عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2011, 10:33 AM   #18
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي


لم تهدأ خواطر العرب في مقديشوه وهم يشاهدون ثكلاهم يبكين على الموتى ، وجرحاهم يأنون ألما من جراحاتهم ، وتجارهم يعضون اصابعهم قهرا وغيضا على أموالهم التي نهبت من قبل القبائل الصومالية ، أما شاعرنا خميس سالم كندي وهو الشاعر الذي عاصر الحدث ساعة بساعة وكان شاهدا على وقائع ( ثورة ) الصومال على المهاجرين العرب ، فما برحت وقائع تلك المعركة التي نشبت بين العرب والصومال في احياء بلاجوا عرب وحمروين ، إلا وتتراء لشاعرنا حين يتذكر بين لحظة وأخرى سقوط القتلى والجرحى من العرب الذين استماتوا في الدفاع عن انفسهم واعراضهم وبيوتهم ودكاكينهم ومحلاتهم الاخرى من هجمة الصوماليين .

كما أن وظيفة الشعر الشعبي في حضرموت مواكبة الأحداث وتسجيلها ، وتوثيقها ، فإن شاعرنا خميس سالم الكندي وثق لنا احداث نوفمبر 1947 م التي جرت وقائعها بين العرب والصومال ، جاء ذلك في قصيدة طويلة ظفرت عليها في ديوانه المخطوط ، ( وربما أن شاعرنا كندي قد نظر رؤية الكاشف من خلف الحجب واشار عبر الزمان بأن ( متنطعا جاهلا بشعره اسمه ( مسرور ) سيأتي يوما ما ويتقول عليه ما لالم يقله ، ويكتب في السقيفة يشكك في الصحف التي نقلت وقائع تلك الاحداث ويتهمها بالصحف الصفراء ) لذا نختار لكم من ابيات تلك القصيدة ما يؤكد صحة التقارير الصحفية للمراسلين.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وحول تلك الأحداث قال كندي بعد الاستهلال التقليدي:
قال الذي بات ساهر عالكبد حرقه= الناس ناموا وكندي على الوقا مالاق
من شي نظرته بعيني قد جرى حقه= لا من مجرد إذاعه راديو أوراق
بل انتشر في الجرايد وصف بالدقه= واتألم الكون باالفعل الشنيع الشاق
صادر من أمة خبيثه مالها شفقه= عملوا عمايل حرقت كبود العرب حراق
ليلة ثناعشرفي الحجه جرى حقه= من عشر ساعه ونص والحلو ما ينذاق
وأمست (حمروين) سوداء مظلمه عذقه= من لي جرى تلك الليله في المضياق
المنتدى والكلب دخلو في الحلقه= في (أفراردود) حضرو معشر العشاق
استعمل السيف والسكين والدرقه= يا كم من اشقر صبر عاالطعن من لذلاق
ما تسمع إلا ونين أنفس في الرقه= ضحوا بتسعه نفر في ذلك المطراق
تحت البنادير لا المغرب لقو دقه= دم العروبه حمي وتطاولت العناق
قسمو يمين الشرف لو باتقع سحقه= نفنى جميعا وهي تسلم من الدحاق
حاموا عا رمزنا الغالي من النذقه= حاموا على رمز وحدتنا من النذاق
أما العدو مستعد للصيح والصفقه= حاول وباذل جهوده كلها ماطاق
كل ما كسر فوج حلا وصلت اللحقه= والسبع ترسم قواس النصر في المطراق
وصلت ترفرف لمركزها بيد فرقه= رغم العدو لي حلف بالعهد والميثاق
أوهام وحلم جابت له السمقه= ما يحسب ان العروبه دمها دفاق
وهمه وحلمه دخل به في شي غمقه= والله لو ما العساكر نفخت الابواق
إن كان ماحد سلم من ذلك الحلقه= إلا ان سرح منها شارد يخب عالساق
الحاصل أنه درس من نفسه الحمقه= ان العرب باتضحي تضحية مشتاق
للموت والموت يسهل بل وله عشقه= في ذلك الموقف اللي يرضي الخلاق
آيس ودبر خطط للنهب والسرقه= بيت يعربد بقومه في وسط لسواق
عملوا اعمال الزنوج البربر الفسقه= في النهب والسلب والتكسير والحراق

بعد أن وصف شاعرنا خميس كندي وقائع تلك الاحداث المؤلمة بوصفه شاهد عليها وجه قصيدته الى رئيس الجالية العربية ( احمد مدهش خرباش ) يصف مواقف ذلك الرجل الذي نجهله ، مواقفه من تلك الاحداث وما بدله من مال من أجل العرب ، ووصف اتصالاته على المستوى العربي والدولي التي كان لها الأثر في وقف التعديات والتصفيات العرقية على المهاجرين العرب من قبل الصوماليين قال كندي:

وبعد قم ياالمعتني بلغ الورقه= لا ريس الجاليه باتلحقه مشتاق
(خرباش) لي يخدم الأمه بلا نقه= ما يجحد اعماله إلا كل عربي عاق
خائن لجنسه ويبغى للشرف دقه= حمار ما قاصر إلا حبل والسواق
خرباش ضحى بماله للعرب صدقه= من شان هاذي القضيه في عدن مالاق
أرسل بلاغات رسميه بكل دقه= للجامعه والدول في سائر الآفاق
يطلب من اقطابها النجدات واللحقه= ويحثهم قبل ما تتوسع الأشقاق
سبعه دول باتلبي للنداء حقه = وعبدالرحمن باشا بطلها العملاق

من خلال استقراءنا لشعر خميس سالم كندي في المرحلة الأولى ( مرحلة الغرفة ) قرأنا في شعره كيف كان مفهومه للوحدة ، مفهوما قرويا ضيقا ، تبنى في رؤيته ( وحدة القبائل الشنفرية لتناصر المتمرد بن عبدات ) لهذا ذهبت صيحاته أدراج الرياح حين كان ينادي على تلك القبائل ، إلا أن تتطور الوعي السياسي والوطني لشاعرنا خميس كندي ، جعله يدرك في ذلك الوقت المبكر مفهوم الوحدة بمعانيها الأستراتيجية ومفهومها القومي بوصفها صمام أمان العرب ، أدرك أهمية وحدة العرب من خلال وحدتهم في مهجرهم الصومالي حين تعرضوا للقتل والنهب ، فكانت وحدة ( عرب حضرموت ، مع الجنوبيون والشماليون ، والعمانيون ) أمام هجمات الصوماليون أكسبتهم قوة وصمودا وتكاتفا وتماسكا فيما بينهم البين ، لهذا يرى شاعرنا أنه إذا كانت وحدة عرب الصومال شكلت قوة لهم تحميهم من أعداءهم ، فالوحدة العربية تعد ضرورة للأمة العربية لتحمي الأمة من مكائد الأعداء ، خاصة في تلك السنة والتي بدت فيها قضية فلسطين قضية عربية محورية قاوم العرب فيها الاستيطان اليهودي والتقسيم من أجل إنشاء دولة يهودية في فلسطين . قال شاعرنا :

نهرو وايزمن واعونه الفسقه= لي صححوا له في المجلس ريا ونفاق
داخل فلسطين والله ما طرح دحقه= ما با يحصّل وطن قومي ركيك الساق
سبعه دول با تهد كلين من شقه= وبايقع في مطاريق المدن شقاق
ياويزمن باتراجع نفسك الحمقه= دخلت بأمتك في موقف حرج منضاق
أوهام وأحلام لي جابت لك السمقه= وصوروا لك في المجلس علم خفاق
قد وعد بلفور اصبح خبر في ورقه= ومجلس الأمن تقريره خبر في أوراق
القدس والنيل ومراكش مع برقه= حق أهلها لو تسيل دماهم للساق
ما باتودي لحد لو باتقع نبقه= تسعين مليون عربي طرحوا الميثاق

واصبحت اوهام اليهود حقيقة واصبح حلمهم بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين واقعا ملموسا واصبحت دولتهم من أقوى الدول في المنطقة يحسب لها العالم ألف حساب .
وبقيت قصيدة شاعرنا خميس كندي وثيقة من الشعر الشعبي تعبر عن الموقف السياسي للشاعر والذي يعكس فيه آراء بني قومه في المهجر الصومالي المضطرب.




.
التوقيع :
  رد مع اقتباس