أخي الكريم مسرور ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشهر مبارك عليكم وعلينا وعلى جميع المسلمين.
أولا وقبل كل شئ شهادة لله أقول أن صاحب أي مشاركة نثرية وصاحب أي قصيدة يدخل عليهما مسرور فذلك تاج على رأس صاحب المشاركة وعلى رأس صاحب القصيدة. أما بالنسبة لي فأزيد على ذلك أنه يصيبني شئ من الزهو المشوب ببعض الغرور إذا دخل مسرور الموسوعي على مشاركة أو قصيدة لي.
ذا فصل ... والثاني أقول أنه ليس لدى الواحد الوقت الكافي للتبحر في الرد والغوص في المراجع وفي متاهات الشيخ قوقل ( الذي أقترح تعريب أسمه إلى غول بن غول ... لأنك عندما تدخل تبحث عن معلومة بسيطة لا تمضي ثواني إلا وتجد نفسك غاطسا في محيط باسفيكي من المعلومات ولا تدري أين تتجه ... تكاثرت الظباء على خراشٍ = فما يدري خراشٌ ما يصيدُ ... ولاحظ أنني أشترك مع خراش هذا في الخاء والألف والشين ) لذلك لن ألجأ إلى الشيخ غول بن غول بل سأكتب من الذاكرة وأكيد سأرتكب بعض الأخطاء وإعرف أن هناك على الأقل ناقد متربص واحد يقول في دخيلة نفسه ( يا بختي بغلطة ). خل ذلك الناقد ينتقد ويعيش ... لا عاش من لا عاشوا من قفاه!
من أين أبدأ ... من أين أبدأ؟ خلني أفكر وأشوف! قلت لي أقرأ الرابط الفلاني وبين وبينك لم أقرأه بعد أن ظفرت منه بما أريد في لمح البصر وهو ما يلي:
نموذج قصيدة من قصائد بوسراجين في مدارة الشبواني :
ابــــــــــــدي بــــــواحـــــــد مــــطّــــلـــــع بـــالـــظـــاهــــره والـــبـــاطـــنــــه=ومـــطّـــلـــع بـــالـــحـــال يــامــعــبـــود تـــجـــبـــر كـــــــــل حـــــــــال
بــامـــرك تــقـــوم الـخــلــق لـــــي وســـــط الـقــبــور الـمـدفـنــه=والطف بنا في الحشر واجعل لي في الجنه حلال
صــلـــوا عــلـــى طـــــه الـنــبــي لــــــي هــــــو نــــــزل بـالـبـيـنــه=يـاسـعـد مـــن صـلــى عـلــى طـــه الـنـبــي مــولــى بــــلال
لمعلوماتك فإن أشهر عبد في جهة أرضنا هو عبد آل سعدون ( رحمه الله ) وهو شاعر قدير بمعنى الكلمة ولا يشق له غبار ولكننا لا نقول أن آل سعدون هم موالي ( جمع مولى ) العبد الفلاني ( لا يحضرني إسمه ) كما لا نقول عن شخص مفرد من آل سعدون أنه مولى العبد الفلاني. مولى في لهجتنا تقريبا تعني صاحب الشئ مثلا تقول من هو مولى السيارة اللي واقفة غلط وسادّة الشارع ... إلخ. فهل بو سراجين قد استخدم كلمة فصحى في شعره الشعبي ( وهي كلمة مولى ) ونعيب ذلك عليه؟؟؟؟؟ أعرف أن سيدنا بلال ( رض ) كان عبدا مملوكا لكن ألا يحق لنا أن نعلي من قدر الذات البشرية حتى لو كانت مملوكة ونرفع ملكيتها إلى أعلى من ملكية الأشياء الجامدة كالسيارة وغيرها؟
ثم أن كلمة نَبَـق مستخدمة في جهة أرضنا إلى اليوم والليلة وأعتقد أنها تختلف عن كلمة الدوم كإختلاف التمر عن ( الغاسي والنقض والفضح والمملي والرطب ... لا وقت للرجوع إلى قوقل ). الدوم هو ثمر السدر ( العلوب ) حتى بعد أن تمر سنة على تجفيفه أما النبق فهو الدوم الطازج الذي لا زال مصوّح في الأغصان أو الذي لم تمضي مدة يوم او يومين على قطفه. ولاحظ أننا لا نقول ( قطفِه ) ولكن نقول ( نوشِه ) ونقول أيضا ( أنبق الدومة ) بل ( وأنبق التمرة ) فالفعل هنا هو نَبَقَ ينبُقُ.
ثم أن اللهجة العامية أساسها كلمات عربية فصحى! هل تعيب على شاعر شعبي إذا إستخدم كلمة ( باب ) في شعره بدل أن يستخدم كلمة ( فِقْر )؟ وهل تعيب عليه إذا إستخدم كلمة ( شبّاك ) بدل أن يستخدم كلمة ( خلفِه )؟ وهناك أمثلة كثيرة مثل جزمه ــ حذيه؛ ظهر ــ فقــرة؛ خد ــ صنيف؛ طرش ــ قذف ... إلخ.[/RIGHT
كي تبقى قصائدك ذات طابع شعبي 100% ( غنائيات وخلافها ) تجنّب قدر الإمكان خلطها بمفردات عربية فصحى ولو نزولا عند متطلبات القافية
( مسرور )
يمكن لنا قصد خفي وهو إعادة إحياء لغة الضاد عن طريق ضخّها شويه شويه في الأشعار الشعبية
وصلوا عا النبي العدنان*بجاهه تسلموا من الحرق = عدد ما ينوح عا الاغصان*ويتناجا الحمام الورق
الا تلاحظ معي أن المقطع غير متواز مع بقية مقاطع القصيدة؟
( مسرور )
سامحك الله! خليتني أنزّل الميزان الرولكسي من بنكسه وبيتت أوزن هذا البيت فلم أجد به خللا. عليك أن تقرأ ( من الحرق ) على أساس أنها ( مل حرق ... حسب النطق ) وكذلك إقرأ ( على الأغصان ) على أساس أنها ( عل أغصان ... حسب النطق أيضا ).
والآن إلى بيت القصيد: قال لي أحد الزملاء أن مسرور ما هو إلا الشاعر القدير فلان بن فلان الفلاني وأنك لك أشعار حتى بمعرفات أنثوية!!!!! لقد إنذهلت في الواقع وقلت ((( ما فيه حد جويّد ))) وأيضا ((( ما فيه حد على نيّاته ))). إذا كان كلام زميلي صحيحا فإنك بهذا قد تفوّقت في التخفي على الدكتور جيكل والمستر هايد وأن شاء الله في الفطر بعد أن تعود لنا الحواس أحط الدكتور جيكل والمستر هايد في بيت شعر شعبي و ( خل من به ... تفتقش ).