[ابوعبدالله الشبامي]

سلام عليكم أيها الحلان .. والى كل من يعشق الحق ويدافع عنه
سلام على الشرفاء ، بناة المجد، وحماة العدل .. ان المجتمعات ايها لإخوة لا تقوم ولا تنهض الا بمجموع أفرادها وجميعهم، والفرق بين المراد بالجميع والمجموع واضح عند علماء الأصول ..
فبالمجموع تكون النهضة والنهوض غير متعينة على كل فرد، فهي أشبه بفرض الكفاية، وأما بالجميع فهي حتم ولزام على كل فرض، فهي ترادف فرض العين ..
على كل .. ولا أطيل، فمن ذا الذي يتسطيع أن ينكر ضوء الشمس ، الا كما قال الإمام البوصيري :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
من ذا يستطيع أن ينكر فضل آل البيت -عليهم السلام أينما كانوا- في حضرموت أو في غيرها من بقاع الأرض، لا يفعل ذلك الا من تحقق بقول البوصيري السابق ..
أهل البيت هم كما جاء وصفهم في قول خير البشر صلى الله عليه وسلم: "النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي"، أخرجه مسدد شيخ البخاري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3972)، وأبويعلى في "مسنده الكبير"، والطبراني في "المعجم الكبير" (6260)، كلهم من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ..
ولا يخفى على كل ذي لب، وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأمة كلها بحفظ حقوق أهل بيته عليهم السلام، كما ورد في حديث غدير خم في صحيح مسلم وغيره من دواوين السنة: عن زيد بن أرقم قال: قم فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمدالله وأثنى عليه، ووعظ وذكر . ثم قال:
"أما بعد أيها الناس .. فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال :
وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاثا)
فقيل لزيد : من أهل بيته ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟
قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قيل: ومن هم ؟
قال: هم آل علي وآل جعفر، وآل عباس .. رضي الله عنهم"
قيل: كل هؤلاء حرم الصدقة ؟
قال : نعم .
أخرجه مسلم في صحيحه في باب فضائل الصحابة، رقم (2408) . وله روايات أخرى ..
أقول :
ان الذي دفعني لرقم هذه السطور هو ما رأيته في هذه السقيفة من طرح لمواضيع هي حساسة وذات أهمية لكل مسلم، ولا يليق أن تطرح هكذا جزافا، دون تحرير القول فيها .
فالذي يريد أن ينتقد أمرا ما ، ولا سيما فيما يخص آل البيت عليهم السلام، ينبغي أن يعرضه أولا على ميزان الشرع، ثم ينبغي له أن يكتب بإنصاف وموضوعية كما يسمونها في هذا الزمان .. فيأخذ الموضوع من جوانبه، ويستوفيه بحثا وشرحا ..
أما رمي الكلام على عواهنه، وعدم أخذ أمور الدين بالجدية والأهمية، فهذا أمر خطير، ولا بد من التأصيل، حتى يصل الباحث الى الحقيقة.
وأذكر في هذا الصدد قول العلامة الجليل السيد أبي بكر بن شهاب الدين المتوفى بالهند سنة 1341 رحمه الله :
حب أهل البيت قربة وهو أسمى الحب رتبة
ذنب من والاهم تغسله مزن المحبة
والذي يبغضهم لا يدخل الإيمان قلبه .. الخ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والى لقاء قريب .