عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2010, 04:50 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


المحافظة التهامية .. في قبضة عصابات الأراضي

2010/02/09 الساعة 16:40:25

منيف الهلالي

قبل فترة ليست بالبعيدة كانت بعض المحافظات الجنوبية وخصوصاً محافظتي عدن ولحج تشكوان من ويل العصابات المنظمة التي اجتاحت أراضيها الشاسعة ووضعت مخالبها المسمومة على الممتلكات الخاصة والعامة وعاثت فساداً بكل ما وقع تحت قبضتها في ظل غياب شبه تام للقضاء وباقي سلطات الدولة المعنية ، وبعد أن وصل السيل الزُبى وتداعت على السلطة الفتن من كل حدب وصوب وتعالت الأصوات المطالبة بالانفصال وتعددت التقارير الصادرة من اللجان الموكل إليها معالجة هذه القضايا والتي تتحدث في مجملها بلغة الأنين الذي يتجرعه أبناء هذه المناطق توقفت هذه الاعمال في الآونة الأخيرة ولم نعد نسمع عن عمليات سطو جديدة سوى ما لا يكاد يذكر..

ثمة من يتحدث عن امتلاء تام للسلال التي يحملها قادة هذه المجاميع ولم يعد هنالك متسع لما تبقى من ذرات الرمل التي صمدت أمام البطش والنهب التي طال نظيراتها ..

بينما تحدث آخر عن أن الإعلام كان له دور أساسي في هذه المسألة ، حيث كرس جهوده لتعرية هذه الأعمال المنافية للمبادئ والأخلاق (الوحدوية!!) مما دفع بالسلطة لتضييق الخناق على هؤلاء المرتزقة خوفاً من تزايد حالة السخط التي باتت تجتاح الشارع الجنوبي نظير هذه الممارسات السيئة ..

بيد أن الكثيرين يرون أن سبب غيابهم الكلي أو الجزئي عن مراكز (الفيد) الرئيسية سالفة الذكر يعود لاكتشافهم ساحة جديدة أكثر خصوبة وأقل تركيزاً واهتماماً من قبل السلطة والنظام الحاكم...!!

إنها محافظة الحديدة تلك المحافظة المهملة حد النسيان والغارقة بين أكوام رمال الجشع لصحاري الضمائر الخالية..

ها هي اليوم تصرخ وتصرخ دون أن يسمعها أحد وقد توغلت بين أوجاعها فرق السطو المنظمة الملطخة بحقوق وممتلكات الغير فجعلتها وحدها ترزح تحت وطأة أطماعهم المريضة القادمة من أدغال الشر بعدما بددوا سكونها وأفسدوا خلوتها بتواجدهم اللاآدمي الذي جعل من ذرات الرمال وحبيبات الطين غاية وسيلتها الأعيرة النارية وقانون الغاب .

إن الأخبار المتواترة القادمة من المحافظة التهامية تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن من كانوا بالأمس القريب يجوبون المحافظات الجنوبية مدججين بالأسلحة ومحاطين بالمرافقين ومستعينين ببعض الجدران الساندة المصنوعة سلطوياً، هاهم اليوم يلتهمون محافظة بأكملها دون أن يعيروا القانون أدنى التفات ..

فهل لقيادة البلاد ممثلة بفخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح أن توقف هذا النهم الاستحواذي القاتل ..؟؟!!

وهل معالي وزير الداخلية على علم بأن أجهزته الأمنية في هذه المحافظة كثيرة التقصير.. حتى أن البعض يتحدث عن أن هناك تقاسماً للمهام الأمنية بطريقة حداثية لا يفقهها سوى الراسخون في علم (السطو المسلح)..؟!

وبين هذا وذاك ثمة من يقوم بحراسة الأراضي التي تقف على مشارف الاغتصاب بينما آخرون يحملون أسلحتهم لحماية الأراضي التي وقعت فريسة بين مخالب المغتصبين..!!

أتمنى أن تكون هنالك لفتة جادة من قبل جهات الاختصاص لمعالجة مثل هذه الفوضى قبل أن يكون للتمرد موطئ قدم في هذه المحافظة المكلومة، خصوصاً وقد برزت معالمه بالتواجد (القاعدي) الأخير... أم أن التهامي لا يُخشى منه ..!!

لك الله يا وطناً يبتسم ومقلتاه يعتصرهما الدمع

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس