رؤية
فخ أدب الانترنت
اصبحت شبكة الانترنت عالما قائما بذاته بعد ان تزايد عدد زائريها يوميا بشكل كبير، وخطت في شوارعها الافتراضية اقدام كثير من الادباء تاركة توقيعاتهم المميزة على صفحاتها الرقمية.. وكثرت المواقع والمنتديات الادبية، ولم تخل الا مواقع قليلة من صفحات متخصصة في الادب بأنواعه المختلفة داعية الكتاب من كل لون وسن الى المشاركة بابداعاتهم.. لكنها قليلة جدا المواقع التي اتخذت الجدية سمة حقيقية لها، عبر معايير نقدية تجيز النصوص الجيدة فحسب.. وهذا هو فخ ادب الانترنت.. خاصة بالنسبة للمواهب الشابة التي تحاول ان تتلمس طريقها في عالم الابداع.. لان عددا كبيرا من المواقع والمنتديات فتحت الباب دون حساب لمعايير او مقاييس راسخة سواء نقديا او فنيا او لغويا، وهو ما جعل كثيرين من محدودي ـ او حتى عديمي ـ الموهبة يجدون في انفسهم الجرأة على نشر ما يكتبون من خواطر باعتبارهم كتابا كبارا (بعضهم يتخذ لنفسه القابا من نوعية الاديب الكبير والكاتب المميز وغير ذلك من الالقاب الساذجة).. والخطير في الامر ان بعض زائري هذه المواقع يتعاملون مع ماينشر باعتباره ادبا او ابداعا حقيقيا خاصة المبتدئين.. وهذا يضرب الادب الحقيقي في مقتل، اذا وضعنا في اعتبارنا الاخطاء الكثيرة الساذجة سواء الاملائية او النحوية التي تكثر في كتابات مثل هؤلاء المدعين الذين يستغلون ما تتيحه الشبكة السحرية من حرية النشر (المفرطة) لكن يجب الا يجعلنا هذا ننكر دور عدد من المواقع والمنتديات التي ساهمت بالفعل في ايجاد حراك ثقافي حقيقي وتقديم اسماء مبشرة لعدد من المبدعين الذين ضاقت بهم ارض النشر الورقي فهربوا بابداعهم الى سماء النشر الالكتروني.
محرر المقال .... بلسود