لنُبْقِي حَبْلِ المَودَّة بيننَا مَوصُول
الخميس , 3 مايو 2012
اليمن لليمنيين وحضرموت للحضارمة وعدن للعدنيين والبقية بٌصرهمْ
لا أريد الخوض في التاريخ حول اليمن وحضرموت فهذا الأمر محسوم ،فاليمن يمن وحضرموت حضرموت وكلاهما بلدان كما جاء في الأثر ( وأرسل معاذ ابن جبل لتعليم أهل البلدين اليمن وحضرموت ) وفي وفود حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوح التام وما جاء في بعض الكتب السماوية نِعم الدليل ،وكما جاء في كتب التاريخ القديمة والمعاصرة زيادة في الخير،
وقد اوضحنا في مقالات سابقة أن اليمن عند العرب تعني الجنوب والشام تعني الشمال ،لهذا ممكن ان نطلق على السودان يمن ونطلق على مصر شام وهكذا ، وطالما اختار من سكنوا تلك المنطقة هذا الاسم الجهوي ( اليمن ) كهويةً لهم فهذا شأنهم إنما هو في الأصل لا يدل على هوية ، والمعروف أن معظم هويات العالم كان منبعها إما اسم لقبيلة أو اسم لمؤسس تلك الدولة أو اسم لمنطقة تاريخية ،
ولم يذكر اسم اليمن في أي نقوش سبئية على الإطلاق وقيل أن من سماه بذلك هم الأحباش،والتاريخ واضح والْسِنَة التاريخ الصادقة غير المزورة والموَّلة واضحة لمن أراد ذلك وقد طالبنا عقد ندوة قوامها مؤرخين يمنيين ومؤرخين حضارمة ومؤرخين عرب ومستشرقين كحكام وشهود عيان ليتضح الحق من الباطل ولتنجلي الغمة لدى البعض ولازال عرضنا قائماً ،
ولكن هناك ما هو أهم من ذلك كله ،ألا و هي الجيرة الطيبة والأخوة والمحبة الصادقة،فنحن وإن كنا بلدان بلاد اليمن وبلاد حضرموت وشعب يمني وشعب حضرمي فهذا لا يمنع ان تكون علاقاتنا اكبر وأفضل من أن نكون تحت مظلة دولة واحدة ،فسنة الله على ارضه مذكورة في كتابه الكريم بقوله سبحانه وتعالى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، لا أن تتقاتلوا ويأكل بعضكم لحم اخيه حيا وميتاً كما حصل ولا يزال، فيغزو ارضه ويهتك عرضه ويستحل دمه وماله ويطمس معالمه ، والتعارف تندرج تحته عدة أصول منها الاحترام المتبادل والتعاون والمحبة وأواصر الإخوة والقربى،
العلاقة بين حضرموت واليمن
يجب أن تكون العلاقة بين اليمن وحضرموت علاقة متينة، تبنى على المحبة والاحترام وتبادل المصالح ، فالذي يجمع بيننا اهم من وطن واحد وجواز سفر واحد ورئيس واحد وعلم واحد ،إن ما يجمع بيننا ديننا الحنيف ولساننا العربي والجوار،فلنحترم كل ذلك ،لصالح الأمن والاستقرار والسلام للمنطقة كلها.
جرى ما جرى وتم ما تم وعشنا سوياً طوال الفترة الماضية نعاني من كل الويلات التي بٌلينا بها وإياكم ولله الحمد على كل حال ، ونسأل الله ان يحاسب من كان السبب في جمعنا على الباطل لا على الحق حساباً عسيرا،فالوحدة التي تم جَمعنا فيها كانت وحدة باطل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولنكن واقعيين ومنصفين ، فلا اُستشِرنا نحن ولا أنتم فكانت علينا وعليكم وبالاً ، فأهداف الطرفين حينها كانت أهدافا غير نبيلة إطلاقاً كما هو حالهم وكما هي نفوسهم المريضة.وللتوضيح فحضرموت لم تدخل في وحدة معكم ابداً حيث انها كانت محتلة من الجنوبيين ولا تزال تحت الحماية البريطانية حتى اللحظة.
لقد حصحص الحق ،
لو سُأل فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور وفخامة رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة علىَ قيادات المشترك من احمري إلى ديلمي إلى صوتي إلى تيسي علىَ الزعيم الصالح على فرقة حسب الله،صوفي على بركاني على رعوي على شامي على صامولي، عن الوحدة وتحدثوا الصدق سيقولون بإجماع، الوحدة لم تتم أصلاً، وهذا هو الواقع ،
وما يجري من قبِلهم ليس إلا محاولات كِسب الوقت الضائع لربما فيه تحصل معجزة كما يظنون ويحلمون، وإما لمصالح آنية يريد البعض تحقيقها في ما تبقى من وقت من بيع بعض المسروقات والمنهوبات خصوصاً الأراضي في حضرموت التي نهبها المؤتآمريون على المصالحيون!
وهؤلاء بالذات كان الأحرى بهم خوف الله في أفعالهم فهم يتحدثون بلسان القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة كما يدعون ويروجون ولكن الأفعال عكس ذلك تماماً ،أيضا هناك البعض منهم ممن لهم سلطة على حقول النفط يتوقون لزيادة نهب كم برميل من النفط وكم طن من الأسماك في هذا الوقت المتبقي .لكنني أجزم بأن الجميع يدركون أن فك الارتباط بيننا أصبح وشيكاً وأمراً واقعاً تدركه العقول والأبصار.وجميعهم حزموا الأمر وما بقي إلى حزم الحُزمْ والمغادرة بسلامة الله وحفظه جوا أو بحراً اوبراً.
نحن نتمنى ان تنتهي هذه العلاقة غير الشرعية والتي تمت في عام 90 بتصرفات حمقاء غير مسئولة وغير ناضجة ممن كانوا متسلطين ومتسيدين على الجانبين بالظلم والجور والبهتان ، نتمنى ان تنتهي على خير وسريعاً ، لأنه كلما طال عمرها زاد ظلمها وجورها وتعمقت الكراهية المحسوسة حاليا للأسف بين الشعبين والتي لا ينكرها إلا كاذب ومنافق ولا يتمنى الخير للشعبين اليمني والحضرمي على السواء .
ولسنا هنا نطالبكم أخواننا الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية حكاماً ومحكومين بالرحيل من ارضنا اليوم ،لأننا لا نعتقد أننا سنجد آذاناً صاغية اللحظة ، فمن يتسيدوا الحكم اليوم عليكم وعلينا هم حكام الأمس مع بعض التعديلات .ولا فرق يظهر في العملية التجميلية التي تمت ،كما هو المصطلح في عمليات التجميل ( قبل وبَعد) فقبلهم مثل بَعدهم وبَعدهم مثل قبلهم . وكما أشرت بعاليه أن القناعه بحتمية الرحيل موجودة ولكن لم تحن الفرصة لاتخاذ القرار لما ذكرناه من اسباب آنفاً ، ولكن لابد من أن يأتي القرار عاجلاً أو آجلاً برضاءٍ أو إكراه ولن يطول ذلك بل أعتقد انه لن يكمل عامه.
فما يجري على أرض دولة حضرموت المحتلة وعلى عدن وعلى ارض الأشقاء الجنوبيين من رفض شعبي عام لتلك التي يطلق عليها وحدة، والرغبة العارمة لفك الارتباط، لا يدع مجالاً للشك أن فك الارتباط سيتحقق قريباً بكل تأكيد ، ولا يغركم الحراك وحجمه فهو ليس إلا جزأً يسيرا وتعبيراً محدودا للرفض الشعبي العام .وهذا هو مربط الفرس الذي دعاني لكتابة هذه المقال للنصح وللدعوة والإرشاد.
ستغضبون من ذلك وهذا بديهي فالفراق صعب خصوصا في هذه الحالة التي ربطها البعض بمصالح مادية دنيوية رخيصة.
لكن ذلك سيكون سهلاً متى ما تركنا الأنانية جانباً وأحببنا لبعضنا ما نحب لأنفسنا ، فكما تحب أخي اليمني وطنك اليمني وتتمتع بهذه العبارة وتتلذذ بها ، دعني أنا الحضرمي احب وطني الحضرمي وأتمتع به وأتلذذ بترديد هذه الكلمات الرائعة كوطن وهوية (حضرموت) فهي تعني لي أنا الحضرمي كما تعنيك كلمة يمن وقد تكون أكثر فحضرموت بها عبق التاريخ الضارب في القدم حضرموت ارض هود وقحطان وحضرموت ، دعني اخي اليمني أتمتع بهويتي وأتمتع بحكم وطني ،اتمتع بحريتي وأتمتع بنشيده الوطني والنظر إلى رأيته تخفق بين رايات الشعوب ،و بحاضرة وتاريخه و بما حباني الله فيه من خير ، وهذه سنة الله على أرضه .
إن التشبث باحتلال حضرموت لن يزيد كم إلا خسارا، فاللعبة انتهت ، او كما يقول الخواجات The game is over.
علاقتنا بالأشقاء الجنوبيين
لاشك أن علاقاتنا بالأشقاء في جنوب اليمن اوفي الجنوب العربي كما يتم الترويج له الآن ، أكثر متانة وبعداً من علاقتنا بكم إخواننا اليمنيين في شمال اليمن ( خصوصا علاقتنا بالإخوة العدنيين)لأسباب ترابط الحدود وعدد من السنوات تحت حكم الاحتلال الإنجليزي وعدد من السنوات العجاف تحت ظل دولة مارقة تزيد عنكم بثلاثة وعشرون عاما تقريبا،و لكنهم للأسف لم يعتبروا لتلك العلاقة ،فقد عانينا منهم منذ نوفمبر 67 المشئوم يوم احتلال حضرموت وحتى 90 (الأشأم) منه ،
فمن ذهب بنا من سفهائنا إليكم في عام 90 هم من ذهبوا بنا في عام 67 إليهم ، والخبيثة لا تلد إلا خبيثاً . وما لقيناه من إخواننا الجنوبيين ( لا نقصد بذلك العدنيين أهل عدن وأصحابها ) قد يكون أكثر جوراً وظلماً فقد دخلوا بلادنا بالقوة واحتلوها تحت وطأة السلاح وبمساعدة حكامكم في الستينيات وبمساعدة الإنجليز والشيوعيين والناصريين والكنائس الهولندية التي لها ثأراً مع الحضارمة في شرق آسيا ، كيف لا وقد خسرت تلك الكنائس مليارات الدولارات لتنصير الآسيويين ،
فيأتي الحضرمي ليمحوا جهودهم وأمانيهم كلها،،، !. كل هؤلاء مع حكامكم في شمال اليمن من أحياء وميتين الذين ساندوهم علينا في الثلاثين من نوفمبر 67 ذكرى احتلال حضرموت الثاني ، فقد كانت حضرموت على موعد مع استقلالها في يناير عام 1968 م ولكن المؤامرة من قبل الأشقاء الجنوبيين بتوجيه وتوصيات ممن ذكرنا من أهل المصالح الخبيثة استبقوا الحدث العظيم الذي كان ينتظره الحضارمة بشهر واحد فقط، فقاموا باحتلال حضرموت بقيادات من سفهائنا .فحُرمت حضرموت من يومها العظيم كبقية شعوب الأرض . وهذا بسبب (الأشقاء) الجنوبيين سامحهم الله.
أما أنتم فقد كان احتلالكم لنا نتيجة طبيعيه لمؤامرة الثلاثين من نوفمبر 1967 ،عبر استغلال غباء من كانوا يتربعون على عروشنا بموجب توقيع اتفاقية غير مشروعة في عام 90 فقد استغلت قيادتكم ))الحكيمة(( متمثلة في ))الزعيم الخالد(( علي عبدالله صالح غباء وبلاهة من يدعون أنهم قياداتنا ، ثم جاء عام 94 ليظهر ما تخفي الصدور وقد ساندتم أنتم يا أخوننا في بلاد اليمن وشاركتم بالغالي والنفيس في الحرب الظالمة علينا فتحولت الاتفاقية غير المشروعة إلى احتلال وجُرمٍ بيّنْ. سامحكم الله .
