عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2009, 09:15 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


خيار الفيدرالية هو الحل... د.عبدالله عوبل

الأحد , 12 يوليو 2009

ليس في خيار الفيدرالية تفتيت للوطن كما يتصور البعض, بالعكس هي الآن الحل الأمثل للحفاظ على الوحدة اليمنية. ويعلم كل منا أن التفتيت والانشطار قادم إذا أصر الحاكم على تصوير الوضع القائم على انه أفضل الأحوال, وإذا أدار ظهره لكل دعوات الحوار للخروج من الأزمة. ليس الخوف من الحكم المركزي بقدر ما هو الخوف من الفيدرالية كمصطلح.هذه هي أزمة الحزب الحاكم مع إدراكه الواضح لفحوى الفيدرالية.

ويعلم قادة البلاد علم اليقين أن الفيدرالية ليست عدواً للوحدة ولا نقيضها. ولكنهم يضللون العامة وبعض رجال الدين, (مع أن الماليزيين ليسوا اقل منا إخلاصا للإسلام ) بأن الفيدرالية تفتيت وانقسام. في الواقع لم تتخوف دول كبرى من النظام الاتحادي مثل الولايات المتحدة. وألمانيا التي توحدت في نفس السنة التي توحدنا فيها, لديها ولايات وبرلمانات وحكومات محلية, وأخيرا إثيوبيا.أجزم أن رفض النظام اللامركزي للحكم وتشويهه عبر مصطلحات باهتة ليس خوفا على الوحدة الوطنية, ولا حرصا على تجسير الأخوة بين أبناء اليمن الواحد. إنها مصالح الحكم, والاستحواذ على السلطة والثروة معا. إن الفيدرالية هي نقيض مركزة السلطة والثروة والتحكم في شؤون المجتمع وتحويل الناس إلى مستضعفين وفقراء ومحرومين من أبسط وسائل الحياة التي تناسب العصر.

لم تتحقق المواطنة المتساوية طالما نظام الحكم قائم على هذه المركزية المقيتة, ولن تتحقق المواطنة قبل أن يتحقق الاندماج الاجتماعي للسكان. نحن الآن جزر معزولة عن بعضها, لاتربطها ببعضها مشاعر المواطنة الحقة, ولاتنتظم بناظم اقتصادي واجتماعي واحد, ولا سوق وطنية واحدة. في الواقع لدينا تنوع ثقافي كبير, عدد لايحصى من اللهجات وفلكلورات متنوعة, ولكن جميع مناطق اليمن تعيش الحرمان والبؤس من حيث الخدمات والحصول على التعليم والتطبيب, الفقر كله يتمركز في الريف, والأمية تتمركز في الأطراف, والبطالة تنتشر في الريف. كل هذا بسبب مركزية الحكم. فهل نرفض ما أثبتت الخبرة الإنسانية العالمية بأنه أنجح السبل لتجاوز المركزية والفساد والانقسام!؟

لقد دعونا إلى حكم محلي لامركزي بوحدات إدارية كبرى وحكومات محلية وبرلمانات محلية منتخبة انتخابا ديمقراطيا نزيها, ونظام قضائي محلي وشرطة محلية ولجان خدمة مدنية محلية, ووزارات للخدمات الاجتماعية والإنتاجية. دعونا الى قانون عادل لتقسيم الثروات السيادية بنسب ملائمة بين الحكومات المحلية والحكومة المركزية. ومن الطبيعي ان كل هذا سيكون ضربا من الوهم إذا لم تعد هيكلة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية وسواها من الوزارات السيادية على أسس وطنية واضحة.

كل المبادرات وآخرها كانت مبادرة الإخوة الأعزاء في رابطة أبناء اليمن, تؤكد على الخيار الفيدرالي. ويحاجج الأخوان في الرابطة بحجج منطقية على أهمية هذا الخيار للخروج من نفق الأزمة المظلم. وكان حزبنا من ضمن الذين طرحوا هذا الخيار منذ العام 2006م , ودعت إلى ذلك مبادرات لشخصيات يمنية منهم عبدالله سلام وسلطان السامعي وآخرين, كان آخرهم الشيخ علي عبدربه العواضي.

# الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني
# نقلا عن صحيفة التجمع
  رد مع اقتباس