عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2009, 11:39 AM   #16
مطلق
حال جديد

Thumbs down

اقتباس :
هل يستطيع الشاعر ( أي شاعر ) السمو بذاته وعزلها عن أهواء البشر في مجتمعه ليمثل دور القديس والواعظ المعتلي لمنبر ينزه فيه ذاته ويتكلم بإسم الرب ؟





قد لا نجد في تزكية الذات أي ضير إن لم تخرج عن إطار الإعتزاز بالنفس دون تنزيهها تنزيها كاملا مما يعتريها ( أي النفس البشرية ) من نزعات وأهواء شيطانية ... فأنا ( والعياذ بالله من كلمة أنا ) لا أوافق أخي عبد القادر صالح فدعق التأكيد وفقا لما جاء في قصيدته على تفرّده بصحوة الضمير وتجريد من يرى فيهم خصوم مفترضين منها وليس أدل على ذلك قوله :



فقد قالوا عني

وأنا مزروع بينهم

اني كنت زنديقا

في هيئة قديس

واني كنت المستشارالثاني

لمسيوابليس



كيل من الإتهامات لمن يقف على النقيض من مذهبه في الحياة أو يشكك في طغيان النزعة البشرية على ما سواها من دثار ملائكي يريد التدثّر به .. وله نقول بعد الإتكال على الله ماهكذا يامسيو عبد القادر تزكى الذات ومن يزكيها فلا يستأثر بالتزكية منفردا وليوجد فسحة لغيره لتزكية أنفسهم بموجب ما نعلمه عن التزكية التي لا تخل بحق الآخر في أن يكتسب نفس القيم ، فعنترة العبسي زكى نفسه في بيت شعر من قصيدة طويلة له ولم ينكر على الآخرين مقارعته أو التصدي له ونستشف ذلك من قوله :



أنا العبد الذي خبرت عنه

وقد عاينتني بعد السماعا



زكى المتنبي نفسه وسمى به وأفسح المجال للآخرين ليتجاوزوه لو توفرت لديهم الإمكانية للتجاوز ونقرأ ذلك في قوله :



أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صمم



وهو قائل البيت التالي :



إذا غامرت في شرف مروم

فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقي

كطعم الموت في أمر عظيم



وهو من قال أيضا



الليل والخيل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم



جنى المتنبي على نفسه بتزكية الذات وحصر شمائل الفارس المغوار في شخصه الكريم وقتل شر قتلة جزاء نكالا له على التعالي وتمجيد الذات وحصر البطولة والشهامة فيها ... فهل تعتقدون ياسادة ياكرام أن الشاعر عبد القادر فدعق قد جنى على نفسه هو الآخر ؟



ويبقى الحديث ذو شجون



سفينتي لم تستو بعد على الجودي



سلام
  رد مع اقتباس