دعوناهم فلم يستجيبوا
دعونا الإخوة الجنوبيين فلم يستجيبوا وقاموا بما قام به قوم سيدنا نوح عليه السلام ،دعوناهم لحوار حضرمي جنوبي ، فقالوا أبداً أنتم ايها الحضارمة تحت وصايتنا منذ ابونا جورج السادس ،
ولابد ان يكون الحوار (جنوبي جنوبي) ومقعدكم ايها الحضارمة مثل الضالع وردفان وأبين وعدن ، وقال سفيههم إنه لكثيرٌ عليكم ،،،
قلنا لهم بالحضرمي ( ماهو سوا )، صموا آذانهم، قلنا بالكويتي (وشدعوة )، قلبوا وجوههم ، قلنا استغفروا ، إستغشوا ثيابهم وأعطونا ظهورهم .
يا جماعة ما يصير كلكم "قنبورين" وأرضكم بمساحة مديرية صغيره لدينا وثروتكم زيرو ، وانتم لستم إلا منطقة حدودية بين حضرموت واليمن وهويتكم هذه ما انزل بها من سلطان هوية البدون . ومع هذا تعالوا إلى كلمة سوا ،تعالوا إلى دولة حضرموت والجنوب وعاصمتها المكلا بإقليمين فدراليين بنظام الإمارات العربية المتحدة (كلين حقه له) مافي فايدة قلنا لهم بالمصري يا عالم يا هوه ،قالوا لنا بلغة آل القذافي ( طز ) .
انتهى الحوار معهم .حتى الإخوة العدنيين أيضاً يعانون منهم والله يكون في عونهم.
يا أهل اليمن يا أهل الحكمة اليمانية
قريبا ستتركون أرضنا ،ولتبقى بيننا أواصر الإخوة ووشائج القربى والمحبة وتبادل المصالح ،نريد منكم أن تنهوها على خير وليكن ختامها مسك.
1- أن تستعجلوا الرحيل ولا تطولوها وهي قصيرة.
2- أن يكون التفاوض بين صنعاء والمكلا على حده وبين صنعاء والجنوب على حده وللإخوة العدنيين رأيهم في ذلك. فهذه قضية وأخرى قضية.
3- عدم التفاوض مع من كانوا يحكمون في ما يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على الإطلاق.
4- تسليم حضرموت لأهلها وسيتم تشكيل مجلس حكم مؤقت من نخب حضرموت السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية . وعلى ضؤ ذلك يتم تشكيل مجلس تنسيق حضرمي يمني ، ليظل هذا المجلس فيما بعد لتطوير العلاقات بين البلدين دولة اليمن ودولة حضرموت.
5- في المرحلة الحالية نرجو من إعلامكم الرسمي والخاص المرئي والمقري والمسموع ومن إعلامييكم وكتابكم الكرام ، عدم ذكر حضرموت في ما يسمى القضية الجنوبية ، واعتبار هذه القضية قضيتين ،(قضية جنوبية وهي خاصة بالأشقاء أهل الجنوب ،وقضية حضرمية تخص حضرموت) ،
وإن كانت لديكم حساسية في الوقت الحاضر حول تسميتها بالقضية الحضرمية ،فلا مانع أن يتم تسميتها بالقضية الشرقية من باب العدل والمساواة حتى في الظلم ( القضية الشرقية وتخص الحضارم ،والقضية الجنوبية تخص الجنوبيين) فلسنا جنوب اليمن جغرافيا ولم ننظم للجنوب العربي الذي صنعته بريطانيا كما صنعت هوية جنوب إفريقيا في بلاد الترفسال .
6- حاولوا يا أهلنا في بلاد اليمن أن تنصفوا حضرموت وبهذا ستمحون كل الخطايا السابقة التي ارتكبها حكامكم وبعض مؤرخيكم في حق حضرموت جارتكم الشرقية الكبرى .
ليبقى حبل المودة بيننا موصول، يحفظكم الله ويرعاكم،،،،
للتواصل في هذا الأمر ،هناك عدة قنوات أهمها حاليا جبهة إنقاذ حضرموت برئاسة الدكتور عبدالله سعيد باحاج والقائمين عليها من رجالات حضرموت ونحسبهم من خيرة رجال حضرموت حفظهم الله ورعاهم وسدد خطاهم.
[email protected]
3/5/2012م