[سالم علي الجرو]

اقتباس :

لقد قررت ان اكتب هذه الكلمات البسيطة لأخي الغالي سالم علي الجرو

يشرّفني ويسعدني أن أكون أخ لمن تقرأ شخصيتها في قلمها .

اليمن بطبيعته اجتماعي والأكثر عمقا وبعدا في هذه الصّفة الجميلة أبناء حضرموت ، ولعل السبب يعود إلى:
1- تضاريس حضرموت التي جعلت منهم عائلة واحدة يتوادّون فيما بينهم.
2- هجراتهم إلى العالم الخارجي واختلاطهم مع أقوام أخرى بشيء من عقل وحصافة وآدمية وأخلاق جعلت منهم قدوة .
3- الحضرمي بطبيعته يؤثر القادم من بعيد على القريب منه خلال أيّام الضيافة ويحترمه ويقدّره خلال إقامته الطويلة في دياره أو خارج دياره .

إلى الأمس القريب كنا نسمع من الأجداد قصصا وحكايات جلّها تحكي عن الرّجولة والشهامة وصفات المروءة والوفاء ، منها هذه الحكاية:

مرّ نفر على راعٍ عجوز في سفح جبل بعد غياب الشمس . سلّموا عليه وتوقّعوا أن يضيّفهم غير أنّ العجوز لم يلق لهم بالا وراح يهشّ أغنامه .

تقدّموا في سيرهم ولاقوا عجوز آخر ، أقسم أغلظ الإيمان بأ ينزلوا عليه ضيوفا ، وكانت السماء مبلّدة بالغيوم ، وبدأ الرّعد ، فتشاوروا فيما بينهم ووافقوه .

في منتصف الليل جاد المزن وسالت الشّعاب وكاد السيل أن يأخذ أغنام هذا العجوز الكريم لو لا أن قام الرجال بواجبهم وساقوها إلى المرتفع .

في الصباح ذهب أحدهم ليتفقد العجوز الأوّل فلم يجد له أثرا......

مثل هذه القصص وغيرها تهذّب النفوس وتغرس حبّ الفضائل .

سنواصل الدردشة إن شاء الله تعالى إن بقيت في مضاربنا