عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2010, 03:00 AM   #2
الموسطي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية الموسطي

افتراضي

تابع

عباد الله! إن شخصية الصديق رضي الله عنه تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف رضي الله عنه بصفات القائد الرباني، وكان له رصيد من الفضائل.
منها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبي بكر)، وسئل صلى الله عليه وآله وسلم: (أي الرجال أحب إليك؟ فقال: أبو بكر).
إن أبا بكر رضي الله عنه هو المساهم الفعلي والمشارك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع الوقائع والأحداث التي تعرض لها منذ البداية إلى النهاية، كيف لا وهو صاحبه وقرينه، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلاً)، وهو في صحيح البخاري أيضاً من حديث ابن الزبير وابن عباس.
قال الزمخشريُّ في الخصائص: «إن أبا بكر كان مضافاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الأبد؛ فإنه صحبه صغيراً، وأنفق ماله من أجل الإسلام كبيراً، وحمله إلى المدينة على راحلته وزاده، ولم يزل ينفق عليه ماله في حياته، وزوجه ابنته عائشة رضي الله عنها، وكانت البكر من نسائه، ولم يزل ملازماً له سفراً وحضراً، فلما توفي رضي الله عنه دفن بجواره»، قال الشاعر:
عَنِ المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عنْ قرينِهِ فكلُّ قَرينٍ بالمقارنِ يُنسبُ
عباد الله! إن لأبي بكر الصديق مواقفَ تاريخية لا تنسى، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
هجرته رضي الله عنه إلى الله، فقد هاجر مع رفيقه ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، وقصة الغار معروفة، ومواقف أبي بكر مشهودة، كل ذلك في سبيل المحافظة على حياة رفيقه وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو بكر كما في الصحيحين: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في الغار: (لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأَبصَرنا، فيجيبه النبي بثقة واطمئنان: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)، فنزل في حق أبي بكر قوله تعالى: ((ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) [التوبة:40]، وقد ذكر المفسرون أن المراد بالصاحب هنا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن مواقفه رضي الله عنه: إنفاق ماله في سبيل الله، وقد كان رأس مال أبي بكر عند إسلامه يبلغ أربعين ألف درهم، وهذا مال كبير بالنسبة لغيره من الأغنياء، فأنفقه كله في إرساء دعائم هذا الدين، ومن ذلك شراء كثير من العبيد والموالي الذين أسلموا وكانوا مستضعفين معذبين وإعتاقهم في سبيل الله، ومنهم بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شهد رسول الله بهذا الإنفاق، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوةُ الإسلام).
أيها الناس! إن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن مجردَ صاحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تكن علاقته به كعلاقته ببقية أصحابه، بل لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينتصر لأبي بكر، ونهى الناس عن معارضته، حتى إنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن خالف أبا بكر رضي الله عنه يوماً: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبتَ، وقال أبو بكر: صدقتَ، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها)، كما في صحيح البخاري، وفي هذا دلالة على مكانة الصديق الرفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم عند أصحابه.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ))
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس