عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2012, 02:22 PM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي المحبة والوفاء والتفاهم والتسامح .. هي البلسم الذي يدفع الشعراء إلى السمو في واحة الإبداع

المحبة والوفاء والتفاهم والتسامح .. هي البلسم الذي يدفع الشعراء إلى السمو في واحة الإبداع


الخلاف أو الاختلاف بين المثقفين أو المبدعين أو الشعراء أو حتى بين الناس البسطاء العاديين أمر طبيعي وفطري لابد وأن يحدث عندما تختلف زوايا الرؤية للقضية الواحدة لدى أكثر من شخص فكل يرى منظوره ورأيه هو الصواب ، وهنا عند الأمم الواعية يبدأ الحوار والنقاش والتفاهم للخروج باتفاق أو افتراق بحيث يحترم كل طرف في الحالتين وجهة نظر الطرف الآخر ، ولكن عند الأمم المتخلفة يبدأ الحوار الإقصائي مفرط الأنانية محدود الأفق سطحي التفكير والذي ينتهي بـ " إما أنا أو أنت " أي لابد ان يقصي طرف الطرف الآخر ويتهمه بالتخلف والجهل والقبح وسوء السلوك ويوصمه بأرذل الصفات والعبارات .. وهذا هو الفرق بيننا وبين الأمم المتحضرة فهم (( يساعدون الفاشل ويساندونه حتى ينجح ، ونحن نحطم الناجح ونهدمه حتى يفشل )) .

والمطالبة بمحاسبة الشاعر على ما اقترف من جناية في شعره كما يراها البعض أمر غير ممكن لأن الشعر إبداع فني متعدد التفاسير والتحاليل والتآويل لا تستطيع الاحاطة به او سجنه في تفسير واحد.. مثل هذه المحاسبة على مر التاريخ لا تنطبق نهائيا على الشعر والشعراء ، ولكنها تتحقق على الناثرين .. فالشاعر كما يعلم الجميع يجوز له ما لا يجوز للناثر ولا للعالم ولا للمؤرخ ، يجوز له الإبحار بخياله والتهويم والعوم كيف يشاء والتحليق في سموات الإبداع كيف يشاء ويلغز ويرمز ويرتدي القناع في حالة الرقيب الحكومي او السياسي كيف يشاء ، وبإمكانه ان يلعن الحكومة أوالرقيب أوالسياسي فنيا دون ان تستطيع الحكومة أو السياسة الإمساك به متلبسا بنقدها او فضحها أمام الناس .. الشرط الوحيد على الشاعر هو ان يحسن الصياغة والأداء الشعري وأن يبدع في فنه وماعداه مقبول منه الكذب مثل الصدق كتعبير عن الواقع والالتفاف فنيا كالاستقامة وغيرها .. لذا أن يتحول شاعر ما الى ضابط لمباحث أمن الشعراء أو بوليس آداب الإبداع الفني فهذا غير غير ممكن !! ..

الأجدر بنا كأسرة إبداعية وفنية وشعرية واحدة أن نغض الطرف عن هفوات بعضنا البعض لا ان نجسمها ونكبرها ونعرضها ، ومن منا لا يخطأ !! . (( كفى المرء نبلا أن تعد معايبه )) كما قال الشاعر .
فاذا تجاوزت انا اليوم عن أخطاء أخي ، غدا هو يتجاوز عن هفواتي .. وهكذا نتعايش ونتقارب ونكمل بعضنا بعضا .. لا بالتحاسد او التباغض او الكراهية فهذه الصفات ممقوته ومرفوضة من الجميع .

أرجو من أخواني الشعراء المعنيين تهدئة الأمور وتوسعة الصدور لتقبل بعضنا البعض .. وهكذا نمضي أحباء وأخوة وأصدقاء تجمعنا الأسرة الحضرمية الواحدة والمائدة الشبامية المعطاءة ..

آمل من أخواني الشعراء في سقيفتنا الغراء القبول بما طرحته والاستجابة لهذا النداء المتزامن مع التغييرات الادارية والاشرافية الجديدة والتي ستدفع بالسقيفة خطوات الى الأمام وتمنحها السمو في دروب الابداع الأدبي والفني والشعري ..

مع التكرم بقبول خالص تحياتي وتقديري ..
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس