دور الحضارم في نشر الإسلام بماليزيا
بتاريخ : الخميس 25-03-2010 10:41 صباحا
شبكة الطيف - بقلم : عاشق الجنوب
نشرت صحيفة "الثورة" اليمنية اليومية، على موقعها الإلكترووني الصادر اليوم 24 مارس الجاري ما يلي بنصه وفصه: "رئيس الوزراء الماليزي السابق يشيد بدور اليمنيين في نشر الإسلام في ماليزيا".
قال رئيس الوزراء الماليزي"السابق"عبدالله بدوي أنه سيزور اليمن خلال الفترة القادمة, للإطلاع على المعالم التاريخية والآثار الإسلامية التي تزخر بها اليمن وقال في اللقاء الذي جمعه بسفير بلادنا في كوالالمبور أنه عندما زار اليمن في عام 2007م لم يكن لدية فرصة لزيادة تلك الأماكن.
وأكد بدوري على دور اليمنيين في نقل الإسلام إلى ماليزيا , مشيدا بالعلاقات التاريخية بين الشعبين وقال :أن هناك مكانة خاصة لليمنيين في نفوسنا" ووصف العلاقات الحالية بأنها قائمة ومستمرة ولها طابع خاص,وكذا نموها المستمر خاصة في المجالات الثقافية والاقتصادية.
وكان السفير المنتصر اليوم قد التقى بدوي في مكتبه الخاص في العاصمة الإدارية بوتواجايا وسلمه رسالة من دولة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء تتضمن دعوته لزيارة الجمهورية اليمنية.............!
تجدر الإشارة إلى أن بدوي الذي سلم رئاسة الحزب والحكومة إلى نائبة يشغل منصبا استشاريا للشئون الاقتصادية في مملكة ماليزيا. أنتهى
ونحن عبر موقع "شبكة الطيف" المحترمة نرحب بالسيد رئيس وزراء ماليزيا السابق، ونقدم تعريف ببلاده:
مملكة ماليزيا الاتحادية / العاصمة : كوالالمبور الموقع/: شبه جزيرة تقع جنوب شرق أسيا المساحة 329750 كم مربع /السكان : 23,522,482 نسمة /اللغة: اللغة الرسمية هي اللغة الماليزية تأتي بعدها اللغة الإنجليزية /الديانة : الديانة الرسمية في الدولة هي الإسلام / نسبة المسلمين فيها نحو 55% /العملة :الرنجيت ويعادل 0.265 دولار أمريكي /الطقس : استوائي طوال السنة
ونعتقد أن من حقنا التقدم لصحيفة الثورة بالسؤال التالي: أي يمنيين يشيد بدورهم السيد عبد الله بدوي، رئيس وزراء ماليزيا السابق؟ الحق أنهم الجنوبيون العرب من منطقة تعرف أمس واليوم بالجنوب العربي – نسبة للبحر العربي.
لكن يبدو أن تاريخ ومآثر الأجداد المهاجرين القدماء بجنوب وجنوب شرق آسيا - ما سلم هو الآخر من التحريف، بعد تحريف آيات الله تعالي. التي لم يبقَ أمام "الثورة" الصنعانية إلا أن تفاجئ بكرة أبناء الجنوب العربي لتقول لهم: أن أجداد رئيس الوزراء الماليزي العبقري الأسبق، السيد محاضر (وليس مهاتير) محمد، والسابق عبد الله بدوي، ووزير الخارجية الماليزي الأسبق علي العطاس من مواليد العرضي بصنعاء!
قليل من الحياء والخجل رجاءاً، فأنتم لا تخاطبون سكان مالطة...وإنما شعب الجنوب العربي، الواعي لتاريخه...ولا يمكن للمغالطة أن تفوت! ونرجو من الثورة نشر المقال التالي، لكاتب غير معروف الاسم، نطلب منه عذراً لإعادة نشرها:
الحضارم ناشرو الإسلام:
الحضارم (جزء من سكان الجنوب العربي بالجزيرة العربية)، دخلوا الإسلام في العام السابع للهجرة حين وفد وفدهم على النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه في مكة المكرمة، وهم أولئك القوم النبلاء الذين أوصلوا شعاع الإسلام إلى أقصى الشرق الآسيوي ليفتحوا (القلوب قبل الأرض....هناك بلا سلاح) فإن القينا نظرة على تاريخ هجرتهم خارج حضرموت وجدناه أكبر وأعظم. لقد وفقهم الله في نشر الإسلام (حتى أصبحوا أصحاب الفضل بعد الله في إسلام نصف مسلمي اليوم) ونشر الحرف العربي وتأسيس حركة أدبية صحفية بحاجة إلى من يتفرغ لدراستها. ولقد أصدر رجال الفكر والأدب الحضارم أكثر من عشرين صحيفة ومجلة في إندونيسيا وحدها، عوضا عن ماليزيا وسنغافورة وتايلاند وملاوي وبورما والهند وزنجبار والصومال وإثيوبيا وجزر القمر والفلبين. وهذا تراث عربي إسلامي أضاء جبين الأمم هنالك بأمجاد إسلامية عربية.
