عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 12:31 AM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمن عل أعتاب حرب جديدة
2011/08/03 الساعة 21:19:25
د.عبدالجليل محمد كامل

هذا المقال رسالة إلى كل يمني ويمنية علي أعتاب الشهر الكريم لعلنا ندرك خطورة الوضع فندعو الله مخلصين أن يعيد ألينا عقولنا كي نضع ما وهبنا من إيمان وحكمة في موضعها ووقتها حتى لا نفقد هذه الموهبة الربانية العظيمة ونتردى في المهالك.

قد يكون العنوان مستفز لكن للأسف هذا هو اقرب عنوان لتوصيف المرحلة التي تمر بها بلادنا حاليا وأي حل يؤدي ال الخروج من هذه الحالة هو حل إنقاذي نعول عل الله وحده أن يلهم أهل الإيمان والحكمة إياه بعد أن تاهت بنا السبل وتفرقت بنا الطرق وتنازعتنا الأهواء فأصبح الشر اقرب ال نفوسنا من الخير وصار العنف يقتات من أطراف اليمن وأوسطها وشرقها وغربها.

وفي هذا السياق تحضرنا بقوة وطنية الرئيس المصري المخلوع (مبارك) الذي لم يكن مبدأه (عليا وعل أعدائي) بل استسلم لمشاعره الوطنية وسلم مصر لأيدي أمينة وسلم نفسه ليد العدالة – طبعا دون إغفال العوامل التي أدت ال استسلامه وأهمها وطنية القوات المسلحة المصرية وانحيازها ال جانب خيارات الشعب المصري الثائر- فقد كان بإمكانه خلط الأوراق ووضع مصر عل طريق محفوف بالمخاطر وذلك لو ترك الامر ال نائبه, لكنه اثبت – وكما خبرنا المصريين الذين لا يعلون عل مصر راية إلا راية الدين- لكنه اثبت حبه لمصر وهو في طريقة ال المحكمة, كما يحضرنا في نفس السياق وعي الشعب المصري وإيمانه – بكل فئاته وطوائفه- بقضية التغيير واستعادة السلطة كي تكون ملكا له أصل وممارسة.

لكننا في اليمن – والعنف سمة أساسية من سمات التاريخ السياسي اليمني- للأسف نضع الخاص قبل العام ونضرب عرضا بالثوابت والمصالح الوطنية العليا في مقابل المصالح الشخصية وهذا ما أبرزه بكل جلاء المشهد السياسي اليمني منذ اندلاع الثورة الشبابية في فبراير الماضي.

فالرئيس ظل منذ البداية ولازال يردد – حتى بعد حادث جامع النهدين الذي تعرض له – بأنه سيواجه التحدي بالتحدي فهو اعتبر الثورة منذ اندلاعها بمثابة تحد شخصيا له ولم يعترف بها حتى كاحتجاجات شعبية واسعة النطاق بل كال للشباب اتهامات العمالة والارتزاق والتسيير عن بعد من البيت الأبيض وتل أبيب ثم الصق بها تهمة الانقلاب السياسي حين انضمت أحزاب المعارضة رسميا للثورة, وبعيدا عن الأعيب وحيل السياسة إلي الحقيقة التي تقول أن معايشة الإنسان لأمر ما لفترة طويلة يكسبه شعورا متجذرا بالأحقية وإنكار بات بأي مطالبة بترك هذا الأمر.

والرئيس بعد ثلاث وثلاثون سنة من التربع عل عرش سبأ والتمرس في إجادة أساليب كسب الخصوم قبل الأنصار جعله تحت شعورا متجذر بإمكانية البقاء مطلقا وامتلاك ناصية الفعل وتعدي الأمر الي انه الوحيد من بين أفراد الشعب اليمني الذي يستطيع تحديد من يجلس علي كرسي الحكم بعد مماته, ولذا فلا نجد غرابة أبدا في رد الفعل الإنكاري حين ظهرت دعوة ترك العرش لأول وهلة, وارتكز هذا الإنكار علي المبادئ الآتية:

v أن كان ولابد من ترك الحكم ف" عليا وعلي أعدائي يارب"

vوان كان لابد من المواجهة ف" سنواجه التحدي بالتحدي"


vوان استطاع الخصوم الانتصار في المواجهة وهو أمر مستبعد بالنسبة له ف" لن يملكوا سوي الزوبعة في المثلث" أي أنهم حتى لو انتصروا عليه فلن يظفروا إلا بيمن مجزاء كنتيجة حتمية لمبدأ مواجهة التحدي بالتحدي.

