الموضوع: مسجد الصالح
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2009, 09:23 AM   #37
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
أهلا بك أخي مسرور
كلّ عام وأنت بخير


كيف سيحارب المسجد المد السنّي بمذاهبه الأربعة وستكون الغلبة الممنوخة في النهاية للمذهب الحنبلي؟.

ثانيا: : إن حظّ العلوم السياسيّة في تاريخ الحركة العلمية عند المسلمين ( كما اقتبسه الدكتور: بسطامي محمد جبر لأحد الكتّاب ) كان بالنسبة لغيرها من العلوم الأخرى أسوأ حظ، وأن وجودها بينهم كان أضعف وجود. فلسنا نعرف لهم مؤلفاً في السياسة ولا مترجماً، ولا نعرف لهم بحثاً في شي من أنظمة الحكم ولا أصول السياسة، اللهم إلا قليلاً لا يقام له وزن إزاء حركتهم العلمية في غير السياسة من الفنون).

وعليه فإن إقحام مذهب ما أو طائفة دينية في الصراعات المعاصرة باسم الدين وهي صراعات سياسية صرفة ليس من الدقة بمكان وليست صائبة ، بمعنى أن البحث الذي توصلت إلي نتائجه ـ أخي مسرور ـ لم يكن دقيقا فقد ركزت على الجانب الدّيني بمذاهبه الأربعة وكأنه الغاية في أهداف المساجد المسيّسة إن جاز لنا التعبير ، في حين أن الإسلام مطوّق والمسلمون في حصار وتجويع وتجهيل في ظل مشروع سياسي. كيف يكون هنا دين وهنا سياسة والضّحيّة واحدة؟

إنّها السياسة في المقام الأوّل ، ومن وسائلها استخدام الدين وتيّاراته ، بدليل غياب الفقه الإسلامي السياسي في تاريخ الحركة العلمية الإسلامية وكذا التوقيت لإثارة النعرات الدينية الآن وفي هذا الوقت بالذّات لاستكمال حركة المشروع السياسي العالمي.
وهنا قد نتفق أو نختلف على أن الأنشطة الدينية بتوجّهاتها ( سمّها ماشئت ) هي في الأصل دينيّة صرفة ، من كلّ حسب قناعاته والخلافات رحمة ، غير أننا لا نتوقّع خلط الأمور بين الدين والسياسة من لدن أيّ باحث أو دارس لحال الصراع القائم ولعل إشارتكم إلى:
من أشرتم إليها بدولة الجوار ووقوفها ضد أصدقاء الأمس وكذا ذكركم للحوثيين وربطهم بإيران ، نفيا أو إثباتا ، دليل على محاذاة الدين بالسياسة مع افتعال نقاط التماس من لدن ساسة متمرسين.

أدري أستاذي أنني لم أوفق في تبسيط الطرح ، وأذكرك بمن يخاف الوقوف على حافّة البئر ، وحسبي ذكاء أستاذي ـ كما عوّدني ـ لتلقّف الفكرة ودمت إضاءة وفكر مستنير.

أيّ دولة في ديار الإسلام لا تهتمّ بمن يذرف الدّموع في المساجد في خشوع تعبّدا وخشية ، ولا تهتمّ بمن يطلق لحيته أو يحلقها ، ولكنها تهتمّ بمن يضرّ بالإقتصاد والأمن ومصالح الدولة.

لذلك فإن أيّ مسجد يجب أن تكون من أهدافه:
الحفاظ على أمن الإقتصاد ومصالح الدولة وأمن العباد في ظلّ دستور، دون الإهتمام بمن يذرف الدموع ، كما أشرنا ، ولا بمن يقصر ثوبه ويطلق اللحية ويعفّ الشارب.

ما هي الدّولة؟ ومقوماتـها ووظائفها، وما هي الحكومة وأنواعها وسلطاتـها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وما هي مكوّنات الرأي العام وخط سير الثقافي؟ وكيف هي العلاقات الدولية والقوانين التي تنظمها؟ . كل هذه من صياغة واهتمامات الدولة ولعبة السياسة، لا دخل فيها للمذاهب الإسلاميّة الأربعة ولا لثلاثة وسبعون فرقة. الويل هنا لمن يتدخّل.

أعتقد أننا توحدنا كمذاهب وطوائف أو هكذا يجب علينا أن نتوحّد ، فما الدّاعي للظّن بأنّ من صنّف بالوهّابي سيقصي الصّوفي ، والتاريخ حركة وجدل ، أي من توهّب اليوم قد يتصوّف غدا والعكس.

كم نود من أستاذنا أن يحرف مسار الحوار من المذهبيّة الضّيّقة إلى الفكر المنفتح على كافّة الأطياف والتيارات الدينية وغير الدّينية مع الإحتفاظ بخصوصية الإسلام وثوابته لدى كافة المذاهب.
التوقيع :
  رد مع اقتباس