إن هناك ألكثير من الناس لا يعلمون أن للحضارم تاريخاً عريقاً ليس في التجارة فحسب، بل في الفكر والأدب والدعوة والفقه في البلدان التي استقروا بها ففي إندونيسيا وسنغافورا وماليزيا وغيرها من جزر شرق آسيا عشرات المؤلفات وعشرات الصحف وعشرات المعارك الفكرية التي ألفها وأصدرها وخاضها الحضارم. ومما يحز في النفس أن يتجاهل ويغيب في غياهب التاريخ اجتهاد الحضارم المجيد في خدمة الدعوة الإسلامية واللغة العربية والأدب العربي والذي تحدث عنه احد الكتاب المرموقين من منطقة الخليج وهو الكويتي الدكتور يعقوب الحجي، وذلك حين أصدر ذلك الباحث الكويتي كتاباً ضخماً عن حياة الشيخ عبد العزيز الرشيد الذي أتصل برجال الدعوة الحضارم هناك، وأختلط تاريخه بتاريخهم فكتب الدكتورالحجي في هذا الكتاب الذي صدر عن " مركز البحوث والدراسات الكويتية " سنة 1993م فصولاً مشرقة ومنصفة عن تاريخ الحضارم المجيد في إندونيسيا. وزين كتابه بصور من صفحات الصحف والمجلات التي أصدروها، وقال إن الحضارم المسلمين هم رواد الحركة الأدبية الصحفية العربية في المهجر الشرقي مثلما كان الشاميون المسيحيون أصحاب الفضل في تأسيس الحركة الأدبية العربية في المهجر الغربي " أمريكا " ولكن الفرق أن أحداً لم يدرس حركة الأدب والصحافة التي أسسها العرب المسلمون في الشرق وانصبت الدراسات على ما قام به العرب المسيحيون في أمريكا.
أهل حضرموت لم يشهروا سيفا ولم يجادلوا بالباطل، بل تسلحوا بعرى الأيمان وقدموا علما يسمى بــ (فن المعاملة) فصدقوا مع الله ربهم فسخر الله لهم قلوب العباد، فدخلت ملايين البشر أفواجا، فبالصبر واليقين كانت العزة لدعاة الإسلام من أهل حضرموت وعلى رأسهم (سادتهم آل البيت المحمدي)، وكانوا وما زالوا مصدر أشعاع في تلك البلاد، فحفظوا للناس حقوقهم فأوفى الناس لهم حقهم... فللحضارم هناك ميزات كثيرة تميزهم كعرق من ناحية انثربولوجية وفسيولوجية، فهم قد تفوقوا في دول شرق آسيا على أعتى جماعات الأعمال في جزر المحيط الهادي البعيدة، وقد ورسخوا –الحضارم- أعمالهم وحضارتهم ومعها دينهم الذي ساد تلك الأصقاع ومبادئهم المتسامحة.
وما زال السجل الحضرمي الجماعي و الفردي يزخر بأكثر الأفراد ذكاء وفي أكثر من مجال، وليس الأعمال والتجارة فقط بل والدينية والثقافية والاجتماعية والفنية والعلمية، والسياسية والنضالية لنيل استقلال تلك الأصقاع. فنالوا في تلك البلدان أسمى المراتب القيادية، ولهذا السلوك الحميد دخل الملايين في دين الإسلام حبا وقناعة..
لم لم يحتل ولم يعزل الحضارم أنفسهم عن المجتمعات التي هاجروا صوبها، بل هناك تزاوج بينهم وهناك صلة رحم وود، وانصهر الكثير منهم في تلك المجتمعات وصاروا من نسيج ذلك المجتمع وجزء من تلك الأمم فوفق منهم الكثير وواتجهت الأكثرية في جانب التجارة والحياة العملية، ولا شك إن الذي جذب أولئك الأقوام (الغريبة بشرق آسيا) إلى الإسلام ما رأوه من تعامل حسن ورجولة وفضيلة في سلوك أولئك التجار الذين قدموا إلى تلك البلاد بقصد التجارة والدعوة إلى الله، ثم تزاوجوا مع أهلها وأصبحوا منهم واتجه بعضهم إلى العلم والتدريس، فأصبحوا رعاة للمؤسسات الإسلامية هناك، ولا زال عطاؤهم الطيب يؤتي ثماره من مدارس وحلقات تحفيظ القران الكريم واللغة العربية .
وحين ابتدأت الهجرة الحضرمية إلى شبة الجزيرة العربية وبالذات إلى أرض الحجاز، دخلها الحضارمة، فجاءوها وعملوا كما عملوا في الشرق الأفريقي، واجتهدوا كما اجتهدوا في الوسط الآسيوي، وأخلصوا كما أخلصوا في اندونيسيا وماليزيا، فكانت أرض الحجاز مشهدا من مشاهد العطاء في السنوات العجاف الأولى، فكانوا أبناء لتلك البلاد المعطاء التي منحتهم (ممثلة بسماحة الموحــد عبدا لعزيز آل سعود) الثقة الكاملة والمطلقة نظرا لما ذيع عنهم من حسن المقال وحفظ الأمانة.
