عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2011, 11:04 PM   #1
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

وقفات مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة مصطفى عبدالوهاب الهدار

وقفات مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة
مصطفى عبدالوهاب الهدار

لاشك أن من يقرأ السيرة بتأمل ويتمعن في مواقفه صلى الله عليه وآله وسلم مع العدو والصديق ومع الموافق والمخالف، يجد أن هذه المعاملات قد صبغت بصبغة الأخلاق النبوية التي اختصه الله بها من بين بريته (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم) فلو تأملنا مواقفه العظيمة في فتح مكة وفي حجة الوداع لرأينا من ذلك العجب العجاب فمن ذلك خلق التواضع.

قال عبد الله بن أبي بكر: «لما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذي طوى ورأى ما أكرمه الله به من الفتح جعل يتواضع لله حتى أنك لتقول قد كان عثنونة يصيب واسطة الرحل.
وقال ثابت عن أنس «دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعاً» [حديث صحيح].
وموقف وفائه لبني شيبة وإقراره على سدانتهم للبيت فقد جاء في سيرة ابن هشام أنه صلى الله عليه وآله وسلم جلس في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال: «يا رسول الله: أجمع لنا الحجابة مع السقاية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له، فقال: هات مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء وقال هو ده حدثنا الإعرابي عن رجل قال د عا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفتح شيبة بن عثمان فأعطاه المفتاح وقال له: دونك هذا، فأنت أمين الله على بيته [تاريخ الإسلام، ص576، دا ابن حزم].
ورحمته صلى الله عليه وآله وسلم بأهل قريش وعفوه عنهم مع إساءتهم إليه فقد طاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبيت وكان من خطبته فيه أن تلا قو له تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ورحمته بفضالة مع إرادته قتله، قال ابن هشام: «وحدثني أني فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضالة قال نعم فضالة يا رسول الله قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: أستغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه، قال فضالة، فرجعت إلى أهلي، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت: هلم إلى الحديث: فقلت لا، وانبعث فضالة يقول:

قالت هلم إلى الحديث فقلت لا
يأبى عليك الله والإسلام

لو ما رأيت محمد وقبيله
بالفتح يوم تكـسر الأصنام

لرأيت دين الله أضحى بيننا
والـشرك يغـشي وجهه الإضلام
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس