عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 01:34 AM   #433
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت 12/25/2011 أحمد علي باهبري


حضرموت قطر إسلامي عريق في إسلاميته وحضارته وثقافته وعاداته وتقاليده التي عمت مشارق الأرض ومغاربها والمتميز في ذلك الالتزام التام بالمبادئ والقيود الأخلاقية كالصدق والأمانة والنصح للمسلمين وهذا أمر يدفع بالسلوك الشخصي لكثير من الحضارم إلى أن يكونوا رواد في الطاعة والإخلاص لولي الأمر على مر الأزمان مع تقلب كل الأحداث السياسية، بدءاً من عهد السلطنات القعيطية والكثيرية إلى دخول الجسم الغريب على الأمة العربية ( المعسكر الاشتراكي ) الذي وضع نظريات ماركسية فاشلة أوهمت أصحاب العقول الضّالة أن هذا هو المسار الصحيح في رقي الشعوب إلى الأفضل ولكن صار خروج عن القيم الإسلامية التي شرّعها الله لعباده مثل القيم الإنسانية ومع ذلك فإن حضرموت أجبرت على الطاعة لولي الأمر فيمن تبقى من أهلها ولكن الأغلبية في تلك الفترة ارتضت بالمهجر.

وما يجري اليوم من أحداث وصراعات سياسية فأن حضرموت محروسة بعين الله تعالى من كل مكروه وأن دلّ على شيء فإنما يدل عما زرع من القيم والأخلاق والطاعة في أهل حضرموت المسالمين والملتزمين بما يرضي الله في خلقه.

إن العقول النشطة لديها القدرة على التعامل مع الرموز وهذا واجب وفضيلة عظمى كما إن العلاقات هي فن التوازنات الاجتماعية وهي تعبير حقيقي عن وعي الحضرمي وذوقه ومبادئه ومصالحه، لذا فأن من الواجب أن نمنح حضرموت الكثير من الرعاية والعناية التي تستحقها ولاسيما أننا في زمان يرتّب فيه كل شيء على أساس التفكيك والتهميش للمعاني الاجتماعية النبيلة والسامية مثل التلاعب بثرواتها وطمس الهوية.

إن بعض الناس يبالغون في التكتم والتحفظ ويضطرون في سبيل ذلك إلى الغش والمراوغة وهذا يجعلهم غير جديرين بالثقة، ومن وجه آخر يحرصون على تنميق الكلام لأنهم من خلال التحدث لا يعبرون عن ذواتهم فحسب وإنما يحققون وجودهم مع الغير ونكران الذات.

لا شيء كالإنجاز الذي يحقق الذات ويورث صاحبه التميز ويثري حياته ويمنحها طابع الثراء والتنوع.

ليس لأحد أن يدعي أنه حرر كل طاقاته الكامنة أو استثمر كل إمكاناته التي في حوزته سيظل لدينا شيء من العجز والقصور تجاه كياننا العريق.
ولكن مهما ضعفت تكافؤ الفرص ومهما انتشر الظلم وضياع الحقوق فإننا سنظل نبحث عن ذوو الموهبة والكفاءة والجدية والمثابرة من أجل أن نتخلص من حالة الإحباط التي تسيطر على الكثير.

وأنه لفخر يا أبناء حضرموت ونحن مدركون لحقيقة ما نتطلع إليه من مستقبل خالي من الصراعات والتقلبات السياسية بين الحين والآخر.
شدوا الهمة يا أبناء حضرموت القاطنين في أكنافها والمقيمين في الأقطار العربية وجنوب شرق آسيا وإفريقيا والدول الغربية هّبوا من أجل أرضكم الغالية أرض حضرموت الحضارة فهي تناديكم تناديكم تناديكم.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح