عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2013, 07:21 PM   #30
شهد الملكه
شاعرة السقيفه
 
الصورة الرمزية شهد الملكه


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman [ مشاهدة المشاركة ]
شكرا على تفضلكم بالتعليق على ما كتبت و سماحكم لي بالمشاركة في الموضوع
في نفس السياق، معلوم لدى الأدباء و هواة الأدب و رواده أن الشعر (بشكليه أو صنفيه الفصيح و العامي) والنقد صنوان متلازمان متوازيان لا يتخلف أحدهما عن الآخر. وتخلف النقد يعني بحال من الأحوال هستيريا شعرية غير مقننه يفقد الشعر بريقه ويفقده رسم الملامح والمحددات لان النقد هو المقنن و هو من يوجه ويقيم الشعر والشاعر. فما وصل الشعر الفصيح مبلغه في العصر الجاهلي من جزالته وجمال التصوير كنموذج إلا مواكبة النقد والنقاد لكل ما يقال و إن كان ذلك النقد عفويا بحكم السليقة و الذائقة الشعرية، و لم يتطور إلى مفهوم النقد المعاصر.
وربما أسعفتني ذاكرتي هنا بواقعة نقدية أوردها للفائدة وكمثال جاءت في قصيدة لحسان بن ثابت قوله:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى++ وأسيافنا يقطرن من نجـدة دمـا
فأنت تري الأسلوب واضحا تمام الوضوح ، و لا يحتاج للتريث والأناة في معرفته وفهمه ومع ذلك نقده النابغة وقال له:
ـ لقد قلت: ( الجفنات ) وهي من جمع القلة،
والأحسن لو قلت ( الجفان ) لكثرة العدد.
ـ وقلت : ( يلمعن ) ( في الضحى ) أي تلمع في وضح النهار
ولو قلت: ( يبرقن ) ( في الدجي ) لكان أبلغ
لأن الضيوف في الليل أكثر طروقا .
- وقلت أيضا : ( أسيافنا ) وهي جمع قلة
ولو قلت ( سيوفنا ) جمع كثرة لكان أفضل .
-وقلت ( يقطرون دما ) أي تسيل منها قطرات الدم .
ولو قلت (يجرين ) لكان أفضل
فجريان الدم دلالة على كثرة القتلى من الأعداء .

ونلحظ في نقد النابغة هذا أنه يركز على مدي دقة استعمال الكلمات الملائمة للمعني، وكيف تكون الكلمة أدق وأبرع في التعبير عن المعني المراد ليكون أكثر إيحاء للسامع فقدرة الشاعر على اختيار أدق الكلمات المناسبة يسهم في قوة المعني وتأثيره في نفس السامع. ونفهم من هذا مدى أهمية النقد في التوجيه، و هذا ما نفتقده. ولعل النقد بين شعراء العامية في حضرموت كان ساريا ولكن لا مجال لسرده هنا خوف الإطالة.

لنا عودة إن شاء الله


.

واصل يا أبو أيمن حفظك الله ورعاك
بلطفه وعفوه وعافيته .
وحماك من دروب وشر مُماحكات
القهر الطبقي والظيم الإنبريالي !!! .
  رد مع اقتباس