ولذلك ومنذ البداية كان خطاب الرئيس يتضمن ويؤكد علي مفردات تترجم هذه المبادئ وظل يكررها حتى ألان(أخرها خطابة المقروء بمناسبة حلول الشهر الكريم) في مؤشر خطير علي إصراره علي المضي حتى النهاية في مواجهة التغيير وهو يدرك أن النتيجة الحتمية لذلك هي انهيار كيان الدولة وتقسيم اليمن وسفك دماء اليمنيين الأبرياء (أنصاره وخصومة علي حدا سواء).

والحقيقة أن المتابع في ضوء ذلك يستغرب لذلك ويتسأل ببداهة أين موقع اليمن من عقل وفكر الرئيس وهو الآن في حالة العظة والعبرة ومراجعة النفس بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها ليقيم الأمور ويختار بين مصلحة الوطن ورغبته في الانتقام وقد يتفهم المرء روح الانتقام عندما تكون واضحة نحو عدوا محدد, لكننا ندرك كما يدرك الأخ الرئيس أن أي رغبة في الانتقام هنا للأسف لن تكون نتيجتها الحتمية سواء هدم كيان الدولة وتشظي اليمن وفرط سلمه الاجتماعي وهدر دماء اليمنيين وإزهاق أرواحهم الأنصار منهم قبل الخصوم تحقيقا للمبدأ الأول والثالث لهذه المواجهة.

وكما كان الأمر منذ البداية مرهون بتفضيل الرئيس لليمن عل حساب بقاءه عل كرسي الحكم فنحن ألان بعد أن وضع اليمن عل شفير الحرب والانهيار لازال أمام اختبار كبير لوطنيته (بعد أن تلاشي هدف البقاء عل الكرسي بالنسبة له) فإما تغلب عليه وطنيته وإما تغلب عليه روح الانتقام من هذا الوطن.

وهذا يقال بعد أن أصبحنا أمام حقيقة مرة وواقع خطير(أدركها حلفاء صالح في الخارج قبل أن ندرك نحن) وهي أن السبيل الوحيد لبقاء كيان الدولة وإنقاذ اليمن من الانهيار السياسي والاقتصادي والتردي في الحرب هي قيام الرئيس بنقل السلطة ال نائبه ليتمكن المؤتمر والمعارضة من انجاز عملية سياسية إنقاذية وفقا للمبادرة الخليجية, وهو ما يطالب به حلفائه في الخارج من الولايات المتحدة ال أوروبا ال دول الجوار الإقليمي حسب مواقفهم المعلنة.

فماذا سيفضل الرئيس اليمن ام ألا يمن.

الأبناء: لقد كان باستطاعة الرئيس أن يحتفظ بكرسي الحكم لولا أن ظهر سيناريو التوريث ثم طغيان هذا السيناريو عل المشهد السياسي في اليمن بقوه هذا السيناريو افقد الرئيس خيوط اللعبة التي ظل ممسكا بها بقوة ومهارة, فقد أنكر كثيرا من حلفاء صالح ذلك, وفي نفس الوقت لم يستطيع الأبناء خلق نوع من القبول لهم ولم ينخرطوا في عملية اجتماعية كما فعل الرئيس وأركان نظامه بمهارة فائقة عل مد عقود بل اعتمدوا عل معيار القوة فقط واستطاعوا إقناع الرئيس بذلك.

الأبناء يتحكموا بقيادة أجهزة قويه وهامة طوروا بعضها كالحرس الجمهوري والأمن المركزي واستحدثوا بعضها كالقوات الخاصة ووحدات مكافحة الإرهاب والأمن القومي بمساعدة الولايات المتحدة وبعض الدول, هذه الأجهزة هي مرتكزات التوريث وهذه الأجهزة لم تكن يوما من الأيام مرتكز لحكم الرئيس ولم يعتمد عليها لبقائه.

هذه القوات والاجهزة الوطنية للأسف وقعت في مواجهة مع الشعب ( المعارضين منه) في كل من تعز وارحب ونهم وهذه المهمة للاسف ليست اساسا مهمة هذه الاجهزة التي مهمتها الدفاع عن الوطن وسلامة اراضيه.

وذلك كله سعيا لتحقيق اهاف اعلاها التوريث واوسطها البقاء الى 2013 مع شراكة غير فاعله مع المعارضة وادناها البقاء ضمن النظام باكبر قدر ممكن في ظل شراكة فاعلة.

يتبع في الجزء الثاني بقية مفردات المشهد اليمني ( المعاضة - المعتصمين في الساحات- القوات الموالية للثورة)
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس