[حد من الوادي]

وخصوصية حضرموت

المكلا اليوم / نبيل بن عيفان29/5/2011

تجتاح مدينة المكلا هذه الأيام موجة شديدة من الحر ، وغليان كبير في الجو ، خاصة ونحن نعيش أيام الأربعينية ، مما حدا بالكثير من الناس بالتوجه إلى المتنزهات العامة كالكورنيش وخور المكلا وساحة القصر ، لما تتميز به من هواء جميل ولقاء بأصدقاء ومقربين مع كوب شاي مميّز ، فجمعت تلك المتنزهات كافة شرائح المجتمع ، فتجد المجالس السياسية وتحليلاتها والرياضية ومنافساتها وثالثة لألعاب الكيرم أو الضومنة، والبلياردو ، ورابعة لمشاهدة الأخبار والمباريات عبر شاشاتها وخامسة وسادسة .... وكل في فلك يسبحون .

وكما اختار الكثير من أبناء المدينة المكان المناسب لنزهتهم وقضاء وقت فراغهم ، اختاروا أيضا المكان المناسب لعباداتهم وإراحة بالهم وقلوبهم ، فتزدحم المساجد المكيّفة والواسعة ، وما أجمل تلك الراحة حين تكون في بيت الله مع الهواء اللطيف والإمام ذي الصوت الحسن – ولن نطمع لأكثر من ذلك دار في مخيلتي سؤال فحواه ( لماذا لا تكون جميع مساجدنا مكيّفة وهي أطهر وأفضل البقاع ؟ و لماذا لا تكون ونحن في محافظة خيراتها غزيرة وأوقافها كثيرة ؟ ) .

وفي اعتقادي أن المشكلة ليست في تجهيز المساجد بالمكيّفات فأهل الخير كثيرون ويتنافسون على تكييف بيوت الله لإراحة المصلين ، لكن المشكلة تكمن في التكلفة الهائلة لقيمة استهلاك الكهرباء ففواتير المساجد المكيّفة مثقلة كواهلها بأسعار خيالية .

ربما يتواجد من يتصدق لمسجد بتكييف ومولد كهرباء وكل لوازمه ؛ إلا أنه سرعان ما تأتيه هواجس الوقود والمعاناة الخانقة التي تعيشها البلاد " الديزل " !!!

وهنا يبرز الدور المأمول من السلطة المحلية أولاً ، ومكتب وزارة الأوقاف والإرشاد والمؤسسة العامة للكهرباء ثانياً ، للوقوف بحزم تجاه مشاكل تكييف المساجد من خلال تخصيص جزء من أوقاف المحافظة لتغطية العجز في تسديد كلفة الكهرباء أو منح خصم خاص للاستهلاك ، والأجمل حين يكون الإعفاء الكامل للتكاليف أسوة بغيرنا من دول الجوار !.

إلا أنه قد يُطرح استفسار أو اعتراض بأنه لا يمكن تنفيذ قرار كهذا في محافظة حضرموت دون غيرها ، وهذا كلام قد يكون صحيح إلا أن ما يشفع لنا بأننا في محافظة جوّها حار وبواطنها وسواحلها مليئة بموارد طبيعية هائلة ، وقبل هذا وذاك وجود أوقاف خيرية كثيرة ، مما يهيئ لنا بعض الخصوصية في تنفيذ قرار يقضي من خلاله تكييف سائر دور العبادة وإعفاؤها من الرسوم الكهربائية ، ولا يمنع هنا أن تكون سائر مساجد الجمهورية معفاه من رسوم الاستهلاك ، إلا أن الأولوية لنا .