عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2009, 12:13 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المكلا اليوم / كتب: محمد بالفخر
2009/4/29


في الأسبوع الماضي تحدثت عن المقابلة التي اجرتها قناة الجزيرة مع السيد حيدر أبوبكر العطاس . وتعرضت لنقطتين مهمتين وردتا على لسان السيد حيدر وهما : الاشتراكية التي فرضت قسرا على الجنوب والاختراق لمركز قيادته (المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب ) والتي بسببهما تعرض الجنوبيون لمآس عديدة يطول شرحها ويتأخر علاجها


وفي الوقت الذي كان للمقال المذكور صدى وتأييد من قبل كثير من الأحبة الكرام تعرض أيضا لعتاب من أحبة كرام ممن ينتمون للحزب الاشتراكي اليمني وآخرين ممن ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح

فالاشتراكيون اعتبروا الكلام أنه امتداد لمن يحاول شق الصف الاشتراكي وأنه نبش لماضي قد دفن بالتصالح والتسامح التي يفترض أنها ثقافة جنوبية قد غطت على كل المساوئ والأزمات التي مر بها الجنوب أبان فترة حكم الحزب إلى عام1990م


وأما عتاب الأخوة الإصلاحيين فيكمن أساسا من تخوف البعض من نجاح التيار الجنوبي في الحزب الاشتراكي أنه ستتبعه خطوات مماثلة للإصلاحيين الجنوبيين وهذا ما يثير الريبة لدى الكثير ممن لازال يؤمن بالتبعية المطلقة تحت مسمى الطاعة العمياء التي تساهم بدورها في قتل الطموح وتقليص الإبداع والتميز وعدم بروز المواهب القيادية الجنوبية التي تأخذ مكانها باقتدار ومن هنا تكرس لاشعوريا نظرية الأصل والفرع ويبقى الفرع دائما هو الأضعف في كل الأحوال


ويرى بعض الأخوة المستقلون بأنني برأت العناصر الجنوبية في الحزب الاشتراكي "اليمني " من مآسي عريضة تعرض لها أبناء الجنوب ولم يكن هناك اعتذار يذكر عن تلك السنوات العجاف على الرغم من الدور الفاعل لهم في كثير من مجريات الأحداث


وتلك الفترة بمساؤيها وأضرارها المتعددة إلا أن هناك الكثير من الإيجابيات التي صاحبتها وقد أشرت إليها وأشدت بها في مقالات سابقة ومنها على سبيل المثال بسط النظام والقانون والمواطنة المتساوية والخدمات التعليمية والصحية المكفولة لكل المواطنين دون استثناء لأحد والتخفيف من حدة التمايز الطبقي المنبعثة من الثقافة الجاهلية


وفي كل الأحوال كل ما قلناه هو رأي واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية طالما وأن النوايا سليمة والأهداف واضحة والوسائل مشروعة ورأينا أيضا كان مبنيا على شواهد تاريخية واضحة وأهمها شهادة شاهد من أهلها رجل بحجم المهندس القدير حيدر ابوبكر العطاس الذي عرف في تاريخه أنه لم يكن في يوم من الأيام صانع للأزمات التي مرّت على الجنوب أو مساهما في صناعتها بل كان رجل توازن في كل المراحل وكان رجل دولة بحق كغيره من أبناء حضرموت الذين تولّوا مناصب وزارية في الجنوب تعاملوا معها بمهنية إدارية وباقتدار رائعين و نأو بأنفسهم عن الصراعات الكثيرة التي مرّت على البلاد


ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور فرج بن غانم رحمة الله عليه والمهندس فيصل بن شملان نسأل الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل
وما يهمنا جميعا هو إقفال ملف الماضي بكل مآسيه لأن الماضي لايمكن أن يعود وأن نأخذ العبرة من قصصه تجنبا للسيئات والاستفادة من الايجابيات ونعود للتذكير أن الاشتراكية هي فكرة بشرية لها بعض الإيجابيات في جوانب محددة كما أن لها سلبيات كبيرة في جوانب أخرى وأنها قد ماتت في مكان ولادتها وانبعاثها ودفنت في نفس المكان الذي انطلقت منه وعلى كل حال هي ليست موضوعنا . وموضوعنا الأهم هو النظر إلى المستقبل والسير إليه من خلال طريق واضح المسارات خال من الحفر والمطبّات


وعلى كل أبناء الجنوب المنتمين لكافة الأحزاب أن يعيدوا النظر في مواقفهم وانتمآءتهم الحزبية وان يكرّسوا كل عملهم لمصلحة أهلهم وبلادهم وأن يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية


خاتمة شعرية : للشاعر علي حسين البجيري

صفحة جديدة يا بواسل شعبنا وما مضى مدفون لا يذكر دوام
مرّت مراحل كلها كانت خطأ وأهل الدسائس وصّلونا للحطام
كانت مصيبتنا من العرق (...) ذي حل فينا قبل نبلغ للفطام
فرّق أخوتنا ودمّر صفنا وإحنا الذي لقيناه في المسجد إمام
يمسي مع هذا ويصبح عند ذا حتى شرخ فينا المفاصل والعظام
واليوم ربي قد جمعنا يا خوتي والشور واحد في المواقف والكلام
ربي خلقنا أحرار يأهل (......) وتأكدوا لن نكون إلا كرام
انتم تريــدونا خــدم تبّــا لكــم والله ما نرضى ولا نلتو المرام



التعليقات على الخبر

1 - عابر سبيل
كلام من ذهب وعلى كل أبناء الجنوب المنتمين لكافة الأحزاب أن يعيدوا النظر في مواقفهم وانتمآءتهم الحزبية وان يكرّسوا كل عملهم لمصلحة أهلهم وبلادهم وأن يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية

2 - الأخ محمد بلفخر
شكرا على المقال وأملنا أن يفيق كل الأخوان من سباتهم ويعودون إلى جادة الطريق تاركين اليمننة بكل ألوان طيفها ولنمض جميعا لفك قيد الوطن الأسير ..... مع تحياتي حسن العمودي
  رد مع اقتباس