عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 10:31 AM   #217
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

1 -الزهد والورع في العبادة عند أبن تيمية رحمه الله
مما عرف عن أبن تيمية رحمه الله كما مر بنا في ترجمة حياته من قبل زهده وورعه وكثرة عبادته ورياضته الروحية من أذكار ونوافل فكما نقل عن تلميذه أبن القيم رحمه الله أن شيخه يجلس في مقعده الذي صلى فيه الصبح في جماعة في المسجد يذكر الله حتى تطلع الشمس حسناء بيضاء أو إلى قبيل آذان الظهر وله مقامات عظيمة في العبادة بين يدي الله تعالى ينصب فيها قدميه ساجدا لله تعالى ممرغا جبهته في التراب ، وكل هذا بعين بصيرة على التمسك بالسنة خلافا لما يفعله أهل البدع من المتصوفة ، فالشيخ رحمه الله يدعي إلى أهمية لزوم السنة في الزهد والعبادة والورع في ترك المحرمات والشهوات والاقتصاد في العبادة وكما نقل عنه أنه قال :( وأن لزوم السنة هو يحفظ من شر النفس والشيطان بدون الطرق المبتدعة فإن أصحابها لا بد أن يقعوا في الآصار والأغلال وإن كانوا متأولين فلا بد لهم من إتباع الهوى ولهذا سمي أصحاب البدع أصحاب الأهواء فإن طريق السنة علم وعدل وهدى وفي البدعة جهل وظلم 000 )
و الزهد والورع قال عنه شيخ الإسلام رحمه الله : ( قد كتبت في كراسة الحوادث فضلا في جماع الزهد والروع وأن الزهد هو عما لا ينفع اما لانفاء نفعه أو لكونه مرجوحا لأنه مفوت لما هو أنفع منه أو محصل لما يربو ضرره على نفعه وأما المنافع الخالصة أو الراجحة فالزهد فيها حمق وأما الورع فإنه الإمساك عما قد يضر فتدخل فيه المحرمات والشبهات لأنها قد تضر فإنه من اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يواقعه وأما الورع عما لا مضرة فيه أو فيه مضرة مرجوحة لما تقترن به من جلب منفعة راجحة أو دفع مضرة أخرى راجحة فجل وظلم وذلك يتضمن ثلاثة أقسام لا يتورع عنها المنافع المكافأة والراجحة والخالصة كالمباح ألمحض أو المستحب أو الواجب فان الورع عنها ضلالة 000 )
والفرق بين الزهد والورع فتلخص كما قال عنه شيخ الإسلام : ( أن الزهد من باب عدم الرغبة والإرادة في المزهود فيه والورع من باب وجود النفرة والكراهة للمتورع عنه وانتفاء الإرادة إنما يصلح فيهما ليس فيه منفعة خالصة أو راجحة وأما وجود الكراهية فإنما يصلح فيهما فيه مضرة خالصة أو راجحة وأما وجود الكراهة فإنما يصلح فيما فيه مضرة خالصة أو راجحة فأما إذا فرض ما لا منفعة فيه ولا مضرة أو منفعته ومضرته سواء من كل وجه فهذا لا يصلح أن يراد ولا يصلح أن يكره فيصلح فيه الزهد ولا يصلح فيه الورع فظهر بذلك أن كل ما يصلح فيه الورع يصلح فيه الزهد من غير عكس وهذا بين فإن ما صلح أن يكره وينفر عنه صلح أن لا يراد ولا يرغب فيه 000 )
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
  رد مع اقتباس