07-22-2009, 01:11 PM
|
#1
|
حال جديد
|
يا معشر البشر : لا يوجد مهدى منتظر
يا معشر البشر : لا يوجد مهدى منتظر
محمود القاعود
تمر الأمة الإسلامية الآن بمرحلة عصيبة ، تجلت آثارها فى سلوكيات الناس ونفوسهم وأقوالهم وأفعالهم ، مما أدى إلى إصابة العديد من الناس باليأس والاحباط ومحاولة الهروب من الواقع والتطلع إلى الخلاص المنشود والذى تعتمد فكرته الرئيسة على رجل يوحد كلمة المسلمين وينشر العدل فى الأرض وينتصر للمظلومين والمقهورين .. من أجل ذلك راجت فكرة المهدى المنتظر الذى ينتظره قطاع عريض من الناس
وقد نشأت فكرة المهدى المنتظر على يد الشيعة بعد الفتنة التى وقعت بين المسلمين واقتتال أنصار على ومعاوية ( رضى الله عنهما ) . وقد انتهى هذا القتال باستقرار الأمر لمعاوية ( رضى الله عنه ) بعد مقتل ( على كرم الله وجهه ) ، وترتب على ذلك أن اخترع الشيعة فكرة المهدى المنتظر لأن الخلافة ذهبت منهم .. وراجت فكرة الرجعة عند الشيعة والتى تقول برجعة الطفل محمد حسن العسكرى الذى توفى مع والده فى العام 260هجرية . وأن رجعة هذا الطفل ستكون رجعة خير وليملأ الأرض عدلا ، ومازالوا ينتظرونه حتى يومنا هذا ، ويتبدى للقارئ أن فكرة الرجعة مأخوذة من اليهودية والنصرانية من عقيدة أن النبى " إيليا " قد رفع إلى السماء وأنه لابد أن يعود إلى الأرض فى آخر الزمان لإقامة دعائم الحق والعدل وما فعله الشيعة باختراعهم لفكرة المهدى المنتظر ، أدى إلى قيام بنى أمية بحرب دعائية مضادة ، يقول عنها الأستاذ أحمد أمين ( رحمه الله ) فى كتابه ضحى الإسلام : " ورأينا للبيت الأموى مهدياً آخر لا يُسمى بالمهدى ولكنه يُلقب بالسفيانى وذاعت أخباره فى البيئات الأموية وغيرها ، وكان السفيانى المنتظر كالمهدى المنتظر ، قال فى الأغانى عن مصعب ، كان خالد بن يزيد بن معاوية يوصف بالعلم ويقول الشعر ، وزعموا أنه هو الذى وضع خبر السفيانى وكبّره ، وأراد أن يكون للناس فيه طمع بعد أن غلبه مروان بن الحكم على المُلك وتزوج أمه .. إلخ
ويقول : ومن أظرف ما حدث أنه لما قال الشيعة بالمهدى وقال بعض الأمويين بالسفيانى وضع بعض الشيعة الأحاديث بأن المهدى إذا خرج سيُقاتل السفيانى إذا خرج " فسيُبايع الناس المهدى بمكة بين الركن والمقام ثم إن المهدى يقول : أيها الناس أخرجوا لقتال عدو الله وعدوكم ، فوُضعت الأحاديث على هذا النمط رواها الطبرانى ورواها الحاكم وغيرهما " !!!
ويُعقب الأستاذ أحمد أمين : " فنرى من هذا أن عقيدة المهدى فشت فى العلويين والأمويين والعباسيين ، وأخذت عند كل منهم لوناً خاصاً و كان لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية " .
ويقول الأستاذ أحمد أمين عن فكرة المهدى : " وهكذا كانت مؤامرة شنيعة أفسدوا بها عقول الناس " ثم يقول " حديث المهدى حديث خرافة وقد ترتب عليه نتائج خطيرة فى حياة المسلمين "
وفى العصر الحديث ظهرت دعاوى عدة لعدد من الأشخاص كلٌ يدعى أنه المهدى المنتظر ، ففى القرن التاسع عشر الميلادى قام الإمام أحمد بن عبدالله الحاج شريف بثورة إسلامية فى السودان ، ونجح فى إقامة دولة إسلامية ، وقد أعلن أنه المهدى المنتظر .
كذلك ظهر " السنوسى " وحركته السنوسية . وفى الهند ظهر النصّاب " ميرزا غلام أحمد القاديانى " عميل الاستعمار والخائن لبلده وأمته والكافر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فادعى بأنه المهدى المنتظر والمسيح الموعود وأن مقامه أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم !!
وبقليل من التفكير يُمكننا أن نتبين أنه لا مهدى منتظر بعد محمدا صلى الله عليه وسلم ، ولابد من قرآن أو سنة صحيحة يؤيد معتقد القائلين بالمهدى المنتظر ، وإلا فليكفوا عن سخفهم ومهاتراتهم .
لقد بعث الله المصطفى صلى الله عليه وسلم بشريعة كاملة لا تحتاج لمن يُكملها أو يُصلحها ، وثبت أن القول بالمهدى المنتظر أدى إلى إفساد كبير فى الأرض ، وهذا ما يتنافى مع الإسلام .
