[جمال العطاس]

الانحسار الجزئي للدور الريادي العريض للسادة في حضرموت خاصة
والناتج عن ظروف سياسيه وايدولوجيه واقتصاديه واجتماعيه وتربويه
حتى . هو الذي كرس وافرز شريحة من الجيل الجديد لاحفادهم لم تكن على ديدن من سبقوهم من الاباء والاجداد ..
وقد كان في الاجيال المتقدمه منهم من يتكئ على النسب الشريف
فقط والدليل ( كلام الامام علي بن حسن العطاس وغيره ) .
الا انه في الاجيال المتاخره اتسعت هذه الشريحة اكثر من ذي قبل وذلك يرجع للظروف سالفة الذكر ..
كان الكثير من اسلافهم يوصون بعدم الاغترار او الا تكاء على النسب
الشريف فقط مع الاعتزاز بالنسب وليس الفخر والتعالي. فهذا الامام
عبدالله بن علوي الحداد يقول في قصيدته البائيه :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ثم لاتغتر بالنسبٍ
لا ولا تقنع بكان أبي
وأتبع في الهدي خير نبي
أحمد الهادي الي السنن
[/poet]
ولكن لازال لاحفادهم رغم انحسار هذا الدور العريض دور ريادي يتماشى مع ظروف المرحله ويتفاعل مع كل المستجدات من نظريات وافكار
ولاأحد يستطيع انكار ذلك . من الطبيعي جدا ان ينتقد الجيل الجديد من اولادهم حيث ان اسلافهم نبغوا وحملوا مشاعل الهدايه والعلم مع بعض الاسر الحضرمية الاصيله لكل المجتمع الحضرمي الذي كان يتخبط في مجاهل الظلام .
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
رضعوا لبان المجد في حجر العلا = فَعَلوا على الاكفاءِ والاندادِ
وأظلّهم بيت النبــــوة وابتــنــــوا = شرفا على شرفٍ بغير حدادِ
فلهم اذا مازرتهـــــم وخــــبرتهم = شرف الملوك وسيرة الزّهادِ
قومٌ اذاسفـــروا حسبت وجوههم = للنـــاظـــــرين أهلة الاعيادِ

[/poet]

فكانت التركه ثقيله على الجيل الجديد الذي واجهته النظريات والايدلوجيات المنحرفه
في العقود المتاخره . وهكذا طبيعة الائمه يتركون لاولادهم تركة قد لاتساعدهم الظروف لحملها وتتكالب عليهم المحن والنكبات ولكن يبقى الجيل الجديد هو الامتداد الطبيعي لهذه الدوحة المباركه .
ودائما ماترمى الاشجار المثمره اما الحشائش الصغيره فهي عرضة لدوس الاقدام.
وأما الاعتزاز بالنسب فهو مطلوب لكن الافتخار به المقرون بالغرور والتعالي فهذا مانهوهم عنه اسلافهم ونهاهم عنه من ينتسبون اليه ( صلى الله عليه وسلم )
ولنرى ماقاله الامام العظيم الحداد في نفس القصيده المذكوره اعلاه
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ولنا خير الانام ابُ
وعلي المرتضى حسبُ
والي السبطين ننتسبُ
نسبا مافيه من دخن

كم امام بعدهُ خلفُ
منه ساداتٌ بذا عرفوا
وبهذا الوصف قد وصفوا
من قديم الدهر والزمنِ
[/poet]
ولكن الاحفاد رغم تاخرهم عن ركاب اسلافهم لاسباب بعضها منطقي وبعضها يرجع لتقاعسهم الا ان فيهم من يحمل مشاعل النور والي اليوم
ولكن مصيبتهم ان حاسدهم لايرقب فيهم الا ولا ذمه
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
قال طريح بن اسماعيل الثقفي
ان يسمعوا الخير اخفوه وان سمعوا= شرا اذاعوه وان لم يسمعوا كذبوا

[/poet]
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
وقال الشريف الرضي:
ان عاينوا نعمةً ماتوا بها كمدا= وان رأوا غمة طاروا بها فرحا

[/poet]
الاحفاد تشعبت بهم المسالك ولم ينضووا تحت راية واحده فكان لزاما
ان تتكالب عليهم المحن وان يجد فيهم من يكن لهم الظغن مبتغاة
ولكن ذلك لايسلخهم عن الامتداد الطبيعي ولا يعزلهم عن اسلافهم
وعليهم تصحيح مسارهم والاقتداء التام بسلفهم في تحصيل العلوم
والتقى والصلاح
والخير لايزال فيهم بالذات وفي كل الامه
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/3.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
قال القطامي:
نجومُ سماءٍ كلما انقضى كوكبٌ = بــدا كوكبٌ تـــــأوي اليه كواكبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم = دجى الليــل حي نظّم الجَزعَ ثاقِبُه
ومازال منهم حيث كانوا مسوّدٌ = تسير المعالي حيث سارت ركائبه

[/poet]

فالخير كما اسلفت فيهم باقي وفي غيرهم