عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2011, 02:50 PM   #18
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ القبايل. [ مشاهدة المشاركة ]
وللابتسامة
يحكى أن السيد الحبشي صاحب الحول كان يختلي بنفسه أياما في خلوته
ويقلق اهله من ذلك
وكل من جاء يريده في مصالح يقولون له السيد عنده الحالة !

جاء درويش ( يقولون انه احمد بركات ) يريده في مصلحة ، او لعل اهل الحبشي استعانوا به ليخرج السيد من الحالة

فدخل عليه عريانا .. فانزعج السيد واستغفر .. والدرويش يقول له انت عندك حالتك وانا عندي حالتي


ياجماعة
ترى الدعوة من أصلها ماتبا فلسفة

وكل واحد كوره في راسه ويعرف مصلحته وخلاصه


ربما اعتبرناهذا القصة ضربا من ضروب الابتسامة ... !!

ولكن هنا ليس في هذه القصة ومدلولها العميق مكانا للإبتسامة ، لأنها خاضعة لمقياس دقيق حول مسألة التأويل الصوفي العميق . قصة سمعتها من رجل من الثقات ... قال لي :

كانت هناك ( جارية سوداء ) تخدم في بيت السيد علي الحبشي ( صاحب الحول ) مهمتها تنزح الماء من البئر لتسقي أهل البيت ودوابهم ، وكانت من عادتها ترتجز بأغاني خاصة ب ( النزيح ) لتخفف عن نفسها المشقة والعناء ، وتشع روح المرح من حولها ، وذات يوم تعرضت لتهكم من بعض الشباب عند البئر ، واتهموها أن فلانا (( من العبيد )) يختلي بها .... وكانوا يقاطعونها بعبارات التهكم وهي تغني وتنزح ، واستمرت تنزح وقالت ترتجز وتردد

( الحب .. حبي ... والرب ربي ) ..... ( الحب حبي ...... والرب ربي )


فضحك الشباب . وفي تلك الأثناء عاد السيد علي الحبشي الى منزله وأطل من الشباك وسمع ( الجارية ) تردد ( الحب ... حبي والرب ربي ) فأنصت إليها فذرفت عيناها فأخذته حالة شديدة واخذ يردد معها ( الحب حبي ... والرب ربي .... الحب حبي ... والرب ربي ) ، وكان يدور في ( المحضرة ) وبعد ساعات خر مغشيا عليه الى اليوم الثاني ...!!

ربما نستدرك ان لمدلول القصة معنيان لاثالث لهما : المعنى الأول : معنى يدركه العوام وأهل علم الظاهر ، وهو أن الجارية عنت بالحب حبي ( هو ما يحيلنا في فقه اللغة الحضرمية الى موضع الجهاز التناسلي للمرأة ) فهي بذلك تتحدى الشباب بأن لادعوة لهم بها فليتركوها لشأنها .

أما المعنى الآخر الذي لا يدركه إلا الخاصة وأهل علم الباطن ، والذي يمثله هنا قطب مهم من اقطاب الصوفية في حضرموت ( السيد علي الحبشي ) فإن السيد علي حين سمع الجارية ذهب به الوجد مذهبا بعيدا ، وتجلت له في تلك اللحظات لطائف الله التي أقبلت عليه من كل جانب ، وأدرك المحب معنى الحب فيمن يحب ، انها محبة العارفين وهي وليدة المعرفة الكاملة بأن الله يحبهم وهم كذلك يحبونه ومن صفات هذا الحب ان يفنى المحب في محبوبه لأنه عالم بمن يحب ( فالحب حبه والرب ربه ) .

من خلال تلك القصة ومدلولاتها العميقة نستقرأ أن في السقيفة من كان ولا يزال علمه وفهمه في حدود ( علم الجارية ) وما عنته بكلمتها الأولى ، بينما يبتغي أن لانحكم بهذا المقياس فلربما لو أدركنا واستلهمنا من تواجد السيد علي الحبشي وتلك الحالة التي أوحت له بعمق هذه الكلمة وماتعني له من دلالات ، لربما أحجم الكثيرون عن التطاول فيما لايفقهون أو يتجرأون ويفسرون بما يعلمون به . (




.

.
التوقيع :
  رد مع اقتباس