ويقول العالم الجليل فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية فى دولة قطر فى كتابه الرائع " لامهدى يُنتظر بعد الرسول محمد خير البشر " : (( إن أحاديث المهدى ليست بصحيحة ولا صريحة ولا متواترة بل كلها مجروحة وضعيفة ، والجرح مقدم على التعديل وقد رجح أكثر العلماء المتأخرين خاصة أهل الأمصار بأنها كلها مكذوبة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فهى أحاديث خرافة سياسية إرهابية ، صيغت وصُنعت على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صنعها غلاة الزنادقة لما زال الملك عن أهل البيت فأخذوا يُرهبون بها بنى أمية ويتوعدونهم بأنه سيخرج المهدى وقد حان وقت خروجه فينزع الملك عنهم ثم يرده إلى أهل البيت إذ أنهم أحق به وأهله ))
ثم يقول الشخ عبدالله بعد استعراضه للأحاديث التى يعتمد عليها المثبتون لفكرة المهدى : (( وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدى التى يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى وقابلنا بعضها ببعض لنستخلص منها حديثاً صريحاً فى المهدى فإنه يعسر علينا حصوله وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هى متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ، ومتى حاولت جمعها تحصل لك منها عشرون مهدياً صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لم يتكلم بها منهم مثلاً :
1-مهدى يخرج من اثنى عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين .
2-ومهدى استخرجوه من حديث : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً منا يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً ".
3-ومهدى يقول فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " المهدى من عترتى من ولد فاطمة " .
4-ومهدى منا أجلى الجبهة أقنى الأنف .
5-ومهدى يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة فيُبايعون بين الركن والمقام .
6-ومهدى يخرج من وراء النهر يُقال له : الحارث بن حران ، وعلى مقدمته رجل يُقال له : منصور يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
7-ومهدى قال فيه رسول الله : " المهدى منا أهل البيت يُصلحه الله فى ليلة " .
8-ومهدى قال فيه رسول الله : " إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتى سيلقون ذلاً وتشريداً من بعدى حتى يأتى قوم من المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يُعطونه فيُقاتلون فينصرون ويُعطون ما سألوا فلا يقبلوها حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً " .
9-ومهدى أخواله كلب " أى قبيلة كلب " .
10- ومهدى قال فيه رسول الله : " لا مهدى بعدى إلا المسيح ابن مريم " .
وبعد هذا الاستعراض يقول الشيخ عبدالله : " إعلم أن أحاديث المهدى تدور بين ما يزعمونه صحيحاً وليس بصريح ، وبين ما يزعمونه صريحاً وليس بصحيح ، وإننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبى – صلى الله عليه وسلم – حديثاً صحيحاً يُعتمد عليه فى تسمية المهدى وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – تكلم فيه وقد نزه البخارى ومسلم كتابيهما عن الخوض فى أحاديث المهدى كما أنه ليس له ذكر فى القرآن لهذا لا ننكر على من أنكره وإنما الإنكار يتوجه على من اعتقد صحة خروجه ."
وبعد العرض السابق يتبين لنا أن فكرة المهدى فكرة هشة وضعيفة ولا تثبت أمام الحقائق الساطعة ، ولا حجة على الإطلاق لأحد أن يقول بظهور المهدى المنتظر اللهم إلا ثلة من المخابيل الذين يُريدون أن يهربوا من الواقع للعيش فى المجهول الذى لا يؤيده سند أو دليل .
وبانتفاء فكرة المهدى المنتظر تنتفى دعوة " القاديانى " الكذاب الذى ادعى أنه المهدى المنتظر ، ودعوة أى سفيه يُحاول خرق النظام الإسلامى والتحدث بشأن نبى آخر يأتى بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
ولقد أنبأنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن هناك ثلاثون دجالاً كل واحد منهم سيدعى أنه رسول الله ، ومنهم بالقطع الغلام القاديانى الكذّاب وغيره .
إذاً : يتضح لنا أن تلك الفكرة المدسوسة والحيلة الخبيثة على عقيدة الإسلام إنما تهدف لتمزيق المسلمين وإتاحة الفرصة لكل دعى فاجر أن يدعى أنه يوحى إليه من الله وأنه المهدى المنتظر
، فليتنا نصدق مع أنفسنا ونلقى تلك الأراجيف عن ظهورنا ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
وممن قال بهذا
د. عبد المنعم النمر في كتابه الشيعة والمهدي والدروز
الشيخ عبدالله آل محمود وكان رئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية القطرية رحمه الله
محمد رشيد رضا في تفسير المنار /سورة الأعراف عند قوله تعالى:"يسئلونك عن الساعة أيان مرساها"187
وتحدث عن الدجال والمهدي وختم حديثه عن المهدي بقوله:"فهذا نموذج من تعارض الروايات وتهافتها في المهدي ولو ذكرنا ما في كتب الشيعة والمتصوفة في ذلك لجئنا بالعجب العجاب"
|
|
|
|
|