الموضوع: ومن يوق شح نفسه
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2014, 11:29 PM   #1
البلخي
حال نشيط

ومن يوق شح نفسه

بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
ـ المصطلح القرآنى ( الشّح ) يعنى بمفهومنا الأنانية ،و الأنانية أشمل من مصطلح ( البخل ) الوارد فى القرآن الكريم. ( البخل ) هو الشح بالمال فقط ، ولكن الأنانية هى (الشح ) أو البخل بكل شىء ، هى المنع المطلق والاستئثار بكل شىء أو تمنى الاستئثار بكل شىء ، فى المال و العواطف والاهتمام من الآخرين ، وفى نفس الوقت لا يرى هذا الأنانى للآخرين عليه حقا ، كما لو أن الله جل وعلا قد خلق الناس وسخرهم لخدمته ،
فإن العلاج من مرض الشح هو بالتقوى والانفاق فى سبيل الله جل وعلا ، يقول رب العزة : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )، قوله جل وعلا : (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ) يعنى أن الشّح مرض يجب الوقاية منه طلبا للفلاح . والوقاية منه تكون بعكس الشّح ، أى الانفاق والعطاء ، لذا قالت الآية التالية تحث على العطاء والمنح والانفاق فى سبيل الله جل وعلا : (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) ( التغابن 16 : 17 ).
ـ وفى المواقف العملية للأنصار فى المدينة والتى أشاد بها رب العزة هى مقابلة الشح ( وهو التطرف فى البخل والمنع ) بعكسه تماما وهو ( التطرف فى العطاء ) أو : (الإيثار على النفس حتى مع وجود الفقر). وتلك هى الوصفة الأكيدة فى علاج مرض الشح والوقاية منه ، أن تؤثر على نفسك ، يقول جل وعلا عن الأنصار فى المدينة : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( الحشر 9 ).
  رد مع اقتباس