عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2012, 10:09 PM   #469
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ملتقى حضرموت .. مسيرة ومعوقات - بقلم : عباس محمد باوزير

الأربعاء, 28 آذار/مارس 2012 17:59

المكلا – لندن " عدن برس " -

تقف حضرموت اليوم على مفترق طرق ،فانهيار منظومة الأمن التي سادت فيها وعرفت بها كابراً عن كابر وتفشي واستشراء عادات وافدة خلال العقدين الأخيرين الأمر الذي أدى إلى اختلال العقد القيّمي الاجتماعي واوجد بالتالي إرهاصات لثقافة جديدة كانت منبوذة في العرف الأخلاقي والاجتماعي الحضرمي


فكان لابد من وقفة يستجمع فيها الحضرميون موروثهم عله ينقذهم من متاهات الغفلة هذه لأنه في حالة مثل هذه تكون الجذور وحدها هي ماتجعل جسم البناء واقفاً في وجه كل الرياح العاتية القادمة من الغرب! والتي تحاول ما استطاعت ان تطوّح بهذا الموروث فتجعله هشيماً تتقاذفه التيارات يمنه ويسره بعد ان تـُصدع الوشائج التي تربط هذا الجسم بتلك الجذور فيصبح هذا الجسم جزيرة معزولة عن أرضه قيمة وانتماء وأصالة .

ومن اجل هذه الوقفة واستشعاراً بالقيمة والرمز استُحدثت أشكالاً من الفعاليات والمبادرات كلها تدعي (وصلاً بليلى وليلي لاتقر لهم بذاك) جانبت هذه الفعاليات جادة الصواب بتطعيم مقصدها اغراضاً اخرى متعددة وان نسجته ووشته بزخرفات مصلحة حضرموت والحرص على مقدراتها ، متناسين ان المثل الحضرمي يقول (ان صاحب الحاجتين كذاب والثالثة منافق) فكيف يجتمع كذاب ومنافق على فعل الخير ان لم يكن وراء الأكمة ماوراءها .. والشيطان يدخل في التفاصيل!!

ولأن الناس في حضرموت - على طبيعتهم وعفويتهم – إلا انهم اذكي من ان تنطلي عليهم مثل هكذا مبادرات أو فعاليات لان صادق النية لايبتغي من عمله جزاء ولاشكوراً وهذا مايفسره استعار القوم حين علموا ان بعض أبناء حضرموت بعد ان اخذ اليأس بهم كل مأخذ من دعوات كتلك وادعياء كأولئك ، عادوا إلى الموروث استلهاماً واستنجاداً لانه حسب زعمهم هو المغيث في المتاهة وهو المنجد في الملمات وهو الجامع في الشتات ولكنهم هذه المرة لم يكونوا مجرد مقلدين أغبياء ،فقد اعتبروا ان العودة إلى الموروث والجذور لايقطعهم البته مع معطيات ومتطلبات الحاضر، بل ان المواءمة والتناغم بين الاغتراف من منهل الأصول يعطي للعود طراوه وعافية حيث تسري الحياة فيه وتغطي الأوراق كل غصونه التي تزداد اخضراراً حين تلامس هذه الأوراق شمس الحاضر بكل ألقه وتوهجه . عندها فقط يتسامق العود ليصبح دوحة تظلل كل الناس وتطاول الأغصان في تسلقها للشمس اقرانها حتى تباهى السحب هامة وشموخاً وسناء بجذور راسخة وجذع صلب قوي صامد في وجه كل الرياح وان اشتدت .

وهو ماكان من خطوات واكبت إنشاء ملتقى حضرموت للدعوة للأمن والأمان والاستقرار حيث تعالت أصوات صادقة وتداعت تطالب المرجعيات التاريخية الاجتماعية لحضرموت تطالبها بدعوة مكونات المجتمع للتنادي والاجتماع من أجل أمن حضرموت وأمانها واستقرار أهلها والدفاع عن مصالحهم في الوقت الذي عزت فعاليات وأشكال مدنية أخرى ان تكون مرجعية بديلة!

وكان من الطبيعي ان يظهر مناوئون لهذا الملتقى أو القادم الجديد ، فمصالح البعض ستتضرر من هذا الوليد الذي يرون فيه ان وجوده يحرمهم من (الميراث) ويحجبهم عنه ، كما ان البعض الآخر لايرى مكاناً له فيه حين النظر إلى ظاهر الصورة دون الغوص في عمقها فالدرر لاتظهر للمتجول على الشاطئ بل تحتاج لغواص ماهر يسبر أعماق اليم كي يعثر على مكمن اللؤلؤ في المحار الحاوية عليه!

ولكن الصورة لها أوجه متعددة تختلف باختلاف زاوية الرائي ، اغبشها وأكثرها ضبابية حين يقف حائل ما حاجباً لجزء منها فلا يظهر منها إلا الذي تسلطت عليه الأضواء واحتجب أو انعدم الجزء الآخر عن مسار الرؤية وهذا اسوأ الحالات لكل صاحب بصر في حين ان ذا البصيرة لم يأل جهداً في إزاحة العوائق وكل مايقف أمامه دون الرؤيا. فالملتقى قد أوضح في كل بياناته الرسمية والصحفية منها انه لن يهمش أياً كان من مكونات المجتمع الحضرمي المدني والقبلي أو منظماته وتكويناته المدنية الأخرى . ولكن رغم كل تلك الإيضاحات والتطمينات لازالت فئة من الناس لاتريد ان ترى من الكأس إلاّ فراغ جزئه بينما يقف فريق آخر متعمداً أمام عائق يحجب عنه الجزء الملأن! فهل يستقيم الظل والعود أعوج؟ وكما ذكرنا في المستهل فحضرموت اليوم واقفة على مفترق طرق ومنعرجات متعددة وكل طريق به من العوائق مايجبر الكثير على التراجع والنكوص ولكن أصحاب الهمم العالية –على قلتهم- وحدهم القادرون على خوض المغامرة ومجابهة المعوقات فالغرض قيّم ونبيل والقضية رفعة حضرموت وعلو شانها التي تهون أمامه أي مشكلة وان عظمت لانه :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... ولانامت أعين الجبناء

رئيس اللجنة الإعلامية والناطق الرسمي لملتقى حضرموت للأمن والاستقرار

المكلا – 27 مارس 2012م
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح