عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2012, 03:40 AM   #38
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

السفير برس – نجيب الغربانئ

وقفت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها ضد الثورة اليمنية 1962م من خلال وقوفها العلني بجانب حكم الامامة المتمثل في آل حميد الدين، وبعد نجاح الثورة في 26 سبتمبر 62م رفضت الاعتراف بالجمهورية، وظل النظام السعودي يُحارب الثورة حتى اعترف بالامر الواقع عام 1970م، واعترف بها كآخر دولة عربية تعترف بالجمهورية العربية اليمنية آنذاك..
بعدها ظل النظام السعودي يعمل على اجهاض تقدم اليمن وتطوره وبناء دولته على طول الخط، وعمل على اللعب بالعديد من الاوراق السياسية والامنية منذ وقت مبكر، وصولا الى اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي ومشروعه المدني الحديث، وشهدت فترة الغشمي صراعا محتدما بين شمال اليمن وجنوبه انتهت بمقتل الغشمي وسالمين في عمليات اغتيال يشوبها الكثير من الغموض ولاتعرف الكثير من تفاصيلها حتى اليوم..


وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وجد الرئيس علي عبدالله صالح فرصته وحظى بدعم كبير من قبل القوى القبلية والتقليدية من جهة، ومن ال سعود من جهة ثانية؛ كقوى معادية لمشروع الدولة المدنية الحديثة التي كان يسعى الشهيد الحمدي لارسائها في اليمن..
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي الكبير محمد حسنين هيكل فان السعودية قامت بدعم نظام الرئيس علي صالح المتناقض وغير الحامل للمشروع النهضوي؛ رُعبا وتخوفا من شيء إسمه اليمن السعيد، وتنفيذا لوصية والدهم المؤسس “اذا نهض اليمن فاقرأوا الفاتحة على مملكتكم”..


وبعد الوحدة بسبعين يوما فقط وقعت احداث الثاني من آب/ اغسطس 1990 وأوقفت كل المباحثات الحدودية اليمنية السعودية، الامر الذي هيئأ للسعودية الفرصة للانقضاض على اليمن في تحقيق الاهداف الخفية التي ترددت باعلانها عند قيام قيام الوحدة اليمنية، وجعلت موقف اليمن من دخول القوات الاميركية الى الخليج لاستعادة الكويت من العراق مناسبة لتصفية حساباتها مع اليمن، حيث قامت (السعودية) بطرد مايُقارب اثنين مليون عامل (يمني) من المملكة، واصدرت قرارات مجحفة بحقهم، وحرمت الأيدي العاملة اليمنية من الامتيازات الاستثنائية التي كانوا يتمتعون بها منذ اتفاقية الطائف عام 1934م.
ترتب على هذه الخطوة التي يمكن وصفها بالتأديبية او الانتقامية؛ العديد من النتائج الاجتماعية والاقتصادية على اليمن، ولم تكتفِ بهذا فحسب بل قامت بنشر الكثير من قوات التحالف غير الرئيسية على طول الحدود مع اليمن، وأنشأت العديد من المدن العسكرية في الاراضي اليمنية التي تسيطر عليها منذ العام 34م وهي عسير ونجران وجيزان وماجاورها، واخترقت الحدود اليمنية اكثر من مرة معلنة غضبها وانتقامها من ناكر الجميل (اليمن)..