عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2014, 01:29 PM   #127
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحوثي لم يظهر من فراغ

02/10/2014 22:17:02

حضرموت برس

محمد زكي عيديد

يعتبر الوضع السياسي في اليمن من أعقد الاوضاع سياسياً يوازي في تعقيده الوضع العراقي تماماً بل ربما يزيد تعقيداً ، تارةً نشببه بالوضع في لبنان و نقصد هنا عناصر الحوثي و تارةً يأخد من الوضع المصري بعض عناصر الشبه ونشير بالبنان هنا الى حزب الاصلاح -- الاخوان المسلمين -- و معاركهم الدبلوماسية ، و تارةً يُشبه بالوضع في السودان والعراق و نقصد الحراك الجنوبي و أيدولوجيا الانفصال أو الحكم الذاتي و كل هذه عناصر تساهم في تعقيد اليمن سياسياً وتخلق منه معضلة سياسية ، في خضم غياب الرؤية السياسية الواضحة لأن النقاش من فوق الطاولة و تسليم الاوراق من تحتها .

عندما نتحدث عن الحدث السياسي الكبير في اليمن بداية بتهديد الحكومة بالسقوط من قبل عناصر الحوثي و نهاية باجتياح العاصمة صنعاء ونجاح هذا التصعيد الحوثي والسيطرة على كل مفاصل الدولة دون أي عناء يذكر , وأمام أنظار الجيش اليمني يجعلنا نضع أطنان من الاستفهامات نوجها مباشرة إلى سيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ، هل مازال مركوزاً ؟ مثلما يلقب سابقاً من قبل شريحة كبيرة من الشعب اليمني ، أم أن هناك تفاصيل لا يعلمها إلا ذوي الرتب العليا في الحكومة .

بداية بحركة الحوثي من مديرية حوث وحتى وصوله الى عمران و تواجده على مداخل العاصمة صنعاء بحجة الصراع مع عناصر حزب الاصلاح وعائلة الاحمر كان تسيس -واضح لا يخفى- من صناعة النظام السابق يدل على أن هناك نافذين في الدولة هما يحملان على أعتابهم خريطة العمل السياسي و الدبلوماسي كاملة في اليمن و هما مَن جعل الامور تصل الى منتهاها الحالي , ونقصد عائلة النظام السابق علي عبدالله صالح وعائلة الأحمر بالرغم من وجود رئيس الجمهورية عبد ربه .

ما يميز السياسة في اليمن أن من يملك البندقية هو الذي يتكلم و يسيس و يتسيس . وأما أولئك الذين يحملون حقائب دبلوماسية ملئية بالاوراق لمناقشة قضاياهم يكونون دائماً على الهامش وهذه حقيقة حصرية لأننا عقلياً و فطرياً توقعنا حدثين كبيرين يهزان اليمن والمنطقة برمتها عقب أحداث الثورة ، لايوجد غيرهما واضح للعيان في ذلك الوقت ، وهما كالتالي :

التوقع الأول : حصول حرب أهلية أو قبلية في اليمن أيام الثوره اليمنية بين أنصار كلاً من علي عبدالله صالح و أنصار الاحمر ولكن هذا لم يحصل و لله الحمد .

التوقع الثاني : حدوث الانفصال الجنوبي ، وهو حدث أستراتيجي كبير جداً يمكن أن يخلق أزمة يمنية كبيرة جداً و هذا أيضاً لم يحدث ايضا .

دخول الحوثي العاصمة صنعاء هو الحدث الكبير الذي حصل والذي لم نكن نتوقه أبداً وهذا ما يؤكد مصداقية ما نقول عن الوضع السياسي المعقد في اليمن و لكن التدخل الحوثي المفاجئ لخص لنا كل القضايا المتشابكة و أعطانا صورة تفصيلية عن حقيقة الوضع السياسي في اليمن وكم هو متشابك مع بعضه ما عدا القضية الجنوبية - والتي هي أصل كل القضايا في اليمن - فقد كانت ملفاتها مهملة على الدواليب لأن المعترك السياسي لا يخصها .

