عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2009, 12:46 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


جدار الكراهية.. علي الكثيري

الخميس , 23 يوليو 2009

قالها الأستاذ عبد الرحمن علي بن محمد الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن «رأي»، بكل صدق وموضوعية وأمانة... قالها في سياق حديثه لصحيفة (جلف نيوز) الإماراتية، أعادت صحيفة (رأي) نشره في عددها الماضي، محذراً وناصحاً وداعياً لتحرك فاعل وعاجل يجنِّب اليمن ما هو أفظع وأخطر.. قالها بذهن زعامة سياسية واعية عاقلة حكيمة، وبنبرات مواطن تفجعه هذه الفاعلية الجنونية لدوامات العنف والدماء..

نعم، قالها صريحة جلية:
(إن ما جرى عام1994م، كانت حرباً سياسية، وكانت حرب سياسيين، فلم يبنَ جدار حقدي بين شمالي وجنوبي، الآن يبنى جدار حقدي...).

وهو قول لا يداخله أي قدر من المبالغة أو المغالاة، بل تؤكده الوقائع التي تحتدم بها البلاد اليوم، وعلى نحو ينذر بأخطار التفجر والتشظي والتردي في مهالك العنف والصراعات الدامية، وتلك وقائع تحمل من الصور والمشاهد، ما يدل يقيناً على تعمق وتوسع حالة راعبة من الانقسام الاجتماعي المبني على نزعات الفرز الجهوي، وهي حالة خطيرة ولدتها ولاكتها سياسات وممارسات تمييزية نهبوية إقصائية لا وحدوية هدَّامة، ظلت على مدار الخمسة عشر سنة الفارطة، تكرس ثنائيات (المنتصر والمهزوم) ـ

(الأصل والفرع) ـ (الصنام والمصنوم)، وتذكي الشعور بالاستلاب والإبعاد والاجتياح والانتقاص، في أعماق قطاعات واسعة من المواطنين في المحافظات الجنوبية والشرقية، وعلى نحو ينمي الجراح، ويؤجج الأحقاد والضغائن، ويحفر أخاديد التشظي.
قد تطاول (جدار) الكراهية والضغنية بين أبناء الوطن الواحد، وبلغ حداً مخيفاً ينذر بتداعيات كارثية، تعبر عنه فاعليات ما تضطرم به محافظات الجنوب اليوم، وترشحه لمزيد من التفاقم ردات الفعل الأمنية العنيفة والدموية التي تضيف للجراح جراحاً، وتفيض على سعير الكراهية بمزيد من الملهبات.

لا مخرج ـ والحال كذلك ـ سوى امتثال الجميع لاستحقاقات التغيير والإصلاح الجذريين الشاملين، على النحو المحقق للمواطنة السوية، وعلى أساس الاعتماد الفعلي والعاجل للنظام الاتحادي الفيدرالي، الذي تنتفي في ظلاله كل العوامل المنتجة للأحقاد والشحناء والتشظي، والذي تتحقق في سياقه وحدة ممكنات الوحدة القابلة للاستمرار والديمومة..
ولله الأمر من قبل ومن بعد...
  رد مع اقتباس