عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2012, 01:37 AM   #89
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


النخب اليمنية وقضية شعب الجنوب

الإثنين , 2 أبريل 2012

تتذاكى معظم النخب المثقفة اليمنية من كتاب وصحفيين وسياسيين واكاديميين الخ ، وبشعور أستعلائي متشنج في احاديثهم وكتاباتهم حين يتناولون قضية شعب الجنوب ، او حين يوصّفون واقع الحال المستجد لديهم اليوم والموقف من القضية ، او حين يستشرفون – يتوهمون بالأصح – مآلات قادم الأيام ومسار القضية في نفق تلك المآلات القادمة ...قلت يتذاكون بأستعلاء متشنج منطلقين في هذا التناول او ذاك التوصيف و \"الأستشراف \"

من نزعات نفسية مغرقة في ذاتيتها تعبر عما تكنه النفس – الأمّارة بالسوء – من رغبات وامنيات اكثر من كونها قناعات لها شيء من الموضوعية او ارادات تضع شيئا من الأعتبار والأهمية لحقائق الواقع الجاري اليوم على ارض الجنوب – ارضا وانسانا – عند التناول التحليلي التوصيفي لقضية شعب الجنوب او الأستشراف المستقبلي للقضية في قادم الأيام .

ربما تشجعهم مواقف بعض الدول الأقليمية والدولية اليوم تجاه قضية شعب الجنوب في استمرارية اذكاء حالة التمني – الوهم - لديهم اكثر مما تشجعهم حقائق الواقع اليمني المضطرب وحقائق الواقع الجنوبي الثائر في وضع حد لتدافعهم وجريهم وراء الأوهام – التمنيات - ، فمهما حظيت المصالح من اهمية واولوية قصوى لدي الدول صاحبة المصالح ، الاّ ان هذه الدول لايمكن لها ان تستمر في تجاوز حقائق الواقع ومجرياته المتحركة وتجازف بمصالحها في منطقة مضطربة سياسيا واجتماعيا وبيئة تفتقد للأمن والأستقرار وقابلة للأنفجار كما هو عليه الوضع اليمني والجنوبي اليوم ومهما طال زمن تجاهل ولامبالاة دول الأقليم والعالم لقضية شعب الجنوب فلا مناص لهذه الدول من ان تعود لتتعامل بطريقة اخرى مع حقائق ارض الواقع خدمة – بالطبع - لمصالحها هي ،

وحقائق الواقع في الجنوب اليوم – ارضا وانسانا - تقول انه لايمكن ان تتحقق مصالح دول الأقليم ودول العالم في هذه المنطقة طالما هناك شعب له قضية بحجم قضية شعب الجنوب ، ونضال يأخذ طابعه التصاعدي بحجم نضال شعب الجنوب الذي يناضل من اجل نيل حقه في تقرير المصير والتخلص مما هو فيه من وضع كارثي على كافة المستويات منذعام 1994م

، وقد دلت الأحداث الأخيرة التي جرت على ارض الجنوب وخصوصا يوم 21فبراير على مدى قدرة هذا الشعب على فرض ارادته على ارضه بالرغم من الحصار الاعلامي لطمس واخفاء تلك الارادة ، وحجم آلة القمع والقتل العسكرية التي وجهت في ذلك اليوم ولازالت توجه الى صدور ابنائه وشبابه ، وكما استطاع هذا الشعب فرض ارادته على ارضه وافشل ما سمي بالأنتخابات الرئاسية فهو قادر ايضا على تطوير وسائل النضال لرفض اية مشاريع جارية او قادمة تنتقص من حقه المشروع في تقرير مصيره وامتلاك ارادته بنفسه دون وصاية عليه من هذا الطرف او ذاك .

وبغض النظر عما ستقودهم اليه احلام وأمنيات ورغبات النخب المثقفة اليمنية من مصير ونهاية ، قد لايتوافق ذلك المصير مع تلك الاحلام ، فلهم كامل الحرية في ان يحلموا وان يبنوا بيوتا من الأوهام \" الوحدوية \" ما شاء لهم ان يبنوا ، ولكن ما لانقبله لهم – مصلحة وخدمة لهم ولشعب الجنوب – هو ان يستمروا في اعتماد نظرية جوبلز كدليل لهم حين يحللون ويوصّفون قضية شعب الجنوب ...تلك النظرية القائلة اكذب ..ثم اكذب ...ثم اكذب حتى يصبح الكذب حقيقة !!

ولن يصبح الكذب حقيقة ابدا ، فالكذب والخداع والوهم سيبقى كذبا وخداعا ووهما ، وقد جربوا هم حالة التعاطي مع الأكاذيب الممنهجة والمعتقة حين كانت تمارس عليهم من أعلى هرم الى ادناه في السلطة القديمة / الجديدة طوال 30 عاما ، ليصحوا بعد ثلاثة عقود من الزمن ليعلنوا للعالم بأنهم ،كانوا مخدوعين ، وكم كانوا هم ضحايا لآلة الكذب الرسمي والتعاطي والتماهي مع الوهم والخداع ،

فثاروا – او هكذا قالوا – مطالبين بأسقاط النظام الذي كان يفطرهم ويغذيهم ويعشيهم كذبا ووهما ، ناهيك عن وجبات اخرى كانت تقدم لهم بين كل وجبة واخرى من سلوكيات مشينة وتفكير اعوج وغير ذلك مما جعل البلد يوصف في التقارير الدولية بانها بلد هشة ومنهارة ، وتكشّفت لهم حقائق مرة ، واتضحت وقائع مخزية واشياء اخرى كانت تمارس في غاية السوء ،كانت غشاوة الأكاذيب والأوهام المسلطة عليهم تحول دون ان يدركها ويعرفها هؤلاء الذين يحاولون اليوم بدورهم ممارسة الكذب وانكار الحقيقة حين يتحدثون عن قضية شعب الجنوب بتسطيح متعمد وتقزيم لجوهرها او حصرها في مظالم ومطالب حقوقية .

اذن هذه النخب \" المثقفة \" اليمنية من كتاب وصحفيين ومثقفين وسياسيين الخ ، كانت لهم تجربة قاسية مع التعاطي مع الأكاذيب والأوهام والخدع السلطوية التي اوصلتهم الى ماهم فيه من حال ، فحري بهم اليوم وهم يكتبون او يتحدثون عن قضية شعب الجنوب ان يقولوا الصدق والحقيقة ، ويتجنبوا اعادة انتاج الكذب والوهم من جديد والتعاطي به مع هذه القضية العادلة والمشروعة والواضحة ، ويتجنبوا انتهاج انكار الحقائق على ارض الواقع الجنوبي .

وبعيدا عن شعارات تزييف الوعي ، ومقولات التنظير المعلبة – الوطنية منها والقومية – عليهم ان يروا واقع الجنوب اليوم كما هو يتفاعل على الارض وفي نفوس الجماهير لا كما يتخيلون او يتوهمون ، واقسى مافي هذا التخيل والوهم الأعتقاد ان قضية شعب الجنوب قد انحلت في نظرهم بتعيين رئيس جنوبي \"للدولة \" اليمنية ، ورئيس وزراء جنوبي \" لحكومة \" اليمن ، فيا للمهزلة!
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس