10-31-2012, 10:13 AM
|
#8
|
حال متالّق
|
يافخامة الرئيس .. نحن يمانيون .. لاصوماليون
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالكريم سالم السقطري
اخبار اليوم
حينما يقرأ القارئ هذا المقال قد يتصور ويقول ماذا يريد كاتب هذا
المقال؟وماذا يريد طرحه هنا؟ ،ولماذا يضيق الخناق على الساسة
والسياسيين لكي يصبوا الزيت على النار؟..
تساؤلات كثيرة
تجوب طول البلاد وعرضها، بل ربما يقول القائل هنا هذا الكلام خطير
ومحظور البوح به كونه يشعل حرباً بين اليمن ودولة من دول الجوار
مثل (الصومال)، وقائل آخر يقول ألا تعرف أن اليمن احتضنت في
أحضانها الكثير من اللاجئين الصوماليين اللذين بلغوا الكم الهائل يقدرون
بعشرات أضعاف سكان أرخبيل سقطرى، ولهذا لا يستبعد أن العلاقة
الوطيدة بين الحكومة الصومالية وشقيقتها اليمن كانت في العمق القديم
وإلى حاضر اليوم.
ومن العجيب والغريب في الأمر وما يخفيه الدهر في مكامن القلوب
وسيادة الحكومة والشعب الصومالي سواءً كان في أرض الصومال
أو الوافدين إلى بلاد اليمن من حيث أن اليمن الموطن الثاني للصوماليين،
أن المجتمع الصومالي في أرض الصومال يحثون أبنائهم وشعبهم في
قراءة التاريخ الصومالي بأن سقطرى أرضاً وإنساناً ملكاً لهم منذ القدم
وعبر عصور التاريخ وهم لا يزالون يكرسون هذه الثقافة الوطنية لهم ..
ما الدليل على ذلك؟.
قبل سبع سنين كنت بحاراً على ظهر أحد السفن اليمنية ذات الحمولة
الخفيفة المتجهة صوب أراضي الصومال لغرض مهنة الاصطياد وكان
ذهابي إلى هناك لكي أضرب عصفورين بحجر، الغرض الأول اكتساب
مصدر رزق، والغرض الثاني للتأكد من حقيقة الشائعات التي مصدرها
أن أرخبيل سقطرى بطرازها الجيولوجي وواقع شكل المجتمع الفسيولوجي
نفس التطابق وصفاً وشكلاً مع المجتمع الصومالي (أرضاً وإنسانا) وحينما
أرست سفينتنا على أحد السواحل الصومالية وبالتحديد في منطقة (بندر بيله)،
وبعد مرور أيام جاء إلي أحد الصوماليين متحدثاً عن الرابط التاريخي
والجغرافي والثقافي بين أرخبيل سقطرى وأرض الصومال (بلاد الزنج)
وكان حديثه نابعاً من صميم القلب وكأنه أخذ هذا الكلام إرثاً كابراً عن كابر
كحجة قاطعة عندما يتحدث مع الآخرين قائلاً لي: يا سقطري هل تعرف أن
سقطرى شعباً وأرضاً أفريقية المنبع صومالية الأصل، نظرت إليه متعجباً لما
يقول قائلاً له: ما هو دليلك لما تقول؟ فرد بسخونة وإصرار عجيب أعرف
لما يرمي إليه ولكن لا أعرف بما هو آت من الحجة والبيان قائلاً: سأوافيك
بالدليل غداً إذا في العمر بقية، ثم ولى ظهره قائلاً لي حينما آتي بالدليل لعلي
أراك مقتنعاً تماماً بعد ما ترى قوة حجتي وبرهان دليلي، وفي اليوم التالي أتى
مسرعاً ومعه كتاب وفي الكتاب خريطة العالم باحثاً عني على ظهر السفينة
رافعاً صوته أي أنت (يا عربتو..
يا عربسو..يا سقطري) فجئت إليه مبتسماً قلت له: هات وأرني ما عندك
ثم فرش الكتاب ليرني خريطة العالم عن موقع سقطرى الجغرافي وأهميتها
في الخط الاستوائي من القرن الأفريقي بحجة أنها تابعة للقارة السوداء
(أفريقيا) ومع سبق الإصرار والترصد لما يدعي به وبعد برهة من الحديث
قائلاً: ألست مقتنعاً؟ فقلت له: يا هذا إن ادعائك مخالفاً لحجة التاريخ وعمق
الثقافة ولكني أقر بأن سقطرى تقع جغرافياً في القرن الأفريقي فعلاً وهذا لا
يعطيك حقاً في الإدعاء من حيث التملك تاريخياً وثقافياً، لأن موقعها الأفريقي
يعود شأنها شأن الدول العربية المتواجدة في القرن الأفريقي مثل (مصر،
السودان، تونس، الجزائر،ليبيا، المغرب ..إلخ) ومثل الجزر الشهيرة (قبرص)
التي تقع بالقرب من دولة سوريا وهي تابعة لتركيا وجزر (الكناري) هي ولايتان
للأسبان بما أنها تقرب لسواحل المغرب وجزيرة (ماديره) التي تتبع البرتغال بما
أنها قريبة للمغرب أيضاً.
فهل قرب تلك الجزر من الدول المذكورة يعطيها حق التملك لهن؟ أليس هذه حجة
داحضة لعدم قوة البيان في إقامة دعوته؟ ثم قلت له : هل لك من حجة أخرى
واضحة مثل (وثيقة، أو ملك سلطاني، أو حاكم صومالي..إلخ) كانت سقطرى
ضمن ولايته في تخوم الزمن، وإلا سأقيم عليك الحجة في امتلاك العرب على
إمتداد التاريخ لفترات طوال بأن بلاد الزنج (أفريقيا) كانت ضمن ملكهم وحكمهم
وهذا لا ينكره التاريخ على مر الأزمان، ثم قال لي بكل غضب وعنجهية وعصبية
عندما تصبح دولة قوية بعيدة عن الخلاف والصراع الطائفي سنعيد سقطرى إلى
أكتاف الصومال لأنها لنا ملك منذ القدم.
إن القارئ للفبركة السياسية الحالي من حيث الجوهر الدبلوماسي يرى أن الخلاف
قائم بدليل عندما التقيت أحد الصوماليين المراقبين لوضعهم السياسي الحالي لما
تعيشه الصومال من تمزق طائفي وقبلي وعدم وجود القوة المركزية للدولة،
وعندما سألناه ما موقف الحكومة والشعب الصومالي تجاه أرخبيل سقطرى؟
كان جوابه في الوقت الراهن لا تستطيع الحكومة الصومالية أن تظم إلى ولايتها
(أرخبيل سقطرى) زعم صاحبنا بأنها ملك لها.
وفي ظل الوضع الراهن المتأزم سياسياً فإن الأحق بذلك أن تبقى ضمن ولاية
وحكم الجمهورية اليمنية حد قوله.
هذا يعني أن الخلاف قائم مع وجود الفبركة الثقافية ورغم قلة الحيلة لدى الحكومة
والشعب الصومالي، وبما أن أرخبيل سقطرى بموقعها الإستراتيجي والجغرافي
الهام يجعل محل الخلاف بين الطامعين لها مثل أمريكا والإتحاد الأوروبي من ناحية
ومن ناحية أخرى صاحبة الدعوى المزعومة في الأحقية ( الصومال) على جارتها
وشقيقتها (اليمن) المحتضنة لذلك الأرخبيل، ولو نظرنا إلى المجتمع الصومالي وما
يعيشه هناك نجد أن معظم الشعب الصومالي هم مجتمعات عربية وقلة أجنبية
استقر بهم الحال ابتداءً من عهد الملك (إفريقيس بن ذي المنار) وعهد الملك
(ياسر نعم) عندما استوطن الموجة الأولى في القرن الأفريقي (بلاد المغرب)، وقد
قال المؤرخ نشوان الحميري عن الملك أفريقيس فقال: ملك بنى في الغرب إفريقية
نسبت إليه بأوضح الإيضاحِ وأحل فيها قومه فتملكوا ما حولها من بلدةٍ ونواحي
انظر كتاب عروبة البربر لمؤلفه/ محمد حسن الفرح ص102 فإذا كان اسم أفريقيا
جاء كما ذكرت بطون الكتب أنها تعود تسميتها للملك (افريقيس) ذات أصل عربي
فلماذا الادعاء بالقرب حقاً للتملك.
وفي الأخير تضربنا الأمواج من القرن الأفريقي تارة، ومن الإتحاد الأوروبي
والأجنبي تارة أخرى، فنحن ملك لأنفسنا ملوك لعروبتنا (ملوك البحر وأمراء
القصور) فيا ترى أنا لست رجل استخبارات وليس لي ضلع في قمة الدولة
ولكن من أجل حب الوطن مصلحة للجميع، فنحن يمانيون لا صوماليون..
فهل تسمعني يا فخامة الرئيس؟! وعلى الدنيا السلام
|
|
|
|
|