عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2009, 11:05 AM   #11
بن شقوره
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman [ مشاهدة المشاركة ]
إخواني ....مقاهي الإنترنت منتشرة في كل ركن من أركان الشوارع و بعض تلك المقاهي تكفل الحرية الشخصية بإيجاد حاجز بين متصفح و آخر
أما مسألة وجود حاسوب في غرفة ابنك هذا يتوقف على نوع التربية التي تلقاها ابنك . هل خلقت لديه وازعا يمنعه من ارتكاب عير المسموح؟
أم أنك اقتصرت تربيتك على المراقبة المستمرة ليس على النت فقط بل ربما مراقبته في كل الأمور، فتجعل منه شخصا هزيلا ، ساعتها يتظاهر بالإستقامة
في حضورك خوفا منك و خلاف ذلك في غيابك، لغياب ذلك الوازع الذي لم تنميه فيه. و المسألة لا تقتصر على النت فقط بل في كل الأمر الدنيوية و الأخروية
و لا أقول هنا أن عليك ترك الحبل على الغارب بل التوجيه أهم من المراقبة و التلصص من شق الباب على إبنك. فهو يختلط بقرنائه و يخرج إلى الشارع هنا
تكمن أهمية التوجيه المستمر ليخلق لديه وازعا يقيه من الوقوع في المزالق.
و شكرا

يا حيّا وسهلا بك أخي أبو أمين ..
أنا معك في أنه يجب غرس الوازع الديني في أطفالنا ولكن هذا لا يدعنا نغفل عن مسؤلية متابعته ومراقبته ..
يا سيدي الحبيب مرحلة خلق الوازع الديني نلمسها من الأشخاص حينما نتعامل معهم فقط .. ولكن في الغيب أي بينه وبين نفسه لا نزكيه على الله كما لا نزكي أنفسنا ..
الطفل بحكم سنه مراهق ويحب اكتشاف الأشياء لا سيما في وقتنا الحالي الذي يفرض عليك وأنت رجل كبير بالغ عاقل أن تستقبل إما إيميل أو دعوة أو رابط لمكان لا تحب أن تراه .. والطفل ليس لديه تلك القوة التي تمتلكها أنت أو أنا .. ثم لما كانت علينا مسؤلية ؟ هل لنتجاهل دورنا ..
أسمح لي أن أقص لك قصة صغير قد وقعت لي ..
علمني صيانة هاتف الجوال والحاسب .. فأصدقائي يلجأون لي ويثقون بي في إصلاحه ..
فجاءني صديق فاضل وبيده جوال إبنته البالغة من العمر الثامنة عشر .. وأخبرني أنه يقفل أتوماتيكاً (وهذا بسبب فايروس) .. فأخبرته أن يتركه وسأقوم بإصلاحه في وقت لاحق .. ثم سألته هل لديك شي مهم أو خاص هنا ؟ فقال لي _وعلى نيته_ أبداً ..
وعندما جاء الليل حاولت تشغيل الجوال لكي أرى إن كانت هناك أسماء يجب أن تحفظ أم الأسماء قليلة ومن السهولة إعادة كتابتها .. وما أنا بدأت أتصفح حتى وجدت الأسماء كثيرة جداً .. أي يجب حفظها .. وأراد الله أن أجد اسم إبن أخ صديق جداً بين أسماء الجوال .. هنا .. أندهشت لأن صديقي هذا في الجنوب والآخر في الشمال الغربي من جده .. ولم أعرف بوجود علاقة قرابة بينهما .. وأن هذا جوال إبنة صديقي .. وأن الرقم لإبن صديقي .. وأنا بيني وبين ابن صديقي كثير من الديمقراطية فاتصلت عليه وسألته .. هل تعرف فتاة بإسم (..............) ؟ تلعثم قليل ثم قال لي : كيف عرفت ؟ قلت له أني عرفت وسأخبرك .. فأجبني .. ؟
قال نعم ! قلت هل هناك علاقة قرابة بينكما ؟ قال : لا ! تعرفت عليها في أحد المراكز التسويقية .. وأعطيتها الرقم ! قلت له : شكراً لك .. سأزورك قريباً بإذن الله ولكن أرجوك لا تتصل على الفتاة حتى أخبرك .. والحق أن هذا الشاب يحترمني ويثق بي ويصارحني بما لا يصارح أبيه ..
