عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2009, 07:59 PM   #2
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

نص الحوار :

الشاعر الغنائي عبدالقادر فدعق لـ«فنون»:

شركات الإنتاج الفني تعيدنا لزمن باشراحيل والمسلمي والقعطبي

حاوره عبر الهاتف/ مختار مقطري

الخميس 22 أكتوبر-تشرين الأول 2009

- جلسات السمر في الفضائيات اليمنية غير لائقة وأقرب إلى «المخادر»


عبدالقادر فدعق...شاعر غنائي جميل ورقيق...يتميز نصه الشعري بالحيوية والعواطف الجياشة، وبالفكرة الجديدة المبتكرة ووحدة الموضوع، وقد لحن وغنى من كلماته عدد غير قليل من بينهم محمد محسن عطروش،أمل كعدل، عوض أحمد ،فضل كريدي،جعفر حسن ،علي سيود، أنور الرهوي، إيهاب خليل، سعد مانع ، عبدالرحمن الأخفش، ناصر فدعق، رويدا وروينا رياض وغيرهم، الشاعر عبدالقادر فدعق موجود حالياً في القاهرة لمتابعة اصدار مجموعته الشعرية الأولى بعنوان «أنين لا يصدأ» عن الأغنية اليمنية وسوق الكاسيت أجري معه هذا الحوار.

>.. علمت أنك تستعد هذه الأيام لإصدار مجموعتك الشعرية الأولى «أنين لا يصدأ»،..ومن قبل أخبرتني أن هذا الأمر لن يتم قبل نهاية العام القادم..ماالذي حدث؟


نعم..لقد شرعت هذه الأيام في التحضير لطباعة مجموعتي الشعرية الأولى بالاتفاق مع «دار الحرم للطباعة والنشر بالقاهرة» وأتمنى أن تظهر بالشكل اللائق، والحقيقة كانت الوتيرة تسير ببطء في هذا الموضوع والعزم ناقص ،ولكن وقع حدث معين كان هو الحافز الأساس للتسريع، مما وضعني بين المطرقة والسندان، ووضعت في موقع لا يمكنني التراجع عنه، ووضع مصداقيتي في هذا المشروع على المحك، مما عجل من وتيرة اتخاذ القرار، والفضل في ذلك يعود لله أولاً ثم لك أنت وللأستاذ عوض الشبامي والاستاذ عقيل بن ربيعة والاستاذ جمال العطاس وإن شاء الله سيكون الكتاب «أنين لا يصدأ» في الأسواق في الربع الأول من العام القادم.

>.. أنت غير راض عما تفعله شركات الانتاج الفني اليمنية...لماذا؟

هذا السؤال دائماً ما يكون مرهقاً واجابته أكثر ارهاقاً...نحن مازلنا نردد أن مافيات سوق الكاسيت في اليمن «بعض شركات الانتاج الفني» تتحكم بكل المفاصل الفنية بسوق الكاسيت،وتفرض علينا ذوقها وذوق عرابيها فقط، وتتجاهل أن المستمع اليمني صاحب ذائقة راقية جداً، ويستطيع التفريق بين الغث والسمين،ونتمنى عليهم ألا يفرضوا علينا مايرونه هم أنه الأصلح للمستمع والمتذوق اليمني، فمن المعيب والمخجل أن يتحكم عدة أشخاص لا يتجاوز عددهم عشرة بذوق وطن كامل ومتكامل فأرجو أن يخجلوا من أنفسهم قليلاً..أقول هذا بصدق، وإلا ما السبب في أنهم يفرضون على كل فنان محتكر لديهم،سواء كان من المحافظات الشمالية أوالجنوبية، أن يغني باللهجة الصنعانية أو التعزية أو التهامية وغيرها، ويستثنون بعض اللهجات مثل العدنية والحضرمية.


>.. أنت تتحامل على هذه الشركات؟


نعم لأنهم يتحكمون بنبض السوق من خلال ما يقدمونه من إنتاج،كما أن إنتاجهم من الكاسيت محصور في أربع آلات «العود والإيقاع والدف والدربوجة»..ماهذا السخف الذي نحن فيه،زمان في الستينيات كان الفن الخليجي ممثلاً بالكويتي والبحريني محصور في هذه الآلات، في حين أن أغانينا كانت تسجل في إذاعة وتلفزيون عدن بمصاحبة فرق موسيقية متكاملة،من عشرين إلى ثلاثين عازفاً، وأرشيف الإذاعة والتلفزيون يحتفظ إلى اليوم بكثير من تلك التسجيلات بأصوات المرشدي وبن سعد وأحمد قاسم والعطروش والزيدي وعوض أحمد وغيرهم من فنانينا الكبار،وبعد كل هذا التاريخ المشرق والمزدهر تأتي شركات الإنتاج لتعيدنا إلى المربع الأول الذي بدأ من الماس والباشراحيل والمسلمي والقعطبي قد يدعون أن ما يفعلونه موافق لقانون العرض والطلب، لكن المسألة مش بيع بطاطا وطماط وباذنجان ،