والحضارم قوم من العرب الجنوبيين أعطوا مساهماتهم المتواضعة في الحياة الفكرية العربية، ابتداء بالشاعر امرئ القيس الكندي، وأبو العلاء الحضرمي، وعبد الرحمن الغافقي، ومرورا بأبي عبد الرحمن ابن خلدون الحضرمي وعلي أحمد باكثير، وعبد الله بلخير الذي ساهم في الثورة الثقافية في المملكة العربية السعودية في الزمن القريب، و الكثير من ألمع رجالات الاقتصاد أمثال الشيخ سالم بن محفوظ الذي بنا إحدى أهم روافد الاقتصاد السعودية واحد أهم مراكز الصرافة بالمملكة التي مولت العديد من المشاريع الخاصة والعامة،
والشيخ جنيد عبد القادر باجنيد نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الأسبق خلال الفترة من 1963 إلى 1973 وأحمد سعيد بقشان ومساهمته في الثورة العمرانية بشكل ملفت وخصوصا في الحجاز، ومشايخ آل العمودي وآل بامعوضة الصيارفة الذين دفعوا رواتب الدولة في يوما ما، والكثير أيضا في المجالات العلمية مثل (باخشب) الذي أسس جامعة الملك عبد العزيز بجدة على نفقته الخاصة في بداياتها، وكذلك في المجالات الإنشائية التعميرية مثل الشيخ محمد بن لادن الذي أشرف على أعمال اطهر ثلاثة مساجد عمل فيهم لرضى الله غير مبالي بالأرباح والأموال، والعديد غيرهم ممن قدموا للمجتمعات التي عاشوا فيها خدمات جليلة نالوا عليها أجرهم.
ويتحدث الناس عن الكثير الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الاقتصاد والتجارة والصناعة، وكيف أن هذه الأسماء بدأت من الصفر ثم أمست من أعظم بيوت التجارة علاوة على ما يتسمون به من النزاهة والدقة في العمل والجلد والصبر والالتزام، ولذلك فقد كانوا هم اللبنة الأساسية في معظم المؤسسات المالية إدارة وتصريفا، فالعمل لديهم محترم ووقته ثمين والحقوق محفوظة والأمانة قائمة، ولا مجال للتلاعب بالزمن أو الأرقام.
ليس الحضارم عرقا خاصاً بل هم أخواناً لكل الجنوبيين والعرب . ركب أجدادهم البحار صوب شواطئ جديدة في شرق آسيا وفي أفريقيا منذ قرون بعيدة، وكانوا خير بني الأحقاف تمسكا بالدين ومحافضة على قيمه السامية شرفاً وأمانة. إن العقلية الحضرمية والتركيبة النفسية الحضرمية، تفرض على إخوانكم الحضارمة أن يكونوا أناس لا يعشقون المظاهر، فبينهم وبينها جفوة كبيرة، هم البسطاء في التفكير والعقلية والحياة والعيش، ميالون إلى الحياء والخجل كثيرا، يتحملون الأذى والمكاره بالصبر، مقرنين النعمة بالشكر والثناء. جدية في العمل وحرصا على المصلحة وسعياً نحو النجاح .
تاريخ الهجرة الحضرمية التي أتت بهم إلى بلدان الغير كان للحضارم فيها دور يعد الأهم بين جميع الأدوار الدعوية في نشر الإسلام فلن نكف عن تكرار مأثرتنا الكبرى إن الفضل بعد الله يعود للحضارم في إسلام قرابة نصف مليار مسلم في شرق آسيا والهند بالإضافة إلى منطقة القرن الإفريقي، إن الخصوصية الحضرمية، تلك العملية الاجتماعية المعقدة التي لم يفهمها ويقدر أهميتها البعض كانت هي العامل الأهم في جميع تلك النجاحات في بلاد الغير, وقد كانت دوما هي الرفيق الأول لكل حضرمي يهاجر من بلاده إلى أي صقع من أصقاع الأرض التي أناروها بعد ظلام.
فانشري المقال يا "ثورة" صنعاء مشكورة وقولي ولو مرة واحدة الحقيقة عارية كما هي، وذلك للتصحيح فقط- تمهيداً وترحيباً بزيارة رئيس الوزراء الماليزي السابق ذي الأصل الحضرمي عبد الله بدوي، الذي نعتقد أنه سيزور حضرموت، مسقط رأس أجداده، وسيجد فيها من ممارسات الاحتلال اليمني ما يشيب رأس الرضيع (علماً بأن رئيس الوزراء الأسبق محاضر محمد زار الجنوب وجامعاته في وقت سابق، ولم يطلع صنعاء، لماذا؟)
عاشق الجنوب –
عدن
25/3/2010