عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2010, 10:05 PM   #296
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

موقف ابن تيمية رحمه الله من التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وبآثار الأولياء والصالحين
تعرض شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله لإنتقادات واسعة من أرباب التصوف في زمانه ولازال مستمراً حتى يومنا هذا مع أنه رحمه الله لا ينكر التصوف مطلقاً كما تقدم مناقشته في هذا المتصفح ولكنه كما قلنا سابقاً ينكر العقائد الدخيلة من الفلسفة للحلولية والأتحاد وما يخالف الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم ولا ينكر ابن تيمية أن الله يعطي لأوليائه من الكرامات كما أوضحنا من كتاب ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) لكنه ينكر على من جعل الأولياء واسطة بين الرب وعباده وجعل لهم مالله من العبودية والخشية والخوف وغيره ولهذا كان موقفه من مسألة التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقبره ومسجده ومازعم من آثار لاتصح نسبتها للرسول صلى الله عليه وسلم وبآثار الأولياء والصالحين التي يتمسح به طلباً للبركة وهذا كله أعتبره ابن تيمية من التبرك الممنوع المفضي للبدعة والشرك في العبادة 0
وقد وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 27 / 79 اتفاق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين – الصحابة وأهل البيت وغيرهم – أنه لا يتمسح به ولا يقبله000
وبين رحمه الله حكم تقبيل الجمادات
وقال : (ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود، وقد ثبت في الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) قلت : -أنظر الممصدر السابق والحديث المتقدم متفق عليه - ولهذا فمن المنكرات ومن البدع مايفعله البعض في المسجد النبوي وفي الروضة الشريفة من تقبيل وتمسح وغير ذلك والصحيح هو مشروعية العبادة من صلاة وقراءة القرآن والدعاء وذكر الله في المسجد النبوي لما في ذلك من الأجر المضاعف وعلل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم مشروعية أداء العبادات عند القبر النبوي وقال : (لو كان للأعمال عند القبر فضيلة لفتح للمسلمين باب الحجرة، فلما منعوا من الوصول إلى القبر، وأمروا بالعبادة في المسجد: علم أن فضيلة العمل فيه لكونه في مسجده... ولم يأمر قط بأن يقصد بعمل صالح أن يفعل عند قبره صلى الله عليه وسلم) أنظر : ( المصدر السابق ص 226 - 227 )
وهكذا تبين لنا أن التمسح بالقبر أو تقبيله ، ونحو ذلك مما قد يعمل عند القبر الشريف تبركاً، كإلصاق البطن أو الظهر بجدار القبر ، أو التبرك برؤية القبر ، كل ذلك من البدع المذمومة عند أهل العلم . وإذا كان هذا غير مشروع مع قبر النبي صلى الله عليه وسلم فمن باب أولى المنع وعدم الجواز مع غيره مما يفعله الجهلة من التمسح بالقبور والإستغاثة بها والأتربة والصخور والجدران كما هو الحاصل في عدد من الأماكن في البلدان الإسلامية التي تقام فيها الزيارات الحولية وغير الحولية للاضرحة 0
وقد كان السلف رحمهم الله ينهون أشد النهي من مما يمكن أن يفضي إلى بدعة أو شرك في العبادة فالأصل في العبادة الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله صلوات ربي وسلامه عليه فينبغي للمسلم أن يكون على هذا الطريق ولا يغتر بكثرة المخالفين ومهما أختلقوه من الأعذار والحيل المكشوفة للتدليس على الناس لتزيين باطلهم أو كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
(اتبع طرق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطريق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين. )

التعديل الأخير تم بواسطة الحضرمي التريمي ; 12-19-2010 الساعة 10:09 PM
  رد مع اقتباس