05-27-2011, 10:56 AM
|
#4
|
شخصيات هامه
|
.
لم يقف ردود الفعل لهبوط أول طائرة في وادي حضرموت بين ما كتبه مراسل صحفي لمجلة ( النهضة الحضرمية ) التي كانت تصدر بسنغفورة من جهة ، وبين شاعر شعبي اسمه هادي عسكول من جهة أخرى . وعند صاحبكم ( ابوعوض الشبامي ) تقريرا عن ما بعد حكاية هبوط أول طائرة في الوادي الميمون ، خاصة أنه بعد أن شاع خبر هبوط أول طائرة في وادي حضرموت تناقل الحضارمة الخبر سريعا ووصل إلى مهاجرهم في أقصى الشرق الأسيوي .
لقد كانت فكرة انشاء خط جوي تجاري بين عدن ومدن حضرموت فكرة واردة ، ولكن القائمين عليها كانوا أكثر حذرا عند دراسة جدواها الاقتصادية ، خشية من أن يكتب لها الفشل وتتكبد شركتهم خسائر اقتصادية كبيرة ، لذا تم التنسيق للقيام بحملة اعلامية كبيرة باسم ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد) التي ستتولى تسيير خط سير رحلاتها بين ( عدن / المكلا / سيئون ) ، وعمدت هذه الشركة الى كتابة تقارير اعلانية في الصحف المحلية وفي صحف الحضارمة في المهجر ومن تلك الصحف والمجلات التي نشرت هذا الاعلان جريدة ( الترجمان ) والتي كانت تصدر في بتافيا بجاوة ، لصاحبها السيد محمد بن عقيل ( ويشابله قبضة من الدحاميل ).
من خلال استقراءنا للصفحة الأولى نستشف أن هذه الجريدة كانت تقدم الأخبار بصورة ساخرة وبلغة حضرمية تخاطب بها قراءها وتربطهم بالوطن الأم .
وقد نشرت جريدة ( الترجمان ) حينئذ هذا الاعلان الذي يقول :
إلى أهالي القطر الحضرمي
ليكن في علمكم بواسطة هذه النشرة بأنه في دور التكوين الآن ، شركة تدعى ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ) التي ستقوم طياراتها بنقل الركاب بين عدن والقطر الحضرمي ، أن الطيارة الأولى ستتحرك من عدن في يوم الخميس الموافق 30 سبتمبر 1937م ، وثم بعد ذلك ستسافر طيارة في صباح كل يوم خميس وستعود الى عدن من سيئون كل يوم جمعة ، إن الخط الذي ستسلكه هذه الطيارات سيكون الى المكلا بتأكيد ثم الى الشحر ( إذا هناك ما يوجب ذلك ) وثم الى سيئون .
لقد اختيرت سيئون بصفتها نهاية الخط لأن مركزها واقع في نقطة متساوية المسافة من كل من مدينتي تريم وشبام ، ولذلك ستكون محطة مريحة لجميع ركاب القطر الحضرمي ، وترغيبا لأهالي حضرموت للسفر جويا ( وبهذه الوسيلة يوفرون انفسهم عناء سفر ايام عديدة برا وبحرا ) بصرف النظر من الأيام التي قد يضطرون ان يضيعوها في انتظار المراكب والقوافل أو السيارات فقد قررت الشركة أن تعرض عليهم أجورا جذابة للغاية ، وهاكم تحت هذا الكلام الفئات التي تنوي الشركة تطبيقها .
من عدن إلى المكلا ، أو من المكلا إلى عدن على الراكب الواحد 80 روبية ، من المكلا إلى سيئون ، أو من سيئون إلى المكلا 40 روبية ، ومن عدن الى سيئون ، أو من سيئون الى عدن 120 روبية ، وفي حالة قطع المسافر تذكرة ذهاب وإياب سيخصم له عشرة في الميه من الفئات المثبته بإعلاه ، وسيسمح لكل راكب أخذ عفش بالغ وزنه لغاية 15 رطلا فقط ، وإذا زاد عن هذا القدر سيأخذ منه 8- 1 روبيه لكل رطل .....
ان بعضا من الحضرميين قد سافر بطريق الجو ونخال انهم سيشهدون بعظيم الراحة التي يجدها المسافر وسيوافقونا على أنه نظرا الى أن السفرة من عدن إلى سيئون تستغرق أربع ساعات ، بدلا من ايام عديدة ....
ونحب يعلم الشعب الحضرمي بأن ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ) ستسير طيارتين مبدئيا وان لهاتين الطيارتين ربانين قديرين وقد استخدمت ايضا مهندس طيران أناطت إليه الاشراف والاعتناء بتلك الطائرات وآلاتها ..الخ والذي قد قضى عدة سنين في خدمة احدى الشركات السفر الجوي في العالم وكذلك ستتخذ أعظم العناية بأن يتأكد من أن يكون تسيير هذه الطيارات في أقصى درجة السلامة ، وسيهمكم كثيرا بأن تعلموا بأننا الآن في مفاوضة مع إدارة البريد بعدن بأن تقوم بخدمة بريدية جوية بين عدن والمكلا والشحر وسيئون ، وقد نربط هذا الخط بجيبوتي ايضا ، وسنعلن للجمهور تفاصيل هذا المشروع حالما تنتهي الترتيبات مع إدارة البريد ، وإذا تم هذا المشروع سيكون في امكان اصدقائكم وعملائكم في الشرق الاقصى بأن يرسلوا خطاباتهم من طرفهم بالطريقة العادية وبواسطة دفعهم زيادة طفيفة بأن يجعلوا كتبهم ترسل في احدى طائرات شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ، بعدن الى القطر الحضرمي وبهذه الوسيلة سيتم لهم توفير عدة اسابيع في كثير من الأحيان . وستلاحظون أيضا بأن الأيام التي قررت لمواعيد سفر الطايرات قد رتبت خصيصا لتوافق حمل البريد .. فالمرجو بأن الشعب الحضرمي سيقدر هذا المشروع وسيمنحه كل تعضيد تحرر بعدن في سبتمبر سنة 1937م ))
وكتب محررجريدة الترجمان تعليقا طريفا تحت هذا الاعلان جاء فيه :
(( هذا هو نص المنشور حرفيا وتجدون في كل سطر من سطوره ريح التملق ولون النفاق وصوت الدهان .. ابدوه اليوم لأنهم مبتديين وإذا تمكنوا باتشوفون اظافيرهم الحادة وضروسهم المفزعه ، وعيونهم الحمراء ، فياليت الحضارم ناس عقال يفكرون لمثل هذه المشاريع ....))
.
))
|
|
|
|
|