هناك تشكلين كبيرين يقسمان الجيش اليمني الى قسمين وهما :

الفرقة الأولى مدرع : ويقودها علي محسن الاحمر و تتكون من 22 لواء عسكري موزعة على كل مناطق الجمهورية .
الحرس الجمهوري : يقوده أحمد علي عبدالله صالح -- نجل المخلوع -- وقوام جنوده 120 الف جندي حسب ماتقول التقديرات مدججين بأحدث الاسلحة الحديثة والتدريب الحديث يحوي 17 لواء تأتيه مساعات سنويه من أمريكا تحت مسمى مكافحة الارهاب ولديه ارتباط وثيق بالقوات الخاصة اليمنية .

كانت ثورة الشباب في اليمن عام 2011م مثل الكارثة على المتنفذ علي عبدالله صالح إذ يمثل سلسلة نفوذ في الدولة يعتبر هو رأس هرمها . فتوعد علي محسن الأحمر وغيرهم مِمَن وقفوا ضده دعماً لثورة الشباب بأنه سيبذل جهداً لسقوطهم ، و أقتضت سياسة المخلوع أن يتمسك بتنظيم ديني فكان الحوثي بسبب إنغماس علي محسن الأحمر في حزب الاصلاح -- فرع الاخوان المسلمين في اليمن -- كتنظيم ديني .

يشاع أن عبدربه منصور هادي الرئيس اليمني تلقى ضغوط من قبل دول المنطقة والحكومات المحاربة للاخوان المسلمين بأن ينظم الى معسكر محاربة الاخوان المسلمين ، بسبب أن حزب الاصلاح أو جماعة الاخوان المسلمين في اليمن على تواد مع الحكومة و منغمسة إنغماس كبير بعكس دول العالم العربي الأخرى فهناك تقييد لجماعة الاخوان المسلمين ومحاصرتهم و ممارسة سياسة "س ج" معهم . ولا يوجد لهم نفوذ في الجيش مثل إخوان اليمن ، وقد تصل في مراحل خطرة إلى إحلال الحزب أو الجماعة ، فرفض عبدربه منصور هادي التدخل في الصراع بين جماعة الحوثي "أنصار الله" وحزب الاصلاح وعائلة الأحمر يعطيك إنطباع بأن عبدربه رضخ لهذا الضغط وما يساعد على ذلك ضعف نفوده في الدولة ، فقد رفض بأن يتدخل عسكرياً في صراعات لا تمت للحكومة بأية صلة وعلى أساس أن الصراعات شخصية و أعطيت تسهيلات من قيادات في الحرس الجمهوري -- المرتبطة بالنظام السابق -- لتوغل الحوثين و حادثة قتل اللواء الغشيبي خير دليل ، و حتى وصوله الى العاصمة صنعاء .

نهنئ الحكومة الايرانية على العاصمة الرابعة كما صرح مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني ، ومن العيب أن نتهم الحوثي و نترك من خائنوا الامانة أصحاب النفوذ الذين أستهانوا كثيراً بقضايا الناس و لعبوا بمقدرات الدول و تعاملوا مع التكتُلات الدينية مثل التعامل مع الملابس تارة يلبسونها وتارة يخلعونها ، و كلهم نسيو أن سياسة المناكفات و ردات الفعل نقطة ظعف عند السياسين أستغلتها إيران كما يقولون "نعيب إيران و العيب فينا و ما لايران عيبُ سوانا" .

إنتهت مباراة لي الاذرع لصالح المتنفذ علي عبدالله صالح هذه المرة بعدما خسرها سابقاً في أحداث الثورة ،لكنهم لم يدركو أنهم جميعاً خسرو في هذه المبارات أمام إيران لكن هذه الخسارة قدمت على طبق من ذهب نصراً لايران في اليمن ، و ستحكي الايام المقبلة مدى حجم النفود الايراني الذي سترونه في الساحة اليمنية ، و ستكون إيران لاعب أساسي في الشأن اليمني بعد ما كانت لا تعرف لليمن طريق سواء عن التصريحات ، و ما يؤكد بداية هذا النفود الايراني هو الافراج عن الاسراء الإيرانين و الجواسيس الذين يعملون لصالح إيران في اليمن ، لأن الحوثي أصبح سيد النافذين في الدولة ، و هكذا حال السياسة سيكون في السنين المقبلة .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس