لاشرقية ولاغربية ... حضرموت تاريخية !!
2/1/2014 مدرك باسلوم
لايختلف اثنان عن أصالة وعراقة الهوية الحضرمية وماتتميز به من عمق تاريخي وإجتماعي وثفافي وسياسي ؛ لكن المريب في الامر ما تتعرض له هذه الهوية العظيمة من محاولات مقيتة وممنهجة منذ مايقارب نصف قرن لطمسها وتدميرها وإحلال ثفافات وهويات أخرى مكانها . ولاتزال سياسة الطمس والإقصاء لهذه الهوية الحضرمية مستمرة إلى يومنا هذا والمصيبة ان يكون ذلك الإقصاء والطمس المتعمد بمساعدة ومباركة من قبل أبناء حضرموت أنفسهم ولانعلم هل هي سذاجة أم خيانة . بغض النظر عن موقفي وموقف ورأي كل الحضارمة من مايسمى بمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاتة؛ فقد صدمنا بطبخة جديدة صنعت وطبخت في مطابخ صنعاء المتخصصة في السلتة والفحسة وبإشراف حضرمي .
( الإقليم الشرقي ) ... طبخة مستحدثة وجديدة تقدم حاليا في المطاعم الحضرمية واليمنية مجانا بعد أن روج لها بشكل كبير في الإعلام اليمني والحضرمي على وجه الخصوص . في الحقيقة لسنا بصدد الخوض والإسهاب في التفاصيل والمكونات السحرية لهذه الطبخة الفريدة ؛ فمكوناتها معروفة وتاريخ إنتاجها واضح للعيان بل أن صناعها وطباخيها بائنون ويتفاخرون بهذه الماركة المسجلة بإسمهم في حين إن التاريخ لم ولن يرحم من يخون امته ويعمل على التنقيص من شأنها وتشويه تاريخها وثقافتها وإنتزاع سمتها وصفتها الجوهرية التي حباها الله اياها وميزها بها عن غيرها من الأمم والشعوب وإنه من العار والسذاجة أن يكون الشخص إداة بيد غيره لتدمير هويته وهوية شعب بأكمله.
إن الأمة الحضرمية أو الشعب الحضرمي الذي وجد على الأرض منذ أكثر من خمسة ألاف عام رفض ولايزال يرفض كل مايملي عليه من إملائات وتوصيات لذوبان هويته وإمتصاصها بمختلف الطرق والطبخات وحافظ على مميزاتة وخصائصة عبر القرون العديدة ولايزال صامدا محافظا على هويته وقوميته؛ وعليه فأننا نحذر من إستمرار تلك السياسات التي تهدف إلى إنتزاع الهوية الحضرمية وإستبدالها بهوية جهوية أضحت مقصدا للسخرية والإستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع بين الأوساط الحضرمية ؛ لهذا يجب على كل حضرمي غيور على هويته ووطنه مناهضة مثل هذه الدعوات والعمل على الرفع من مكانة الهوية الحضرمية والحفاظ عليها فهي نعمة خصهم الله سبحانه وتعالى بها كونها من أعرق وأقدم الهويات في المنطقة ومميزة عن غيرها فهي هوية لاعرقية قائمة على اسس وقيم إخلاقية وحضارية وإنسانية .