عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2009, 10:17 AM   #1
قائد المحمدي
حال متالّق
 
الصورة الرمزية قائد المحمدي

افتراضي القراءة النفسية ضرورية في التعليم والتوجيه




القراءة النفسية ضرورية في التعليم والتوجيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



السلام عليكم ورحمة الله

الحقيقة أننا من خلال تجاربنا العقلية والثقافية والنفسية اكتسبنا
شيئا مهما وهو أنه على الموجه أو المعلم أو المرشد أن يقرأ
نفس المتلقي أولا ، لأن الخطاب سيكون هنا بين نفس المتكلم
ونفس المتلقي ، وليس بين لسان وصوت المتكلم وإذن السامع
وقد قيل : ما خرج من القلب يصادف القلب وما خرج من اللسان
لا يجاوز الآذان

وهذا معناه أنك إذا وجهت شخصا أو علمت تلميذا أو أرشدت تائها
فلابد أن تقرأ نفوسهم وتهيئها لتقبل إرشاداتك وتعليمك ، وبدون
ذلك فصوتك لا يبلغ آذانهم حتى ولو كان صوتك يبلغ اطول مدى
وقد يسبقك شخص آخر في إيصال المعلومة إلى ذهن المتلقي حتى
ولو استخدم التعبير بالإشارة لأن أساس الخطاب هو بين نفس المتكلم
ونفس المتلقي أما الكلام والكتابة والصورة والحركة والإشارة
ما هي إلا وسائل تعبير عن هذا الخطاب ، وأنت مخير في استخدام
هذه الوسائل التعبيرية حسب الحاجة وقد تكفي واحدة منها وقد تستخدم
أكثر من وسيلة من هذه الوسائل لكن الغرض هو شيء واحد وهو
إيصال المعلومة إلى عقل المتلقي أو بتعبير آخر هو نقل المعلومة
من عقل المتكلم أو الكاتب إلى عقل المتلقي

وهذه الوسائل تعد من نعم الله الكثيرة التي أنعم بها على عباده ، إذ
لولاها لما تعلم أحد من البشر ولا انتقل العلم من جيل إلى جيل

وتعدد هذه الوسائل التعبيرية هي أيضا نعمة من الله وهبنا إياها ربنا
تبارك وتعالى ، لأن هناك أناس لا يجيدون بعض الوسائل التعبيرية
وحتى لو أجادوها كلها فهناك ظروف قد لا تسمح لهم استخدامها
كلها أو بعضها ، فهناك مثلا ظروف لا تسمح بالكتابة فيمكنك أن توصل
المعلومة بالصوت ، وهناك ظروف لا تكون قادرا فيها على إيصال
المعلومة لا بالكتابة ولا بالكلام لكنك تستطيع إيصالها بوسيلة
الحركة الجسمية التعبيرية

أذكر أننا عندما اخذنا درسا في ( متن الآجرومية ) في النحو شرح لنا
معلمنا ( الكلام المفيد ) وقال انه هو كل ما أفاد من كتابة ، وإشارة
وعُقَدْ ، ونُصَبْ ، ولسان حال فهذه وسائل تعبيرية تفيد في إيصال
المعلومة إلى ذهن المتلقي

لكن المهم كيف ننجح في استخدام هذه الوسائل ، أنا اعتقد أن هذه
الوسائل لابد أن تيسبقها القراءة النفسية للمتلقي بحيث أنك لا
تضع المعلومة في أذهان شاردة بل يجب أن تهيئ ذهن المتلقي لتقبل
معلوماتك وإلا كان استخدامك لوسائل التعبير غير سليم

من الأمثلة :

فكثير من التلاميذ يسألون أستاذهم عن معلومة ولكن هذا الأستاذ
خلا ل شرحه للمعلومة فإنه يعجن ويلُتْ ويذهب ويرجع والتلميذ
لم يفهم شيء وهنا ليس مطلوب منا ان نتهم التلميذ بالبلادة لأنه
في الأساس لم يسأل السؤال إلا لأنه يجهل المعلومة ، فالمسئول هنا
هو الأستاذ لأنه يملك المعلومة ولا يستطيع إيصالها إلى عقل التلميذ
وقد يرجع البعض سبب ذلك إلى عدم استيعاب المعلومة عند الأستاذ
وهذه مشكلة نحن نعاني منها في العملية التعليمية في
المدارس والجامعات

في بعض الأحيان تسأل أحد الناس عن مكان معين فيصف لك وصفا جيدا
يجعلك تعرف المكان في الحال وبعضهم بدلا من أن يرشدك يضيعك
ويضيع عليك ملامح الطريق

والأمثلة من الحياة كثيرة سأتركها لمخزون تجاربكم

وأسأل الله لكم التوفيق
مع خالص احترامي وتقديري لكم
ــــــــــــــــــــــــ

.......أخوكم / المحمدي........




التوقيع :
  رد مع اقتباس