12-06-2010, 01:19 PM
|
#6
|
شخصيات هامه
|
.
من سوء حظ التراث الحضرمي أن سلط الله عليه بعضا من المتحرشين به ، عن جهل منهم وقلة وعي بأهمية الكتابة عن التراث ، فأتسمت كتاباتهم بالعجالة المسطحة ، فتهافتوا بالكتابة عنه ضمن صحف سيارة ، أو منتديات تنشر الغث والردئ ، دون تمحيص وتدقيق ، أو جاءت كتاباتهم ضمن كتيبات ذات مضمون ركيك وهش ، تنسخ مرويات بعضها البعض ، بعيدة عن معايين التراث ، أو استقصاء جذورة الضاربة في عمق البيئة الحضرمية ، أو التحقق من المرويات والنصوص .
للسيد احمد بن هاشم المساوى اشعار كثيرة ، ومساجلات متنوعة وكان من شعراء الزامل الذائع صيتهم في ذلك العصر إلا ان شعره لم يدوّن فكان في حينها محفوظا في صدور الرجال ، ولكن تموت الزوايا في الخبايا ، وضاع شعره وتلفته أيدي النسيان ، وبقي الشعراء يقتبسون كثيرا من أقواله في زوامله التي تشتهر بالوضوح والصراحة والشجاعة في المواقف ، ومن باقي مرويات شعره يقال أنه مر بمدينة شبام وكان السيد حسين بن حامد المحضار( وزير السلطنة القعيطية ) جاء في مهمة اليها ، وكان هناك من يتزمل تحت مدينة شبام ، فدخل السيد احمد المساوى وقال:
سلام لك ياالهارش اللسّاع=سلام ياشبام الزبينه
جابولش الحضوه تشم القاع=فيها الذهب عينه بعينه
فجوب عليه السيد حسين بن حامد وقال:
بيده مفاتيح الجزيره كلها=يااليافعي مكن عليها لاتضيع
وانته تفكر في المعاني كلها= معنا بنادر خلت العاصي يطيع
وحينها كانت المفاوضات جارية بين آل كثير ويافع ، بصدد هدنة عامة وحلف ينهي الخلافات بين يافع وآل كثير ، وكان من بين الحضور في ذلك الزامل الشيخ سالم بن جعفر الكثيري وهو من الشخصيات البارزة التي لعبت دورا بارزا في ارساء دعائم الدولة الكثيرية والوقوف في وجه المد اليافعي ، فإدرك أنه المعنى بالشطر الثاني من البيت الثاني للشاعر حسين بن حامد فدخل وسط العضيدة وقال :
القبوله ماحد على حد شلها= من بيده الرميان ينتعها نتيع
وانته تفكر في المعاني كلها= لا طاع واحد خاف الآخر ما يطيع
ويروى أن اخوال السيد احمد المساوى( آل العمودي ) وكانت المناوشات بينهم وبين القعيطي في تلك الفترة المضطربة مستمرة ، وللسيد حسين بن حامد المحضار موقفا معروفا في قمع آل العمودي وكبح شهوتهم للسلطة في دوعن ، فوجه السيد احمد المساوى خطابه للسيد حسين بن حامد ، وفيه اشارة واضحة يستهجن مواقفه من ( آل العمودي ) والذين ينتسبون الى ابي بكر الصديق ، والذي صدّق بالنبي ، وجدهم كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ان جدهم الشيخ سعيد بن عيسى ربي على سلوك التصوف عند الفقيه المقدم ، واشار الى على علاقة القربى والمصهرية والخؤولة بين العلويين وآل عمودي ، وإن وقفة السيد حسين بن حامد في مناهضة العمودي من شأنها أن تسيء الى تلك العلاقات التاريخية ، وان تقطع أواصرها المتينة ، شأن ذلك شأن الذي يلقي الاحجار وسط مجرى معيان الماء ، قال السيد احمد المساوى موجها خطابه للسيد حسين بن حامد:
ماحد سوى بوبكر صدّيق النبي= والشيخ بن عيسى ربي عند الفقيه
وإحنا القينا عتم معيانه قوي= لكن رجعنا نلقي الحصيان فيه
فأدرك السيد حسين بن حامد ما يروم إليه السيد أحمد بن هاشم المساوى ، فعاجل بالرد يبرر أنه مأمورا ومقيدا بأحكام دولة يمثلها ، قال السيد حسين بن حامد:
صاحبي عيبني وانا ما عبت به= صلى معي من حيث ما صلّي إمام
وانا على شيخ الجهه مقطور به= ما نا حقيبه بانطرح ظهر السنام
ثم دخل مرة ثانية وأثنى ليؤكد موقفه بقوله:
سيد ولا لي بالفتن مقصود= يشهد علي الواحد القهار
واليوم في حكم الدول مقيود= لا حد يلوم السيد المحضار
.
.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-06-2010 الساعة 05:27 PM
|
|
|