[سالم علي الجرو]

أبو ربيّع ـ رحمه الله تعالى ـ من جيل هذا الفصيل:

أحد رجال المخابرات المركزية الأمريكية عن عبدالناصر:

( إن مشكلتنا مع ناصر أنه رجل بلا رذيلة مما يجعله من الناحية
العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر ولا مخدرات، ولا

يمكن شراؤه أو رشوته أو حتي تهويشه، نحن نكرهه ككل، لكننا لا

نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا لأنه بلا رذيلة

وغير قابل للفساد .. )

كان يقضي وقت الصّباح في صالون حلاقة ( شاكر ،رحمه الله تعالى ) وكنت حريص على الجلوس معه والإنصات إليه كلما سنحت لي الفرصة خلال شهرين قضيتهما في البلاد . ومن خلال الدردشة وجدته رجلا من الطّراز الأول على بساطته وشعبيّته . يصدع بالحق ويعي ما الناس عليه وهو إلى جانبهم وليس إلى الجانب الآخر. لذلك لم يفسد كلمته ببيعها أو توظيفها ، وإن من يقرأ شعره يجد شاعرا صاحب رسالة وموقف .
مثل هؤلاء يدخلون عالم النسيان مبكرا بفعل فاعل على قاعدة: ( كلّما جاء فرد ألغى ما قبله ) ، والفرد هنا في محل رمز لحالة في ديارنا : ( لا مكان ولا ذكر لشخصيّة عامة متفوّقة بعد رحيله إلا في وجدان معاصريه ) .
شكرا أستاذنا ابو محمد الشحري على هذه اللفتة التي تضاف إلى إهتماماتك الحافلة بحفظ حقوق الأعلام المنسيين:

( حرام القادري معزول )