الحقيقة أني احترت كثيراً .. وسألت نفسي هل أخبر صديقي (والد الفتاة) بالموضوع أم أصمت ؟
قررت أن أقوم بعمل خطة أستشف منها ما أريد .. وأوصل له رسالة بطريقة مقبولة وسيظهر حينها لي إن كنت أكمل معه الموضوع أم لا ..
وفي اليوم التالي جاءني صديقي (والد الفتاة) يسألني عن صحة وسلامة جوال ابنته .. وبسمته الطاهرة في وجهه .. فقلت له بخير ولله الحمد .. ولكن دعني أسألك هل تعرف عائلة (...........) فكر قليل .. ثم قال: لا .. لماذا تسأل ؟ .. قلت له وأنا أقرأ الأسماء لكي أحفظها على الحاسب وجدت اسم لهذاه العائلة ولإبن صديق لي وتأكدت من رقمه فظننت أن هنالك علاقة قربى بينكما !
عندها وعلى الفور كانت ردة فعله إيجابية بشكل غير معقول .. قال حسبي الله .. وصمت قليل .. ثم عاد وقال: أنا أثق بابنتي ولم أفكر إطلاقاً في هذا اليوم وكنت أظن أنني زرعت بها وازعاً دينياً يجنبها الخطأ .. الحق فرحت لقبوله الحوار .. وهنا أخبرته يا سيدي إن ابنتك مراهقة تحتاج منك أن تقيم خطاها .. وتستثمر حبها لك .. لا أن تدعها بحجة الثقة وزرع الوازع الديني .. هي عرضة لأي فريسة .. كيف يا سيدي نثق في أبنائنا .. هذه الثقة المتناهية .. وهم يحتاجون منا كل الإهتمام والرعاية !!
قلت له الآن ماذا ستصنع ؟ _ لأني لا أريده أن يكون سلبي _ قال لي: لا أدري !
فأشرت عليه أن يواجهها بكل هدوء ويتذكر أنها الآن تحتاجه أكثر من قبل .. ويسألها رقم من هذا يا إبنتي الحبيبة ..؟ ويرى ماذا ستقول وسيعرف حينها .. كيف يحدثها .. فإذا تلعثمت وشعر بإحراجها .. يخبرها أنها يجب أن تعرف أنها زجاجة أغلى من الكريستال والألماس فإذا خُدشت فقدت لمعانها وقيمتها ولكنه لايزال يثق بها .. وأنها ستتجاوز هذه العقبة بكل ثبات وأنه غير نادم لمعاملتها بهذه الثقة فهي جديرة .. وسيعتبرها غلطة بسيطة يمكنها أن تتعلم منها ..
وأنا بدوري سأطالب من ابن صديقي أن لا يتصل عليها ويحذف رقمها .. لأن ابن صديقي أيضاً صغير ..
الحقيقة كان الرجل نعم الرجل .. تعامل مع المشكلة بهدوء لأنه يحب إبنته جداً ..
وفعلاً انتهت المشكلة بفضل الله والفتاة الآن في بيت زوجها بحمد الله ..
قد يلومني البعض في هذا التصرف .. لكني مؤمن بقوة أني لست شيطان أخرس .. وأننا لو كنا نواجه أخطاءنا دائماً لتلاشت ..
يجب أن ننظر حولنا .. ننظر لأبنائنا .. لا نعطيهم الثقة التي قد تبعدهم عن الطريق فهم لا يزالون يحتاجون حرصنا وخبرتنا في الحياة .. وحتى لا يأتي يوم نندم نحن عليه ..
هذا الزمن وما فيه من تقنيات مرعب جداً ..
فإن لم يكن الجوال .. ستجد الماسنجر .. أو البالتوك .. أو أي البرامج التي يتبادلون فيها الملفات المرئية ..
يجب أن نتذكر أننا محاسبون عند الله يوم القيامة ..

ومرحباً بك عدد نجوك السماء ..
  رد مع اقتباس