنني اقف على قبرك بمكة الطاهرة لأقول لك " وداعا " ...
لقد كنت صالحا وسيدا حقا , وكانت السيادة عندك سيادة دين وثقافة وخلق ومواقف في الحياة .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة باشراحيل ; 04-15-2005 الساعة 12:50 PM
  رد مع اقتباس