عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2009, 05:06 AM   #11
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحمدي [ مشاهدة المشاركة ]
اشكرك على هذا الكتاب الجميل وهذه الحكم الرائعة

وإن كان هذا الكتاب ثروة للعقل البشري إلا انه
ثروة ثقافية للأنسان اليمني في حضرموت

وعلى فكرة نحن متعطشون للكتاب اليمني الإلكتروني
لقراءته واقتنائه

الله يعطيك العافية
وبارك الله فيك

كيف يغترّ أحد بنسب مجرّد عن التّقوى؟

هذا السؤال وجّهه الحبيب: عبد الله بن علوي بن محمد الحداد ، إلى الجهلاء من العلويين ، المتباهين بالنّسب ، والمعتمدين عليه دون عمل صالح.

الفصل: الخامس والعشرون
التّعظيم في غير محلّه

لا ينبغي لأحد ممن يعوّل عليه أن يعظّم ولا أن يثني على الجاهل [1] وإن كان ممن له نسب شريف وسلف صالح . فإن تعظيمه
والثناء عليه في الظاهر قد يفتنه في دينه ، ويغرّه بالله ويزهده في العمل الصّالح ويلهيه عن التّزوّد لآخرته.

وكيف يغترّ أحد بنسب مجرد عن التّقوى [2] أو يعتمد عليه؟ بعد قول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم"
" يا فاطمة بنت محمد ، لا أغني عنك شيئا " الحديث الصحيح.

وقد تفطّن لذلك جماعة من الشعراء فضلا عن الأئمّة والعلماء حتى قال بعض الشعراء:

لعمرك مــا الإنسان إلاّ ابن دينــه = فلا تترك التّقوى اتّكالا على النّسبِ [3]

فقد رفع الإسلام سلمان بن فارسٍ = وقـد وضـع الشّر الحسيب أبا لهبِ

وقال المتنبّي:

إذا لم تكن نفس الشّريف كأصله = فماذا الذي تغني رفاع المناصبِ

وقال آخر:

وما ينفع الأصل من هاشمٍ = إذا كانت النّفس من باهلهْ

وهو ما أيّده مفتي الديار الحضرمية ، العلامة النّحرير ، المجاهد ، الشاعر ابن عبيد الله السقاف ـ رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ـ في ذات الكتاب: ( بلاد الأحقاف ـ رموز وكنوز ) ص. 118

قال في إحدى قصائده:

وقد بحّ صوتي بالنّصيحة بينهم = ولكنّهــم عــن كــلّ فـائــدة صـــمُّ
ومن كان منهم فيـه نسك فإنّه = تولّى عليه الضّعف واشْتمل الوهمُ
يريدون مـن أهل القبور معونةً = وأنّى يعين الناس مـن ضمّه ردْمُ
وقد عمّتهم داء الدّهان بأسرهم = وإن حملوا رُقط المكائد واعْتمّــوا
ــــــــــــــــــــــــــــــ


الهامش:

[1] الجاهل: معرّفة وكأنّه يوجّه سهام نقده إلى معلومين.
[2] النقد حادّا ولا ذعا وصريحا وجريئا من عالم علوي يعرف مهام وواجبات النسب الشّريف ، لا يخاف في الله لومة لائم . إعتبر أنّ من يباهي بالنّسب دون عمل صالح هو مجرد من التقوى.
[3] إن المقياس في صالح الأعمال للعباد الجميع هي التقوى ، وإنذها لخطيئة التجرّد من التّقوى فكيف لما تكون من علوي ، وليس هذا فحسب بل يتّكل على النّسب ، وهم من وصفهم الحبيب بــ: ( الجهلاء ): ( ولا أن يثني على الجاهل وإن كان ممن له نسب شريف وسلف صالح . فإن تعظيمه والثناء عليه في الظاهر قد يفتنه في دينه ، ويغرّه بالله ويزهده في العمل الصّالح ويلهيه عن التّزوّد لآخرته ).
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 06-03-2009 الساعة 05:12 AM
  رد مع اقتباس