ونرد عليهم أن كلامهم غير صحيح لأن أغلب الشعب اليمني فقير مادياً لكنه يعيش ويتنفس من خلال رئة الفن، لذلك لاتكتموا أنفاسنا ولاتحرقوا ما تبقى من عظام الهيكل الفني شبه المتهالك أصلاً،ولا أعلم هل بادراك أم بغير إدراك يعملون على طمس هويتنا الفنية دون أي إحساس بالخجل أو الذنب ،وهم إذا استمروا على هذا النحو فسيأتي يوم يلعنهم فيه التاريخ وينصف من كان منهم منصفاً، كما هو حاصل اليوم،فالجميع لا ينكر ولا ينسى تسجيلات المهندس الراحل علي حيدرة العزاني في حفظ وتوثيق ونشر الأغنية اليمنية التراثية والمعاصرة الحديثة منذ خمسينيات القرن الماضي،ودور أسرته إلى اليوم في الحفاظ على الكنز الفني الذي ورثوه عن أبيهم وشاركوا في بعض تسجيلاته منذ العصر الذهبي للأغنية اليمنية بعدن في الستينيات.


>.. ماهو الحل الأمثل برأيك للنهوض بالأغنية اليمنية؟


في رأيي أن الأب هو الذي يتكفل برعاية ولده ، ولا يحق له أن يوكل جاره ليتكفل برعايته، والأولى أن تقوم الإذاعة والتلفزيون بإتاحة الفرصة والمجال لكل المواهب لتسجيل إبداعاتهم وبفرق موسيقية متكاملة، وليس دفنهم في «المقايل والمخادر» التي صارت بلا شك هي المتنفس الوحيد للشبان المبدعين في مجال الغناء.


>.. لكن الفضائيات اليمنية تقوم بدورها من خلال البرامج الفنية والسهرات؟


أنت تمزح بالتأكيد أو تحاول استفزازي، هذه الجلسات الفنية عديمة الفائدة وغير لائقة، وأقرب إلى «المخادر» والسمر في الأعراس، وسؤالي لك هو لماذا يتم الاهتمام بجلسات السمر هذه بدلاً من التسجيلات الرسمية والتوثيقية، كما كان في السابق، حيث كان يحضر المطرب مرتدياً بدلة جميلة وكرفتة والمطربة بثوب أنيق، يقفان أمام الميكرفون ويؤديان وصلتهما الغنائية، ويتم تسجيل مجموعة من أغانيهما مع الفرقة الموسيقية تسجيلاً مشرفاً يعاد بثه بين فترة وأخرى، كما كان يحدث في السابق مع فنانينا الكبار.

>.. أجبني أنت؟


الإجابة ليست صعبة لمن يطلع على خفايا الأمور ،أنت تعرف أن التسجيلات الرسمية هي تسجيلات توثيقية أي يترتب عليها حقوق مالية لكل من المطرب والملحن والشاعر، وعند بثها في الفضائيات التلفزيونية والإذاعية يجب أن تدفع لهم حقوقهم المالية، لكن جلسات السمر قانوناً لا يترتب عليها أي حقوق مالية، ويقتصر الأمر بدفع مبلغ متواضع للمطرب أو المطربة، والمسألة محسوبة بعناية من ذوي الاختصاص وليست عشوائية كما يعتقد البعض.

>.. لكن الإمكانات متاحة خصوصاً في الاحتفالات؟

أي إمكانات؟ نحن توحدنا والحمدلله وأصبحت الوحدة راسخة، فمالنا ولهذه الاحتفالات السنوية التذكيرية التي لاتزيد ولاتنقص،وماهي إلا مجرد هدر أموال ينتفع منها قلة قليلة، الوحدة منجز عملاق لا ينسى ولسنا بحاجة إلى تذكيرنا به، ألاّ تذكير رمزي متى أتيحت فرصة، فيجب تقنين الأموال الكثير التي تصرف في الاحتفالات الرسمية وأن يخصص منها جزء لتطوير ودعم المسيرة الفنية وفي بناء استديوهات جديدة ومتطورة، وإن شاء الله شركة انتاج حكومية ،وليس أن تصرف كل هذه الأموال في أوبريتات تكلفٍ الملايين ثم تركن على الرف وتصبح مع الزمن نسياً منسيا
.
[/SIZE]
.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر صالح فدعق ; 10-22-2009 الساعة 08:28 PM
  رد مع اقتباس