إننا ـ يا أخي الكريم ـ ننفق الوقت في قراءة ما تكتبون هنا يدفعنا حبّ لديننا الحنيف وتدفعنا الحميّة ، موضوعات تتعلّق بالدّين يجب أن يشرع فيها رجالها بحيث تتحدد العناوين وتأخذ كفايتها من النّقاش العلمي عنوانا بعد عنوان ، وليس إطلاق الكلام على عواهنه أو كتابات باهتة لا تخرج عن وصف وجمل ليس لها اتّجاه ولا تدلّ على فهم لما يدور ، أو ردود أفعال غاضبة أو ردود مبطّنة .
أنت مصمّم على ما تدّعيه على الفقيه المقدّم من خزعبلات ولن تأتي بنصّ صدر عنه ، ثمّ أنّ بعض الإخوة الكرام أكّدوا في ردودهم أنّهم لم يعلموا بقول كالذي أسندته إلى الفقيه المقدّم إلاّ أنّك بقيت مصمّما وكأنّ المشكلة تبدأ من هنا وتنتهي هنا في حين أننا اليوم نشاهد رباط تريم والقائمين عليه ونقرأ مناهجه ونلا حظ سلوك مرتاديه غير ما تدّعي فهل نصدّق ما نشاهد تحت الشّمس أو ما يقال في عصور مضت وإن شئت فسمّها بعهود المتشددين الظلاميين من أيّ فرقة؟ .
إنّ إصرارك يعني مسألة واحدة: إن لا خروج عن الدّين إلا مسألة الفقيه المقدّم وإن كل شيء على أحسن ما يرام ، أو أنّك أغمضت عينينك عن كلّ عيب لترضي نزوة وهي إفراغ ما في نفسك ولو كان قيمة ذلك إلحاق مزيد من الضّرر على الإسلام.
يا أخي الكريم:
قرأنا عن النّاسخ والمنسوخ في القرآن العظيم وقرأنا عن فتاوى تمّ بطلانها منها بطلان الحقيقة العلميّة وقبله شرعيّة تتعلّق بدوران الأرض حول نفسها ، وفتاوى لا زالت تتأرجح بين البطلان وسريان مفعولها كتكفير حالق اللحية . وكذلك قرأنا عن متشدّدين في الفرق الإسلاميّة لا يقبل العلماء المعتمدون بنهجهم . كلّ ذلك في تاريخ الإسلام القديم والحديث ، وإنّه من المعيب إنتقاء هفوة أو خطيئة دوّنت من هنا أو هناك في القدم والإصرار على الوقوف عندها للنقيصة أو التّشهير ليس إلاّ .
عبد الله يشعر دائما بالذّنب لتقصيره في واجبات بينه وبين الله وواجباته تجاه نفسه وأهله والإنسان وبعضه يضع نفسه في منازل العصمة وينصب من نفسه الخصم ، المحقق ، القاضي .
ما هكذا تورد الإبل يا أخي الحضرمي التّريمي وأرجو أن لا تحمسّك نصوص ضعيفة باردة من هنا وهناك تدخل في إطار الوصف والتأجيج الخفي وتعتبرها ذات قيمة في الحوار الهام جدّا والجاد . الأمر متروك لك وأنت تقدّر: فإمّا وأن تكون مؤهّلا للحوار أو تنسحب وفي ذلك انتصار على الهوى وإن اخترت البقاء فلن ينثني قلم عن واجبه ، ذلك أنّ الدين لله وجميعنا ـ إن شاء الله تعالى ـ سنكون نصرة لدينه طمعا في إرضائه والتّقرّب إليه ، من منطلق:
" التّواصي بالحق "