عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2011, 08:58 PM   #1
أبوبكر محمود باجابر
شاعر السقيفه


الدولة :  حضرموت - المكلا
أبوبكر محمود باجابر is on a distinguished road
أبوبكر محمود باجابر غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة وراء الرماد

وقف على قبرها و قال :
" كثر محبوك إذ هان الحب يا شهرزاد إليك مني أنا و إن كنت الأخفت صوتاً والأجدب كفاً و الأقصر باعاً ولكن إنما هو الحب "
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رحلة وراء الرماد
---------------------

في ليلةٍ
تتنفس السكتات هادئة النسم
وعلى رصيف الصمت ترمي وجهها
تتسول الكلمات من ( لا شيء )
لا شيء فيها فالظلام هو الظلام
لا شيء غير بقية من ضوء
مصباحٍ شجيِّ الصوت يلحتف الرمادْ
في ليلة شتويةٍ
كانت تزفُّ بثوبها الثلجيِّ عاطرةً
ببرد نسيمها المعتلِّ بالصمت
المهيمن فوقها كالموتْ
الويل من كفر الشتاء
ومن تعاليم الثلوج
انظر هنالك فوق ذلك التلِّ بيتٌ
هامسٌ بالضوء يرتجل الكلام على خجلْ
ويبين بالكلمات يهزأ من وشاح الظلمة الأفاك
يذبح قهقهات الموج وهو الموجْ
كانت تمشِّط شعرها الداجي
بصمتٍ (شهرزارد)
كانت تحاول جهدها أن تنظر القمر المضيء
وراء أكوام الرماد
مرآتها الذهبية البرواز
تسأل مشطها العاجيَّ حيرى
ما بها ؟!
ما بالها ؟!
و هي التي من صوتها
تتسلل الألحان موسيقى
إلى وتر الحياة فيرتوي
وهي التي من بسمةٍ في ثغرها
ينساب سكرُ النور في الأرواح
يثملها فتغرق في محياه الجميل
كانت تمشط شعرها حيرى
و تسأل نفسها
هل عاد حقاً ؟
ما عليّ إذا فعلت ؟
يا سادتي يا من أمام المسرح الخشبي خرساً تجلسون
أمن الضرورة أن أضل بعدتي الأبدية الرعناء
يمضغني الكساد ؟ ( شهرزاد )
كانت تزفُّ إلى حبيب
ليس تعرف من يكون
قالوا لها يدعى ( السكون )
من أين جاء ومن يكون
هي ليس تعرف ( شهرزاد )
قبلت به
قالت : قبلتُ
وبينما هي هكذا
سُمع المنادي في البلاد
( يا شهرزادْ .. يا شهرزادْ )
و بلهجة الحسناء يهذي منشداً
( عاد الهوى عاد .. عاد الحبيب الأولي عاد )
وبصدمة المهبول قالت : ( من لنا إن عاد ؟ )
هل عاد حقاً لا تقلها ( عاد )
يا ( شهرزادُ ) أزيحي عنك الدمع واتشحي السواد
قد عاد ينفض عنه وعثاء السفر
من رحلةٍ تحت الرماد
تحت الرماد ..!
قد جاء يحمل بعدها بعض ( الرماد )
ليبثّه لك في اللقاء الأول الزاهي الزكي المنتظر
قد عاد يا أسفي فعادت شهرزاد
كالأمس تعصر من حناياها مياه الروح
تروي شاربِيها ويحها
و تموت كي تحيا البلاد

المكلا
2 سبتمبر 2011 م
  رد مع اقتباس