[سالم علي الجرو]

سمر في 63 صفحة

برع الدكتور عبد الله سعيد الجعيدي في محاكاة الشخصية الحضرمية والغوص في أعماقها فأخرج لنا بأسلوبه الممتع مكنونات هذه الشخصية وخصوصيتها السلوكية والثقافية في الفصل السابع ( سمر مكلاوي ) ص: 109 من كتابه: ( أوراق مكلاوية ) . إنه وإن كان يتحدث عن القبيلة التي لا تخضع لسلطة شيخ المشايخ ـ كما أشار ـ وإنما هي:
( تجمع طوعي شكلته صداقة السنين ، وأكدته زمالة العمل ، وغرسته تقارب الرؤى ، وسجله تمازج الحرف مع القلم ) .
إنها نخبة من الأكاديميين والمثقفين تراشقت بطلقات ذهبية من حلو الكلام يعكس طبيعة الشخصية الحضرمية وصفاته تحت عناوين أفردها منها:

لغتنا الجميلة وكيف نحافظ عليها
ليالي مِلاح ربانها مَلاح
الثقافة الجنسية وإشكالية النظرية والتطبيق
ودائما تقضي المقادير
سمر وسمسرة
حياكة الحكاية
هموم ثقافية وهم مثقفين
مواضع التواضع
جان في بيت شعبان
رجال في تنازل إلى زوال
والبخيل من لا يصلي على النبي
نساء فرّقن الرجال
لا تفرح بالورث يا موروث
سمر بمعروف أو فراق بإحسان

كتب بدعابة لا تخلو من نقد مبطن عن صفات ونكهة السمر ، بأسلوب يشدك إلى القراءة وربما تكرارها لبراعة الأسلوب وسحره.
***
في صفة التواضع التي وصفها يأحد ركائز مكارم الأخلاق استشهد بأنموذج وهو السيد محسن بن علي المحضار الذي غطى سفرة الطعام لضيوفه بأطايب الغذاء مما تشتهيه الأنفس وذهب بعيدا ليأكل مع الخدم ويترك غرفة الطعام لضيوفه لياخذوا راحتهم .
ومن النقد ، كتب: ( عزوف الجيل الحاضر عن القراءة وسطحية أفكاره ) ، ويعود القول إلى أحد أفراد القبيلة وهو الدكتور: باعيسى ، ص. 211
وعن البخل أورد النكتة التالية:
( ....يقال أن حضرميا حاول دعوة يهودي لدخول الإسلام ...) ، وانتهى المطاف إلى دخول الحضرمي الدياة اليهودية عندما علم أن الديانة اليهودية لا تحدد نسبة الزكاة فقد تركتها مفتوحة حسب همة اليهودي .
الميزة في كتابه الممتع أنه خرج عن السرد الروائي ـ كما أشار إلى ذلك ـ في المقدمة الدكتور: سعيد الجريري ، وأنه التصق بها فجاء شاهدا عليها .
كتاب من سبعة اقسام ( ... أشبه بمتحف من الكلمات ، له سبعة أبواب ، كل باب يمنحك دهشة مختلفة وطرافة ... )