[abu iman]

]عزيزي / التريمي بارك الله فيك و هداني و إياك ،للأسف الشديد لم أخرج من هذا الحوار إلا بالخسران المبين لما فيه من قدح لعلماء أفاضل سواء من العلويين أو من غير العلويين، كانوا و لا يزالون منارا للعلم تفخر بهم حضرموت على مدى التاريخ القديم و المعاصر و الحديث لا يضيرهم قول ناكر و جاحد فهم ليسوا بحاجة إلى مدح. يكفي لو اطلعت فقط على قصائد أبي الحب التريمي فلربما تنتمي إليه إن كنت من آل التريمي لتعرف كيف كانوا أجدادك الذين أنت تقدح فيهم اليوم من الورع و التقوى و الصلاح.
و لا تكن بارك الله فيك مثل أولئك الذين وصفهم الحديث الشريف : يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، أعاذنا الله و إياك.
التصوف موجود منذ عهد الصحابة و ليس بجديد. الجديد هو الغلو فيه. و الجاحد هو ذلك الذي لا يدري عن التصوف و فحواه و ما يعود على المتصوف من تربية روحية و نفسية لانقطاعهم للعبادة و التقرب إلى الله بكل ما هو مشروع منذ أن نزل قوله تعالى و ابتغوا إليه الوسيلة )
إخواني: الإسلام اليوم يواجه حربا مستعرة نعرف جيدا من أججها و من أعطى الذرائع لتأجيجها ألا يكفيه؟ أم نصر على أن نكون نحن و الزمان عليه، فإذا استطعنا في وقت من الأوقات أن ندعوا مائتين مليون اندونيسي و مائة مليون أفريقي و حتى بعض الأوربيين إلى الإسلام بالموعظة الحسنة و بدون انتحاريين و لا متفجرات و لا كتب ملؤها تسفيه الآخرين و لا دعاوى أنهم أصحاب الإسلام الحقيقي و غيرهم كفار مشركون و أن ننشر سماحة الإسلام بالوسطية و نبذ الغلو و التعايش بينهم فإننا بدلا من أن نستفيد من تلك التجارب الناجحة مائة بالمائة في نشر الإسلام لنأتي اليوم ننفر بأساليبنا التي لا تمت إلى الإسلام في شيء و نستعدي شعوبا بأكملها. أخي أستحلفك بالله هل رأيت أنت شخصيا شخصا في حضرموت سجد لقبر؟ هل رأيت أنت شخصيا شخصا في حضرموت يذبح القرابين فوق قبر؟
إن قلت رأيتهم فسأتوقف عن المناقشة، لأنك تكذب كذبا بواحا. فإن كنت لم تر أحدا فلماذا تردد أقوالا لأناس تسفه بها أهلك و قومك و عشيرتك؟
فهل من فروض الإسلام أن نسخف بعضنا بعضا كالأطفال؟
هل من الإسلام نشر الخلافيات الفقهية و المذهبية؟
لا يملك الحقيقة المجردة إلا الله و رسوله و لكل مجتهد نصيب. لنسأل أنفسنا:
ماذا جنينا من دكتوراة تفرق و تشتت و لا تؤالف و تجمع؟
ماذا استفدنا من دكتوراة لنبين للناس أننا نسفه بعضنا بعضا بدلا من الإحترام المتبادل؟
ماذا استفدنا من دكتوراة لا توضح للناس محاسن الإسلام و سماحته بدلا من توضيح الخلافيات و المناكفات؟
أنا لست مع هذا أو ذاك فأنا من موقعي لا يجيز تكذيب علمائنا الأجلاء الذين أناروا بصائرنا قبل الأبصار و جنبونا بفضل الله بعلومهم دار البوار لنأتي اليوم و نحن لا نكاد نفقه شروط الوضوء و سنن الصلاة لنتطاول على هامات طالما أفنوا حياتهم في طلب العلم في ظروف هي أقسى مما نتصور، و نقدح في أولياء الله الصالحين, أيا كان مشربهم فلنجعل الظن الحسن بالناس ديدننا و أسلوبنا في التعامل، و لنتقي الله فهل نكب في جهنم إلا من حصائد ألسنتنا.
و سامحوني إذا زليت فأنا لست واعظا بليغا كما و لست بأعلمكم (و فوق كل ذي علم عليم) ....... و عفوا